المحترفون الأجانب في دوري السلة نقمة مالية ونعمة لم يُحسن استثمارها
البعث الأسبوعية-عماد درويش
لا أحد يستطيع أن ينكر أن وجود اللاعب المحترف في الرياضة بات ضرورة في ظل التطور الذي شهدته الرياضة العالمية ، إلا أن الوضع يبدو مختلفاً في رياضتنا التي لم تعرف اتحادات الألعاب فيها كيفية التعاقد مع لاعبين محترفين قادرين على النهوض بها، فعلى سبيل المثال لا الحصر اتحاد كرة السلة أقّر في الموسم الحالي وجود اللاعبين المحترفين مع الأندية رغم معرفته المسبقة أن الوضع المالي الذي تعيشه تلك الأندية صعب جداً، حيث يعج واقع أنديتنا “المحترفة” بالكثير من المشكلات والملفات الشائكة على المستويات التنظيمية والإدارية والمالية والفنية الأمر الذي يفرض العمل على فتح وطرق أبواب هذه الملفات بين تارة وأخرى سعياً لإيجاد حلول لها.
مستوى مطلوب
مما لاشك فيه أن مستوى اللاعبين الذين تم التعاقد معهم من قبل أندية كرة السلة غير ملبٍ، فكان المطلوب من قبل تلك الأندية العمل على استقطاب لاعبين قادرين على النهوض بالفريق وتقديم الأداء المطلوب منه، خاصة وأن موضوع مشاركة اللاعبين الأجانب جاء بسبب إصرار اتحاد كرة السلة عليه، في حين كان لبعض الأندية رأي آخر فيه، وتم فرضه عليها، ووصل الأمر إلى أن الاتحاد وبعد دراسة قرر مشاركة لاعب واحد في مباريات الدوري المنتظم في حين سمح بمشاركة لاعبين في دور الأربعة الكبار، لكن يبقى السؤال : هل كان اللاعبون الأجانب وبعد مضي أربع جولات من عمر الدوري على قدر المسؤولية وعلى قدر المبالغ التي تم صرفها عليهم؟
كما أن احتراف اللاعبين المحليين الذي يعد أمراً هاماً لم يلق الدعم الكافي بعيداً عن زيادة رواتبهم بل عبر تطوير مستوياتهم ليكونوا قادرين على الاستفادة من اللاعبين الأجانب ومقارعتهم في الملعب، ويبدو أن هذا المشروع بحاجة لكثير من الخطوات الجادة الكفيلة بتحقيقه.
هواية واحتراف!
أنديتنا المحترفة سلوياً ومسابقاتها مازالت تعيش تحت بند وظروف الهواية وبعيدة عن الاحتراف الحقيقي، وبالتالي فهناك أمور تتطلب تطبيقها بحذافيرها ، أما قضية المحترفين الأجانب فليست أولوية خصوصاً في ظل ظروف وإمكانات أغلب أنديتنا التي لا تساعدها على التعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ أو حتى جيد قادرين على تحسين مستوى المسابقات المحلية أو إحداث الإضافة الفنية لفرقهم، عدا قلة منهم وهي تندرج تحت بند (الاستثناءات) لبعض الأندية، وبالتالي فإن الأمر تحول إلى نوعٍ من العبء المالي على موازنات أنديتنا يستفيد منه (السماسرة) ووكلاء بعض اللاعبين.
فقد شاهدنا كيف أن اللاعبين الأجانب أرهقوا موازنات الأندية فبعضها لم يستطع صرف مستحقات اللاعبين، وما زالت لم تقم بسداد تعويضات لاعبيها المحليين الذين يطالبون بمستحقاتهم المالية عن الموسم الماضي، لكن اتحاد اللعبة صّم الآذان ولم ينصفهم، فكيف سيكون الحال مع اللاعبين الأجانب؟
لاعبون هواة
موضوع اللاعبين الأجانب سبب مشكلة لسلتنا، وقد حان الآوان لتصحيحه لأن اللاعب الأجنبي القادم يمثل هدراً للمال العام بحيث أن مستويات اللاعبين الذين نجلبهم عاديين في جميع الأندية (لاعبين هواة) إلاّ ما ندر وإمكانات الأندية أصلاً لا تساعد على جلب لاعبين ذوي مستويات جيدة أو عالية، فبالتالي يجب المطالبة بضرورة تقنين هذا الموضوع بحيث يتم تقليص عدد المحترفين مع استثناءات لبعض الفرق المشاركة في بطولات خارجية، فمن الظلم أن تقوم فرق وهي بالأساس تعاني الكثير من الصعوبات المالية بالتعاقد مع محترفين في الوقت الذي نلاحظ فيه أن دولاً عديدة بدأت تعيد النظر في مسألة عدد المحترفين الأجانب.
بالتأكيد أنديتنا بحاجة ماسة لتواجد اللاعب المحترف الأجنبي في صالاتنا، إلا أن التساؤل يبقى عن نوعية اللاعب “المحترف” ومستواه من أجل الاستفادة من إمكاناته وقدراته الفنية والفردية وليكون إضافة جيدة يمكن الاستفادة منها في تطوير المستوى الفني لدوري “المحترفين”.
فارق واضح
لا شك أن أنديتنا بحاجة للاعب المحترف الأجنبي الجيد بهدف المساهمة في رفع المستوى الفني العام، وكذلك رفع واحتكاك مستوى اللاعبين المحليين خصوصاً الشباب منهم، ونحن بحاجة لمحترفين ذوي قيمة فنية عالية ليساعدوا اللاعب المحلي على التطور والنضوج سواء داخل الملعب أو خارجه، سّيما وأن هناك فارقاً كبيراً للغاية بين المحترفين الذين نراهم في الدوري المحلي، مقارنة بالمحترفين الذين تتعاقد معهم أندية دول أخرى، وهذا الأمر واضح تماماً لأن تلك الأندية تمتلك موازنات ضخمة للغاية وبالتالي تستطيع اختيار لاعبين محترفين مميزين، بعكس ما هو حاصل لدينا إذ يوجد فقط ربما ناديان أو ثلاثة بإمكانهم التعاقد مع لاعبين أفضل بحكم أنهم يمتلكون ميزانية أكبر من خلال الدعم الشخصي أو الاستثمار وبالتالي ففي المقام الأول الأمر يعتمد على الموازنات وهي التي تحكم الأندية.
صلاحية منتهية
المدرب السلوي أمين خوري أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن اللاعبين المتواجدين حالياً في الدوري مستهلكين من قبل الأندية التي كانوا يلعبون فيها وأتوا لأنديتنا عبر سماسرة لا هم لهم سوى قبض القيمة المتفق عليها مع الأندية، مبيناً أن بعض المحترفين ليسوا على سوية اللاعبين الكبار الذين مرّوا على كرة السلة السورية فيما مضى وتركوا بصمة، وليسوا بمستوى وقيمة اللاعبين المحترفين الذين شاركوا مع سلتنا أيام عزها، أو على مستوى المحترفين في الدوري اللبناني والأردني حالياً، مضيفاً: أعتقد أن اللاعبين الذين شاركوا في الفاينال فور الموسم الماضي خاصة العرب هم أفضل بكثير من المحترفين الحاليين، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الدوري المحلي عادي جداً والدليل المستوى الفني الضعيف الذي تقدمه الأندية والفوارق الرقمية في النتائج.