أزمة النقل بحلب على طاولة النقاش والبحث وصعوبات بالجملة تؤخر الحل
البعث الأسبوعية – معن الغادري
في ظل أزمة المحروقات الحاصلة ، يبقى قطاع النقل الأكثر تضرراً من غيره، وفق المشاهدات اليومية للتجمعات الكبيرة عند المواقف المحددة لوسائط النقل العامة والخاصة، إذ يحتاج الموظف أو الطالب الانتظار لساعات طويلة ليحظى بفرصة الحصول على سرفيس أو باص ليقله من منزله وإلى عمله أو جامعته وبالعكس.
اللغز !
وهذا المشهد اليومي والذي يتفاقم عند ساعات الذروة لم تستطع الجهات المعنية في المحافظة حل لغزه بل على العكس يزداد تعقيداً في ضوء النقص الحاصل بعدد باصات النقل الداخلي وعدم التقيد بالمسارات الطويلة حتى النهاية ، ناهيك عن الأزمة الحاصلة في ملف السرافيس لجهة قلة عددها ومزاجية أصحابها وتقاضيهم أجوراً مرتفعة ومعاملتهم الفظة وغير اللائقة مع الركاب، وذلك وفق شهادات المواطنين وشكاواهم المتكررة.
وفيما تعلو أصوات المواطنين، مطالبين بتدخل مجلس المحافظة والجهات المعنية لحل هذه الأزمة المزمنة، وإلزام أصحاب السرافيس وسيارات الأجرة بعدم تقاضي أجوراً زائدة، يبرر أصحابها السبب لعدم توفر المحروقات وانتظام استلام مخصصاتهم، واضطرارهم لشراء البنزين من السوق السوداء، والمتوفر بكثرة وبسعر خيالي بلغ في الآونة الأخيرة 20 ألف ليرة لليتر الواحد.
الضحية المواطن
ويقول البعض من السائقين، إما أن نشتري البنزين أو المازوت من السوق السوداء، أو سنضطر إلى التوقف عن العمل، وفي كلا الحالتين المتضرر الوحيد هو المواطن .
البعض من المواطنين أشاروا إلى أنهم يفضلون البقاء في البيت وعدم الذهاب إلى عملهم لعدم قدرتهم تحمل أجور النقل المتزايدة بشكل غير مقبول.
ولفت أحد الموظفين، إلى أن راتبه الشهري لم يعد يكفيه لتغطية أجور تنقله مع أفراد عائلته، فكيف له أن يكمل باقي الأيام ويؤمن احتياجات أسرته من مأكل وملبس ودواء ومدارس وأمبيرات، وهو ما ينسحب على الجميع موظفين وغير موظفين، طالباً المساعدة، وإيجاد الحلول لهذه الأزمة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.
على طاولة النقاش …
يشغل قطاع النقل بحلب وأزمته الحادة المعنيين في المحافظة، ولا يكاد يخلو إي اجتماع على مستوى المحافظة من طرح هذه المشكلة والمطالبة بإيجاد حلول سريعة لهذه الأزمة، آخرها مان في اجتماع مجلس المحافظة خلال دورته العادية المنعقدة حالياً، حيث طالب أعضاء المجلس، بضبط عقارب هذا الملف نحو تحقيق المزيد من الانفراجات، وبالتالي التخفيف من معاناة المواطنين.
تحسن نسبي…
يوضح عضو المكتب التنفيذي رئيس المكتب المختص الدكتور ماهر خياطة في هذا الصدد، بأن الإجراءات الأخيرة المتخذة، لجهة تعديل بعض المسارات وتخديم خطوط جديدة، وإدخال المزيد من باصات القطاع الخاص إلى الخدمة، يضاف إلى ذلك دعم هذا القطاع بنسبة إضافية من المحروقات الواردة للمحافظة مؤخراً، أسهم في تحقيق تحسن نسبي في هذا الملف، مشيراً إلى أن الجهود مستمرة بالتنسيق مع كافة الجهات، وبإشراف لجنة النقل الفرعية لتحقيق المزيد من الإنفراجات، والتركيز حالياً يتم على تعزيز خطوط المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان خصوصاً الأحياء الشعبية للتخفيف من معاناة المواطنين، وذلك بالتوازي مع إنجاز تطبيق نظام ( Gps ) لضبط كافة مسارات النقل العامة والخاصة، وفق ما يتم الحصول عليه من مخصصات يومية، يضاف إلى ذلك، يتم التنسيق مع الشركة العامة للنقل الداخلي لتسريع عملية تأهيل وتعمير الباصات المتضررة لوضعها في الخدمة بعد جهوزيتها.
وأشار الدكتور خياطة إلى أن هناك الكثير من الصعوبات تواجه تحسين واقع النقل، ونعمل ضمن ما هو متاح من إمكانات ودعم، متوقعاً أن يشهد هذا القطاع خلال الفترة القادمة انفراجات حقيقية، بالنظر إلى العمل اليومي المتواصل وجدية التشاركية بين كافة الجهات المعنية.
المدينة مخدمة …
المهندس ماهر شحاذة العودة مدير عام الشركة العامة للنقل الداخلي بحلب أكد بدوره أن كافة خطوط المدينة مخدمّة وفق ما هو متاح ومتوفر من باصات ، وهي بالتأكيد غير كافية والأمر يحتاج إلى تدعيم أسطول الشركة بما لا يقل عن 100 باص إضافي كحالة اسعافية لتخديم المدينة والريف بصورة مقبولة ، وإلى ضعف العدد لتحسين واقع النقل الداخلي بشكل جيد ومنتظم ، علماً أن الشركة كانت تملك قبل الحرب الإرهابية / 521 / باصاً تبقى منها 147 باصاً بعد إعادة تأهيل وصيانة الجزء الأكبر منهم بإمكانات وخبرات عمال الشركة فيما الباقي منهم تعرض إلى التدمير والحرق والسرقة من قبل العصابات الارهابية المسلحة .
وبين المهندس الشحاذة أن الشركة تسعى وضمن إمكاناتها المتاحة إيجاد حلول إسعافية لبعض المشكلات الطارئة من خلال إجراء عمليات تبديل وتدعيم لبعض الخطوط والمسارات وفق الحاجة بهدف التخفيف من الإزدحام ما أمكن ، وخلال الأيام القليلة الماضية العودة تم تخديم خط الراموسة تلبية لاحتياجات ومطالب الأخوة المواطنين، لتأمين هذا المسار بعدد مقبول من الباصات، ولضمان إيصال الركاب من وسط المدينة إلى كراجات، مبيناً أن مسار الخط يبدأ من أمام شركة النقل الداخلي مروراً بساحة سعد الله الجابري – ساحة الرئيس – سوق الهال القديم – جامع حذيفة – إشارات بستان القصر – القنصلية الايرانية – طلعة الزبدية – مشفى النور – إشارات المشهد – العامرية – وصولاً إلى كراجات الراموسة ، وبالعكس ، وبمعدل باص واحد كل ربع ساعة.
واشار مدير عام الشركة أن الباصات التي تم تخصيصها لهذا الخط تمت صيانتها خلال الشهر الجاري ضمن خطة الشركة لتأهيل عدد من الباصات المتوقفة ووضعها في الخدمة ضمن خطوط المدينة للمساهمة في تعزيز خدمة النقل الداخلي بحلب.
متابعة …
اللافت والجديد في متابعة مجمل الأزمات و الملفات المستعصية جدية وجرأة النقاشات على مستوى أعضاء مجلس المحافظة خلال دورته العادية والمقرر أن تختتم اليوم، والمطالبة بإيجاد حلول سريعة وناجزة لمجمل القضايا التي تهم المواطن ومن بينها ازمة النقل، وفي السياق يؤكد رئيس مجلس المحافظة بحلب محمد حجازي أن الجميع مطالب بوضع خطط وبرامج قابلة للتنفيذ، تتوافق مع ما هو متاح من إمكانات، إذ لا مجال لأي تقصير خلال هذه المرحلة والمرحلة المستقبلية، والحاجة أكثر من ماسة لتعميق التعاون والتشاركية بين كافة الجهات، وأي تراجع في منسوب الأداء والإنتاج سيكون محط تساؤل ومحاسبة، مبيناً أن مجلس المحافظة يتابع عن كثب مراحل العمل في معظم المؤسسات والمديريات، وتقييم الأداء دائماً يكون من بوابة خدمة المواطن ورضاه.