اتحاد العمال: رفع أسعار الأدوية ضربة موجعة للحياة المعيشية وقرار غير صائب
دمشق- بشير فرزان
اعتبر عبد القادر نحاس أمين الشؤون الصحية في الاتحاد العام لنقابات العمال قرار رفع أسعار الأدوية ضربة موجعة للحياة المعيشية وقراراً غير صائب في هذه الفترة، خاصة وأنه لم يأخذ بعين الاعتبار واقع الحال الاقتصادي وتدني دخل المواطن السوري مقارنة بمعدلات ونسب الإنفاق الشهري للعائلة في الشهر الواحد، والتي تعاني حالياً من ظروف اقتصادية مأساوية غير مسبوقة، وسيكون له تداعيات كبيرة على واقع الصحة العامة التي ستتدنى مستوياتها بشكل مؤثر، وعلى السلامة المجتمعية بكل تفاصيلها.
وأكد نحاس أن هذا الارتفاع في الأسعار سيزيد من معاناة الناس، ولاسيما أصحاب الدخل المحدود من الذين يعانون أمراضاً مزمنة، حيث سيضطرون لشراء أدويتهم مهما كانت أسعارها مرتفعة. ورفض نحاس المبررات والحجج التي تمّ على أساسها رفع أسعار الأدوية بنسبة 50% وأكثر لاستمرار توفيرها في الأسواق والتي شملت نحو 12 ألفاً و826 زمرة دوائية من مختلف معامل الأدوية المحلية.
ودعا نحاس إلى أهمية التعاطي الإيجابي مع ملف الأدوية نظراً لخصوصيته المجتمعية كما هو الخبز، لافتاً إلى أن الأدوية خارج حسابات التقشّف والترشيد، فالتعامل مع المرضى له خصوصيته، إذ لا يمكن الطلب منهم التقليل من أدويتهم واختصارها أو التقشّف بها كما يحدث في باقي الملفات المعيشية ويجب أن يتمّ العمل على تأمينها.
وطالب نحاس بإعادة النظر بأسعار الأدوية نظراً لارتفاعها بشكل كبير ووجود أكثر من سعر للدواء نتيجة عدم المراقبة من الجهات المختصة، وتأمين الأدوية الضرورية ووضع حدّ لأصحاب مصانع الدواء بسبب تعنّتهم في رفد السوق بالأدوية المطلوبة رغم رفع الأسعار مرات متعدّدة.
وأكد نحاس أن تقديم الرعاية الصحية للعمال وأسرهم من أولى المهام والواجبات التي يعمل الاتحاد العام لنقابات العمال على تطويرها باستمرار وفق خطط مبرمجة، لما لها من أهمية على الحياة المعيشية والاستقرار النفسي للعمال من خلال تقديم هذه الخدمات بشكل صحيح، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على تطوير وتحسين العملية الإنتاجية التي هي عماد الاقتصاد الوطني. وأشار نحاس إلى وجود العديد من المشافي العمالية لرعاية العاملين وأفراد أسرهم صحياً بأرخص الأسعار وأفضل الخدمات الطبية، إلى جانب المستوصفات العمالية التي تؤمّن الخدمات والرعاية الصحية للعاملين وأفراد أسرهم بأسعار رمزية تتناسب مع مستويات دخلهم. ولفت إلى أن أمانة الشؤون الصحية تعمل بشكل دائم مع اتحادات عمال المحافظات والنقابات لتطوير عمل هذه المستوصفات وتوسيعها، لتشمل مختلف العيادات المتخصّصة، وتأمين الأجهزة اللازمة والحديثة والكوادر المؤهلة من أطباء وفنيين، بما يلبي حاجة شريحة واسعة من الطبقة العاملة.
وبالنسبة للصيدليات العمالية، أكد نحاس أنها مكمّلة لعمل المستوصفات والمشافي العمالية، وهي منتشرة في كافة المحافظات وبتوزع جغرافي يتيح للإخوة العمال الوصول إليها بسهولة، وتتابع أمانة الشؤون الصحية مع الاتحادات تأمين كافة الأدوية اللازمة والضرورية للصيدليات العمالية كافة، كما يتمّ تأمين الصيادلة والفنيين للعمل في هذه الصيدليات.