دخل الله: الأعداء لجؤوا إلى الحرب الاقتصادية لتحقيق ما فشلوا به ميدانياً.. وسننتصر كما انتصرنا عسكرياً
اللاذقية – مروان حويجة:
استضاف ملتقى البعث للحوار في فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الاشتراكي في جلسته السادسة التي أقامها على مدرج النادي السينمائي الطلابي في الجامعة الرفيق الدكتور مهدي دخل الله، عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام ، في حوارٍ مفتوح حول الأوضاع الراهنة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وثقافياً.
وأوضح الرفيق دخل الله أنّ الحرب على سورية ليست الأولى في التاريخ، ولكنها غير مسبوقة بضراوتها وشراستها، ويجب أن تقارن مع ظواهر شبيهة بعيداً عن المنطق والتصوّر الذهني الخالص.
ولفت دخل الله إلى أنّ أحداث الثمانينيات في التصدّي لعصابات الإخوان المسلمين ورغم أنّها لا تقارن بحجم الحرب العاتية العدائية التي يتعرّض لها بلدنا الآن من تجييش وتسليح وحصار وعقوبات وحظر وغيرها من عقوبات، إلّا أنّ الوضع الاقتصادي حينها كان أشدّ صعوبة ووطأة من الوضع الراهن من حيث السلع والاحتياجات والازدحامات والاختناقات وغيرها.
وبيّن الرفيق دخل الله أنّ دولاً عظمى خاضت حروباً في القرن الماضي تعرّضت لأزماتٍ ومآزقَ اقتصادية اضطرّتها لاتخاذ إجراءات تقشّف وزيادة أسعار المشتقات وطباعة فئات نقدية جديدة، وهذا ما أورده وأشار إليه الكتّاب الغربيون عند تناولهم تداعيات وآثار الحروب الأمريكية والألمانية والفرنسية وغيرها. وأوضح الرفيق دخل الله أنّه عندما نجري هذه المقارنات المستمدّة من أصحابها فإنما لأجل الموضوعية في المقارنة، فإذا ما قارنّا الوضع بين سورية ودول مجاورة شهدت حروباً مثل العراق ولبنان فإنّ الوضع في سورية أفضل على الرغم من ضراوة الحرب والحصار والعقوبات التي تعرّضت لها سورية، كما لا يمكن المقارنة بين حجم أضرار وخسائر الحرب التي لحقت بسورية بالمقارنة مع غيرها.
ولفت إلى أنّ هذا كله لا يعني أي تبرير للأداء الاقتصادي حيث هناك الفرص الضائعة وسوء الإدارة وغيرها من ملاحظات نقدية، لكن الحديث يتركّز على ظاهرة لها المسبّبات نفسها، ولكن بتداعيات متباينة، وهناك الكثير من التفاصيل والمؤشرات التي ينبغي الإشارة إليها عند البحث في الظاهرة ودراستها.
وأكّد دخل الله أنّ سورية انتصرت باعتباراتٍ وعناوين واضحة تتجلّى في إجماع العالم على سيادتها واستقلالها بقوة ثباتها وصمودها ودحر الإرهاب والمؤامرة، وأصبحت الحرب على الإرهاب في إطار القانون الدولي، وهذا يضاف إلى النصر المحقق، كما أصبحت سيادة واستقلال سورية خطّاً أحمر لدول كبرى مثل الصين وروسيا اللتين أكّدتا دور القيادة السورية ووحدة وسلامة الأراضي العربية السورية.
وأشار الرفيق دخل الله إلى أن الحرب أفرزت آثارها وتداعياتها على الواقع المعيشي والاقتصادي، وهذا انعكس على المواطن لأنّ الضغط الاقتصادي جزء أساسي من أدوات الحرب وأهدافها ومراميها، ولذلك فإن هذا الوضع الصعب لم يكن موجوداً قبل الحرب، وهذا ما يجب أن يتم الالتفات إليه وفهمه لمعرفة ما نتعرّض له في هذه الحرب، وحجم الخدمات والاحتياجات المتاحة من الدولة والحكومة إبان كل التحديات.
وأكّد أن مجمل القضايا التي تلامس الواقع المعيشي والاقتصادي تتم متابعتها على كل المستويات الحكومية والحزبية حيث للحكومة عملها ودورها ومهامها وواجباتها كجهةٍ تنفيذية وتخطيطية.
وشدّد الرفيق دخل الله على أهمية ثقافة الحوار وتعميمها في الحزب من خلال تمازج الآراء انطلاقاً من أنّه ليس هناك رأي صائب مئة بالمئة، إضافة إلى الحرص المستمر على تطوير أساليب وآليات الحوار شكلاً ومضموناً، وطرح جميع القضايا مع التركيز على الأولويات والمعايير الموضوعية للأوضاع الراهنة والحرب على سورية التي تعدّ من أعتى وأشرس الحروب إرهاباً ووحشية.
وتابع: قطعنا مراحل على طريق النصر الحقيقي عندما يتحرّر كل تراب سورية، ويجب أن نعلم أن الحرب الاقتصادية هي أسوأ الحروب، ولذلك لجأ إليها أعداؤنا لتحقيق ما فشلوا به ميدانياً، ولكن كما انتصرنا عسكرياً سوف ننتصر اقتصادياً.
الدكتور مازن الغنيمي، كلية الآداب، جامعة تشرين، ركّز على مجموعة التحديات التي تواجه الواقع السوري نتيجة الحرب اقتصادياً ومعيشياً وثقافياً وخدمياً، داعياً إلى التشدّد في المحاسبة ومكافحة الخلل ومحاربة الفساد، وتوظيف الطاقات والإمكانات، وإعادة النظر في بعض الإجراءات والبرامج الاقتصادية والتربوية والتعليمية، وعدم وجود خطة اقتصادية واضحة المعالم خلال سنوات ما قبل الحرب، وتفويت الفرصة لبناء اقتصاد قوي خلال فترة نموّ كبير وصل إلى ٨%، وهذا كله لم ينعكس على الواقع الاقتصادي، إضافةً إلى عدم بناء مؤسسات اقتصادية قويّة كانت كفيلة بالصمود في وجه الحرب الاقتصادية، لأن أيّ خطة اقتصادية لن تنجح إذا لم تكن هناك خطة واضحة في مكافحة الفساد ودعم الإنتاج والاستثمار الأمثل للموارد والطاقات.
وجرى خلال الملتقى العديد من المداخلات والتساؤلات حول جوانب الواقع المعيشي والاقتصادي وقضايا اجتماعية وتعليمية وثقافية والحلول المقترحة لمعالجة تأثيراتها والتخفيف من منعكساتها.
حضر الملتقى الرفيقة الدكتورة ميرنا دلالة، أمين فرع جامعة تشرين، والدكتور بسام حسن، رئيس جامعة تشرين، والرفاق أعضاء قيادتي فرعي الجامعة واللاذقية، ونواب رئيس الجامعة، والرفاق أمناء وقيادات الشعب الحزبية والمنظمات الشعبية.