“مشروع أحمد الإنساني”.. نهوض بالمنظومة الطبية الصحية وإنجاز 1700 عملية
دمشق- لينا عدره
بدأت فكرة مشروع أحمد الإنساني، الذي يُعنى بتقديم قائمة تطول من الخدمات الطبية، مع حالةٍ مرضيةٍ لطفلةٍ تعاني من ورمٍ كبير في البطن، وصل وزنه لأكثر من 15 كيلو ، الأمر الذي استدعى إجراء عمل جراحي فوري، إلا أن الظرف المادي لأهل الطفلة والتكلفة المادية الباهظة للعملية، حال دون إجراء العملية، ليبادر د. أحمد محمد صاحب ومدير فكرة مشروع أحمد الإنساني المنضوي تحت غطاء منظمة أطباء من أجل الجميع، وعبر التنسيق والتعاون مع مجموعةٍ من الأطباء من إجراء العملية للطفلة وبمساعدة من المشفى وتنازلٍ كامل للطبيب عن مستحقاته المالية، لتُجرى العملية بتكلفةٍ مخفضة جداً، ما ساهم بعلاج وشفاء الطفلة.
وبيّن محمد أن المشروع يهدف إلى النهوض بالمنظومة الطبية والثقافة الصحية في البلد، لافتاً إلى أن عدد العمليات الطبية التي أُنجِزت بمساعدة عدد كبير من الأطباء أصحاب الكفاءات والخبرات، تجاوز 1700 عملية تراوحت ما بين البسيطة والمعقدة، مجملها تمّ لمساعدة المريض وعائلته وتخفيفاً للأعباء الكبيرة التي يمكن أن يعجز المريض عن تحملها، لتنطلق بذلك فكرة المشروع من وحي الواقع الاقتصادي المتردي، وتتطور وتتسع لتشمل أكبر شريحة من المرضى، موضحاً أن التكلفة المادية لأي عملية تنقسم لثلاثة أجزاء تتوزع بين الطبيب والمشفى والبدائل التي قد نضطر لشرائها، كالمفصل الصناعي على سبيل المثال لا الحصر، ليصل مقدار الحسومات إلى مستوى كبير، حسومات هي أصلاً نتيجة تعاون كبير بين الجميع، كالعقود مع المشافي التي تساهم بشكلٍ كبير عبر تخفيض التكلفة، والأطباء الذين يُحصِّل معظمهم نسبة صغيرة جداً من أجرهم، وفي حالات كثيرة يتنازل البعض منهم عن أجره بنسبةٍ تصل إلى 100% كما في الحالات المعقدة، وصولاً للشركات التي نشتري منها البدائل، إضافةً للمتبرعين وهم الركن الأساسي من خلال المساعدة التي يقدمونها لإتمام العمليات الجراحية، ما يُشكِّلُ حلقةً متكاملة بين جزء يدفعه المريض والمشافي والشركات والمتبرعون.
ويشير محمد إلى نقطةٍ أساسية مهمة تتعلق بالكادر الطبي الذي يضمّ خبرات وكفاءات كبيرة من أساتذة جامعيين ومدراء مشافٍ ومختصين خارج القطر، ما يُشكِّلُ مصدر ثقةٍ كبيرة، خاصةً وأن المشروع أنجز عمليات معقدة جداً في كثيرٍ من الحالات، لافتاً إلى أن العمل لا يقتصر فقط على تأمين وإنجاز العمل الجراحي، لا بل يتعداه ليشمل تقديم خدمات استشارية هائلة، مشيراً إلى مصادفتهم للكثير من الحالات التي اعتقد المرضى فيها أن الشفاء منها لن يحدث إلا عبر عمل جراحي، لتتعالج دوائياً وتُشفى عبر وصف الدواء اللازم فقط.
وختاماً يمكننا الجزم بأن أهمية مثل تلك المبادرات تأتي من كونها تقدم الراحة النفسية للمريض وعائلته قبل العلاج الجسدي، ومهما كانت الحالة مستعصية، عبر إيصالها رسالة إنسانية تمنح المريض أملاً كبيراً، وخاصةً في هذه الأوقات العصيبة والظروف المادية القاسية، كلّ ذلك لم يكن ليحدث، لولا الجهود الاستثنائية والمسؤولية العالية لكوادرنا الصحية.