مجلة البعث الأسبوعية

العابرون على أوتوستراد طرطوس – الدريكيش ضحية تبادل الاتهامات بين شركة “الطرق والجسور” و”المواصلات الطرقية”!

البعث الأسبوعية – دارين حسن

يعاني أوتوستراد طرطوس – الدريكيش منذ خمس سنوات من إهمالاً واضحاً، فالكتل الصخرية والترابية دون أي حلول تذكر، إضافة إلى خنادق المياه المغلقة بالأتربة والحجارة المتساقطة دون أية معالجة، مع هبوط بمنسوب المجبول الإسفلتي في العديد من المواقع ما يتسبب بتشكل برك مياه ولاسيما في فصل الشتاء، ناهيكم عن أعشاب وأشواك وشجيرات نابتة على طول الأوتوستراد وفي المنصف دون أن تجرى لها أعمال قش وإزالة، حسب تأكيدات المواطنين وأصحاب السيارات والآليات العابرة يومياً على الأوتوستراد!

انهدامات تنذر بكارثة!

شكاوى كثيرة وردت لـ”البعث الأسبوعية” من المواطنين مشيرين إلى أن الانهدامات الخطيرة وكتل الأتربة والصخور مع بداية فصل الأمطار تقلق مسيرهم اليومي وتهدد حياة المواطنين الموظفين وطلاب الجامعات الذين يستقلون وسائل النقل العامة، ففي قرية بيت الراهب باتجاه الدريكيش انهدامات لم تتم معالجتها منذ تأهيل الأوتوستراد حتى تاريخه!

ويرى السائقون أن المجبول الإسفلتي في وضع سيء في أماكن كثيرة من الأوتوستراد، ولاسيما عند نفق البكرية على طرفي الأوتوستراد، إذ أشاروا إلى وجود هبوط بالزفت تمت معالجتها بطريقة غير نظامية لكنها عادت، وفي قرية بيت الراهب على يمين الأوتوستراد باتجاه طرطوس هبوط بمنسوب الطريق الذي تم تعبيده بشكل إسعافي.

تشكل برك مياه

ولفت السائقون إلى أنه ونتيجة سوء التزفيت فإن بحيرات ماء تتجمع في عدة أماكن من الأتوستراد، كما في حارة الوقف باتجاه الدريكيش فعند تساقط الأمطار تتجمع المياه بكثرة وتتشكل بحيرة حتى أن منسوب مياهها يصل فوق الرصيف فالمنصف مائل ولا يوجد تصريف في ذلك المكان خاصة عند اشتداد وتزايد معدلات الأمطار، إضافة إلى تشكل برك مياه عند نفق البكرية باتجاه طرطوس على طرفي الأوتوستراد، إضافة إلى خنادق المياه على جانبي الأوتوستراد في بعض المواقع مغلقة بالأتربة والحجارة والأغصان ولاسيما في بيت الراهب باتجاه الدريكيش إثر عدم معالجة انهيارات الأتربة والصخور والتي تتساقط عند هطول الأمطار وتؤدي إلى إغلاق الطرقات.

وأضاف السائقون في شكواهم: توجد على جانبي الأوتوستراد وفي المنصف أيضا أعشاب بل شجيرات نابتة كبر حجمها ويبست أغصانها بفصل الصيف وما زالت دون أي إزالة، علما أن الأهالي وأصحاب المحال يقومون بإزالتها تفاديا للحشرات والقوارض بينما توجد على كامل الأوتوستراد وتشوه المنظر العام، لافتين إلى ضرورة الاهتمام بالأوتوستراد سيما وأن الدريكيش منطقة سياحية والسائح القادم إليها لا بد وأن يلقى كل اهتمام ونظافة وعناية.

سيارات دون تشدير!

وأشار السائقون إلى خطورة السيارات المحملة “بالبحص والبلوك”، حيث أنها تحمل فوق طاقتها وتعبر الأوتوستراد دون “تشدير”، ويتساقط منها الحصى ما يؤثر على إطارات وزجاج السيارات العابرة وقد يتسبب بحوادث عند تساقطها بقوة، مطالبين بضرورة مراقبتها وإلزامها بالتقيد بشروط السلامة!

وأردفوا: تم وضع مسامير على الأوتوستراد قريب من كازية الشيخ سعد، عند الممر، مشيرين إلى أنها تخفف من الحوادث لكن كان يفترض وضع مسامير على الطريق الفرعي للسيارات القادمة من الشيخ سعد حتى يخفف السائق القادم من الشيخ سعد من سرعته تجنبا للحوادث.

اعتراف بالعيوب

مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية بطرطوس المهندس حسين ناصر لم يخف وجود عيوب تنفيذية، والمطالب محقة، لافتاً إلى الكتاب الموجه بتاريخ ١٢ /١٠ / ٢٠٢٣، إلى فرع الشركة العامة للطرق والجسور، مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية متاع /٥/ متضمناً ضرورة معالجة تلك الإشكاليات بالسرعة الكلية قبل موسم الأمطار حتى لا تكون سبباً لأية حوادث تنعكس على الصالح العام، مطالباً أن يتم التعاطي مع المشكلات بكل جدية، علماً أنها واردة بمحاضر الإشراف لدى فرع المؤسسة.

مراسلات طويلة ومستمرة!

وأشار المهندس ناصر إلى خطورة انهيارات الأتربة والصخور، ولأنها مخيفة بدرجة كبيرة حيث تم إرسال عشرات الكتب للمعالجة، كما يتم دائما تذكير الشركة العامة للطرق والجسور بضرورة وأهمية الصيانة الدورية، مبينا أن المراسلات بين فرع المؤسسة والشركة طويلة ومستمرة، لافتا إلى وعود الشركة دون تنفيذ على أرض الواقع، ويكون الرد بكثرة الأعباء وصعوبات العمل المتمثلة بقلة السيولة والمحروقات لدى فرع الشركة!

وبين ناصر أنه عند استلامه مهام فرع المؤسسة كان الأوتوستراد منفذ، وأن تلك المشكلات بعهدة الشركة العامة للطرق والجسور، مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية.

لم يصل

كتاب المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية لم يصل بعد إلى فرع الشركة العامة للطرق والجسور، حسب ما أفاد مدير فرع الشركة العامة  للطرق والجسور المهندس أحمد كردي، مشيرا إلى أن الأوتوستراد مستثمر منذ خمس سنوات ويفترض أن يكون في أفضل حال، كما أنه لم تجر له صيانة دورية ومن الطبيعي أن تتفاقم تلك الإشكالات، فالتصريف المطري يفترض تعزيله كل عام، مبيناً أن فرع الشركة غير مسؤول ويفترض أن يكون الأوتوستراد مستلم من قبل المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية!