لافروف: الحديث عن تقويض روسيا مصالح أوروبا في إفريقيا غير صحيح
مباباني – سانا:
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن التصريحات التي تزعم أن روسيا تقوّض مصالح الاتحاد الأوروبي في إفريقيا لا أساس لها من الصحة، وهي مجرد دعاية، لافتاً إلى أن بلاده لا تتدخل في شؤون الدول الإفريقية، بل تقدّم الدعم فقط اعتماداً على طلب منها.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم مع وزيرة خارجية إسواتيني (تولي دلادلا): إن “الدعاية الغربية تعمل تحت شعارات (روسيا المعتدية)، و(روسيا تقوّض مصالح الاتحاد الأوروبي في إفريقيا)، ولكن مثل هذه العبارات لا أساس لها، بل يجري تكرارها مئات الآلاف من المرات على أمل التأثير في أذهان المستمعين والمشاهدين والمتلقين”.
وأعرب لافروف عن تأييد بلاده للجهود التي تبذلها دول القارة الإفريقية، بهدف مكافحة الجماعات المتطرّفة والمنظمات الإرهابية في المنطقة، مجدّداً تأكيد دعم روسيا لميثاق الأمم المتحدة، واحترام حقوق جميع الدول مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وتأييدها مسألة توسيع تمثيل الدول الإفريقية في الأمم المتحدة.
وبيّن لافروف أن الغرب كان يستعدّ منذ سنوات لشنّ حرب هجينة ضد روسيا باستخدام أوكرانيا، بينما تمسّكت روسيا منذ البداية بأولوية التسوية السياسية لحل الأزمة، إلا أن الغرب رفض ذلك، لافتاً إلى أن بلاده قبلت مقترحات كييف خلال مفاوضات الربيع الماضي، بهدف إيجاد حل دبلوماسي للأزمة، لكن الغرب دفع أوكرانيا للتراجع عنها.
وكان لافروف دعا أمس، خلال مؤتمر مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدى باندور في بريتوريا الولايات المتحدة والدول الغربية إلى إدراك أن النهج الاستعماري، وفرض الوصاية قد انتهى، لافتاً إلى أن الحرب بين الغرب وروسيا باتت شبه حقيقية.
وحول التعاون بين روسيا ومملكة إسواتيني، بيّن لافروف أنه تم الاتفاق على تطوير التعاون في المجالين العسكري التقني وكذلك السياسي، مشيراً إلى أن مباحثات مثمرة مع مسؤولي المملكة تطرّقت لمختلف المجالات، بما فيها القطاعات (التجاري والاقتصادي والزراعي)، ومسألة الطاقة، وخاصة أن إسواتيني تواجه صعوباتٍ بشأن مسألة إمدادات الأسمدة.
وفي هذا الشأن، لفت لافروف إلى الاتفاق الثنائي بين البلدين على توجيه طلب مشترك للأمم المتحدة، من أجل حصول إسواتيني على الأسمدة الروسية مجاناً، وخاصة أن روسيا أكدت سابقاً استعدادها لتسليم 280 ألف طن من الأسمدة الروسية إلى الدول المحتاجة مجاناً بعد رفع القيود الغربية عن صادراتها.
وقال لافروف: “على الرغم من الجهود المبذولة خلال 6 أشهر، فقد استطعنا تصدير 20 طناً من أصل 280 طناً من الأسمدة، وذلك لأن الغرب يقوم بتسييس هذا الملف”.
من جهة أخرى، لفت لافروف إلى وجود عدة مبادرات في مجموعة (بريكس) لإنشاء عملتها الخاصة بالتعاملات بين أعضاء المنظمة، ووقف الاعتماد على الدولار الأمريكي، مشيراً إلى أن (بريكس) تختلف عن عدد كبير من المنظمات الدولية الأخرى لأنها لا تعتمد على مبدأ القوة، وكل أعضائها متساوون، كما أنها تسعى إلى الشراكة مع جميع الأطراف التي تهتم بالتعاون معها.
وكان الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا دعا أمس الدول الأعضاء في كل من بريكس وميركوسور إلى التفكير في اعتماد عملة مشتركة لاستخدامها في التبادلات بينها، ووقف الاعتماد على الدولار.
يُشار إلى أن زيارة لافروف إلى مملكة إسواتيني تعدّ تاريخية في إطار جولة إفريقية بدأها أمس من جنوب إفريقيا، حيث عقد عدداً من اللقاءات مع المسؤولين في المملكة، بحث خلالها التعاون في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية.