دراساتصحيفة البعث

“السي أي إي” في ليبيا.. من جديد!!

عناية ناصر

وصل ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية إلى ليبيا، في 12 كانون الثاني الجاري، والتقى برئيس الوزراء الليبي عبد الحميد دبيبة في طرابلس، في زيارة تعتبر الأولى لأعلى مسؤول أمريكي منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه. وتولت حكومة دبيبة مهامها في شباط 2021، وكُلفت بإجراء انتخابات تحت رعاية “منتدى الحوار السياسي الليبي” المعيّن من قبل الأمم المتحدة، لكن النخبة السياسية الليبية فشلت في الاتفاق على إجراء الانتخابات، مواصلة نهب الأموال العامة لمصلحتها.

وأوضحت ستيفاني ويليامز، المبعوثة الخاصة السابقة للأمم المتحدة إلى ليبيا أن العمليات المالية للطبقة الحاكمة تستغل الدولة الليبية والمؤسّسات السيادية بما يشبه النظام الكليبتوقراطي لإعادة توزيع وتوجيه أموال الدولة لأنفسهم أو لشركائهم. كما قال ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: “إن الانقسامات داخل المجتمع الدولي، والمناورات السياسية من قبل الجهات الليبية الفاعلة، والافتقار إلى الإلحاح لخفض حدة النزاع، تساهم في المأزق الحالي. هناك ضغط ضعيف على المسؤولين الليبيين للعمل معاً والموافقة على إجراء الانتخابات، لكن في الوقت الحالي، يبدو أن الأزمة ستستمر كما هي”.

ويترأس عبد الحميد الدبيبة حكومة الوحدة الليبية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة (مجموعة طرابلس)، والمرتبطة بجماعة “الإخوان المسلمين”، بينما يترأس مجموعة طبرق فتحي باشاغا، رئيس وزراء حكومة الاستقرار الوطني، والمعترف بها من قبل البرلمان. وفي هذا الشأن قالت الناشطة الليبية أسماء خليفة: “تجد ليبيا نفسها مرة أخرى أمام حكومتين لم يتمّ انتخاب أي منهما أو اختيارهما من قبل الليبيين، بل كان كلاهما نتاج التوجيه الخاطئ المستمر من قبل السياسيين الفاسدين غير المستعدين للتخلي عن مناصبهم في السلطة”.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية بيرنز قد التقى مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي. وبحسب حفتر، يجب أن يعتمد الليبيون على قوتهم الوطنية للتعامل مع الفساد، وبناء دولتهم بالإرادة الحرة. وأوضح حفتر أنه لن يكون للجيش الوطني الليبي قائد آخر غير القائد المنتخب مباشرة من الشعب.

وقد وصلت وكالة المخابرات المركزية إلى ليبيا في عام 2011، وغادر مدير وكالة المخابرات المركزية بيرنز ليبيا للتو، فهل يستطيع نائب الرئيس في عهد أوباما، الرئيس الحالي بايدن، ومدير وكالة المخابرات المركزية، التلاعب بالوضع السياسي في ليبيا مرة أخرى؟.