شهيد في الخليل.. و”العليا للكنائس” تدعو لإنقاذ الوجود الفلسطيني المسيحي
الأرض المحتلة – تقارير:
تواصل آلة الحرب الإسرائيلية حصد أرواح الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، فمع فجر كل يومٍ جديد، يُستشهد المزيد من الشبان والنساء والأطفال برصاص جيش الاحتلال، بالإضافة إلى العشرات من المصابين والمعتقلين على خلفية اقتحامات الاحتلال لمدن الضفة الغربية المحتلة، دون أي تحرّك من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم أو حتى إدانتها على أبسط تقدير، حيث استُشهد فلسطيني اليوم برصاص الاحتلال شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
يضاف إلى هذه الجرائم أيضاً الإجراءات التي تتبعها سلطات الاحتلال في التضييق على الشعب الفلسطيني لتهجيرهم من أراضيهم، حيث طالبت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين كنائس العالم باتخاذ موقفٍ حازم وجدّي، لإنقاذ الوجود الفلسطيني المسيحي، وخاصةً في مدينة القدس المحتلة، نتيجة تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وتهديداته بتهجيرهم من أراضيهم ومنازلهم.
ودعا رئيس اللجنة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري في رسالةٍ إلى كنائس العالم إلى التحرك الفوري، والضغط على حكوماتها لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، ومنح الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المشروعة، مشدّداً على أن الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين، يستحقون أن يعيشوا حياة طبيعية وكريمة كباقي شعوب العالم دون قيود وحواجز، وعلى كنائس العالم أن تكون شريكة في إحقاق العدالة والسلام.
وحذّر خوري، من تداعيات تصاعد إرهاب المستوطنين تجاه الفلسطينيين، وخاصةً في القدس المحتلة وتزايد اعتداءاتهم على أملاك الكنائس بحماية قوات الاحتلال واستيلائهم مطلع العام الجاري على أرضٍ تابعةٍ لبطريركية الروم الأرثوذكس في حي سلوان بالقدس المحتلة، مشيراً في الوقت ذاته إلى انتهاكات الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومحاولاته تغيير الواقع التاريخي والجغرافي للمدينة المقدسة، بما يخالف الشرعيات والمواثيق الدولية.
ميدانياً، استشهد فلسطيني اليوم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عند المدخل الشمالي لبلدة حلحول، شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز عسكري عند مدخل البلدة الشمالي أطلقت وابلاً من الرصاص باتجاه فلسطيني، ما أدّى إلى استشهاده.
ومنعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشهيد، واحتجزت جثمانه.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، أن الشاب حمدي شاكر عبد الله أبو دية (40 عاماً) استُشهد برصاص قوات الاحتلال، نتيجة إصابته بجروحٍ خطيرة.
وفي أعقاب الجريمة داهمت قوات الاحتلال منزل عائلة الشهيد أبو دية في منطقة الحواور، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.
وباستشهاد أبو دية ترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري برصاص الاحتلال إلى 15 بينهم أربعة أطفال.
جاء ذلك في وقتٍ اقتحمت فيه قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينتي القدس والخليل، وبلدات سلواد في رام الله وقباطية وبرقين في جنين وأم سلمونة ومخيم عايدة في بيت لحم، واعتقلت عشرين فلسطينياً.
كذلك أقامت عدة حواجز على مداخل الخليل الشمالية ومداخل بلدات سعير ويطا وحلحول، وعرقلت حركة مرور الفلسطينيين، بينما اقتحمت منطقة الجلدة في مدينة الخليل، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، ثم اعتدت على الفلسطينيين بإطلاق قنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة العشرات منهم بالاختناق، وإلحاق أضرار مادية بمركباتهم.
وفي جنوب شرق القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة صفاف بعددٍ من الجرافات، وأغلقت عدة طرقات، وحاصرت بناءً سكنياً مكوناً من عدة طوابق قيد الإنشاء وقامت بهدمه.
في الأثناء، شرع مستوطنون إسرائيليون، بالاعتداء على أراضي الفلسطينيين غرب خلة مكحول في الأغوار الشمالية، من خلال تسييجها بهدف الاستيلاء عليها.
يُذكر أن المستوطنين يسارعون منذ بداية الشهر الجاري إلى الاستيلاء على مساحات من أراضي الأغوار الشمالية، ويعملون على تسييجها.
وفي القدس المحتلة، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسةٍ مشدّدةٍ من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، وفي ملف التضييق على الأسرى الفلسطينيين، أبلغت إدارة سجون الاحتلال الأسير ماهر يونس، أنه سيتم نقله، من سجن “النقب” إلى التحقيق، وفقاً لما ذكره نادي الأسير.
وأشار نادي الأسير، إلى أن يونس نُقل خلال هذا الشهر أيضاً إلى التحقيق في سجن “مجدّو”، علماً أنه سُيفرج عنه الخميس، بعد أن أمضى مدة حكمه كاملة، البالغة 40 عاماً.
واعتُقل يونس، في الثامن عشر من كانون الثاني 1983، وذلك على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة فتح، وتعرّض لتحقيقٍ قاسٍ في حينه، وحكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبّد مدى الحياة، وفي عام 2012، تم تحديد المؤبّد له بـ40 عاماً، وخلال سنوات اعتقاله توفي والده في عام 2008، علماً أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.
دوليّاً، أكد السفير “قوه وي” مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى السلطة الفلسطينية، أن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعدل والإنصاف الدوليين.
وقال السفير الصيني: إن الرئيس الصيني شي جين بينغ طرح مراراً مبادراتٍ لحلّ القضية الفلسطينية، مؤكداً أنه لا يمكن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني إلى أجلٍ غير مسمّى ولا يجوز المساومة على الحقوق الوطنية المشروعة له، وأن تطلعاته لإقامة دولته المستقلة لا تقبل الرفض.
وأشار إلى أن بلاده تدعو للالتزام بالتوافقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمحافظة على الوضع التاريخي القائم للقدس.
وطالب السفير الصيني، كيان الاحتلال بالتوقف عن التحريض والاستفزاز تفادياً لأي تحرك أحادي الجانب قد يؤدّي إلى تفاقم الأوضاع.
كذلك دعا المجتمع الدولي إلى دعم إيجاد حلٍ عادل ودائم ومبكّر للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مطالباً الدول الكبرى ذات التأثير بتحمل المسؤولية من أجل الوصول إلى تلك الغايات المنشودة.