المشاركات الخارجية للمنتخبات والأندية تحت رحمة السيولة المالية .. والتخوف كبير على مستقبل الألعاب الفردية!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
لا شك أن المشاركة المنتظمة في البطولات الخارجية توفر فوائد جمّة لكافة الأبطال الرياضيين، فهي لا تؤثر على اللياقة البدنية تأثيراً مباشراً فحسب، بل تغرس أيضاً لديهم خيارات كثيرة لمعرفة وضعهم ومستواهم على المستوى العربي والقاري والدولي، ولعل الدور الأهم للمنظمة الأم يكمن في تفعيل النشاط الرياضي داخل سورية وخارجها من خلال الحرص على تنظيم وتنفيذ الأنشطة والبطولات والمباريات الرياضية بين الأندية والمحافظات وتأمين الدعم المالي لتخديم هذه النشاطات.
لكن ما يحصل أن اتحادات الألعاب في كل عام تضع خططها السنوية للمشاركة في البطولات الخارجية التي تعتبر محطة استعدادية دون أن تستطيع تنفيذها بسبب الضائقة المادية التي يعيشها الاتحاد الرياضي.
خطة استراتيجية
الخطة الاستراتيجية لتطوير الرياضة تتركز على وضع رؤية وخطط عمل وتخصيص موارد لتحقيق أهدافها للوصول إلى أعلى مستوى من الإنجاز في حدود ما تؤهلنا إليه إمكانياتنا الحالية، ولا يختلف اثنان على أن التخطيط الاستراتيجي من الأمور الهامة والملحة وعلى كافة الأصعدة والإدارات الرياضية الناجحة هي التي تزيد من الاهتمام بمثل هذه الأساليب الإدارية لأنه وبكل تأكيد سيؤثر وبشكل فعال على نوعية القرارات الإدارية، والتخطيط الاستراتيجي الرياضي هو وباختصار نشاط قائم على تحليل بيانات عن الماضي واتخاذ قرارات في الحاضر ولبناء شيء في المستقبل، وهو أيضاً اختيار بين بدائل متعلقة بأهداف السياسات والخطط والبرامج لتحقيق هذه الأهداف بمعنى أنه ينطوي على صنع قرار مرتبط بشي غير محدد المعالم، فأهمية وجود خطط استراتيجية للاتحادات الرياضية تطبق على أرض الواقع، لضمان الاستمرارية في تطبيق التخطيط الاستراتيجي بمثابة الأساس السليم لبناء اتحاد أو منتخب قوي.
عقبات كثيرة
هناك جملة من المعوقات قد تواجه اتحادات الألعاب، ولعل أبرزها العامل المادي المرتبط بشكل رئيسي لتنفيذ الخطط الاستراتيجية، بالإضافة للمورد البشري القادر على تنفيذها، وهذا يؤكد خلو الساحة الرياضية من المشاركة بالبطولات الدولية، بسبب عدم اهتمام القائمين على رياضتنا بكيفية بناء الخطط الاستراتيجية للأندية والمنتخبات والعمل على وضع حلول للعقبات التي قد تواجهها أثناء تنفيذها، مع سعي الاتحاد الرياضي للضغط على الاتحادات لإقامة النشاطات المحلية (الروزنامة السنوية) دون مشاركات خارجية.
فالاتحاد الرياضي العام منع الكثير من الاتحادات الرياضية من المشاركة في البطولات الخارجية بحجج واهية أهمها عدم توفر المال للمشاركات والاشتراط على بعض الاتحادات من الألعاب الفردية تأمين السيولة المادية للمشاركة على نفقة الأندية، في الوقت الذي نجد فيه أن الاتحاد يقوم بتأهيل بعض الملاعب والصالات التي لا تحتاج للصيانة ومنها على سبيل المثال ما يجري في صالة الفيحاء في دمشق حيث باشرت بعض الورش بتأهيل باركيه الحائط الواصل للمنصة الرئيسية للصالة!.
شح مالي
ورغم ذلك فإن بعض الاتحادات عمدت الموسم الماضي للمشاركة في البطولات الدولية على نفقة بعض الأندية “الميسورة الحال” وتمكن اللاعبون بالجهد والإصرار الكبيرين من التغلب على الظروف بالرغم من صعوبة التحضير لعدم التمكن من تأمين المعسكرات الخارجية وحققوا مراكز لائقة، أما بعض الاتحادات مثل “الملاكمة وغيرها” لم تستطع المشاركة بالبطولات الدولية العالمية بسبب الشح المالي الذي تعيشه المنظمة الرياضية، ومع بداية العام الحالي نجحت بعض الاتحادات الفردية “الريشة الطائرة” من تأمين المشاركة في بطولة آسيا للفرق على نفقة الاتحاد الآسيوي للريشة الطائرة دون أن يتحمل الاتحاد الرياضي العام أية نفقات، وهذا بحد ذاته أمر معيب ولا يليق بالقائمين على الرياضة سّيما وأن المعلومات تشير إلى أن الميزانية المقترح تقديمها من رئاسة مجلس الوزراء للاتحاد الرياضي العام تبلغ نحو 40 مليار ليرة سورية.
وبالتأكيد هناك أهداف محددة للمشاركة في البطولات الدولية ومن أهمها الارتقاء بمستوى الرياضة السورية عن طريق الاحتكاك واكتساب الخبرات، ومع كل الظروف الصعبة لم تتوان المنتخبات عن حصد الجوائز وتحقيق الأهداف سواء في البطولات القارية أو الدولية للعام الماضي.
وضعية صعبة
رئيس اتحاد الدراجات خالد كوكش كشف لـ”البعث الأسبوعية” أن اتحاد اللعبة عانى الكثير العام الماضي على صعيد المشاركات في البطولات الخارجية بسبب عدم توفر المال لدى المنظمة الأم، مبيناً أنه لو توفر المال لحققت منتخباتنا الكثير من الميداليات البراقة في البطولات التي غابت عنها.
وكشف كوكش أن الاتحاد لديه الكثير من البطولات الخارجية المقررة في العام الحالي لكن لن يتم المشاركة فيها إلا إذا تكفلت الأندية برسوم وتكاليفها كون الاتحاد الرياضي العام لم يوافق على تلك المشاركات، مضيفاً أن الوضع الذي تعيشه رياضتنا صعب جداً، ويجب على القيادة الرياضية أن تجد الحلول المناسبة، وفي حال لم تجد تلك الحلول فإن أغلب الألعاب في طريقها للاندثار.