9 شهداء وعشرات الجرحى في جنين.. والمجزرة مستمرة
الأرض المحتلة – تقارير:
ترجمت حكومة اليمين المتطرّف في كيان الاحتلال الإسرائيلي تهديدها بزيادة الضغط والعدوان ضدّ الشعب الفلسطيني إلى أفعال، فبعد التضييق على الأسرى الفلسطينيين والتحرّك لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، نفّذت قوات الاحتلال عدواناً همجياً استهدف مدينة جنين ومخيمها كانت حصيلته ارتكاب مجزرة راح ضحيتها 9 فلسطينيين، إضافةً إلى إصابة العشرات بينهم حالات خطرة.
وقالت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية: إن حصيلة العدوان الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها ارتفعت إلى تسعة شهداء بينهم سيدة مسنّة، إضافةً إلى 20 إصابة بينها حالات خطيرة. وأضافت الوزارة: إن الاحتلال أعاق دخول سيارات الإسعاف إلى داخل مخيم جنين لإنقاذ الجرحى. كذلك أصيب عشرات الفلسطينيين بينهم مرضى وأطفال بحالات اختناق، خلال اقتحام قوات الاحتلال مستشفى جنين، وإطلاقها بشكل متعمد قنابل الغاز السام تجاه قسم الأطفال.
وأشار محافظ مدينة جنين، أكرم الرجوب، إلى أن عدد الشهداء والجرحى مرشّح للارتفاع، حيث يوجد الكثير من المصابين الذين لا يمكن الوصول إليهم في المخيم، نتيجة منع الاحتلال طواقم الإسعاف من دخوله، وتغلق جميع مداخل المخيم منذ الصباح، كما تنشر قناصتها على أسطح الأبنية المرتفعة، وتستهدف الفلسطينيين بالرصاص والقنابل ومنازلهم بالقذائف الصاروخية، إضافةً إلى أن آلياتها العسكرية وجرافاتها تعيث خراباً ودماراً في شوارع المخيم.
وقامت قوات الاحتلال بهدم نادي مخيم جنين الذي يستخدمه الفلسطينيون كنقطة إسعاف للمصابين.
من جانبها فصائل المقاومة الفلسطينية تصدّت للاقتحام، وأكدت في بياناتٍ لها أنها استهدفت قوات الاحتلال في المخيم بَِصلياتٍ كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة، لافتةً إلى وجود إصابات مباشرة في صفوف قوات الاحتلال، كما أعلنت إسقاط طائرة مسيّرة للاحتلال.
في الأثناء، اعتدت قوات الاحتلال على مظاهرتين في مدينة طولكرم خرجتا للتنديد بجرائم الاحتلال، والتي كان آخرها المجزرة التي ارتكبها في جنين.
وذكرت وكالة وفا، أن قوات الاحتلال اعتدت على الفلسطينيين خلال مشاركتهم في مظاهرة بضاحية الشويكة شمال المدينة، وفي مظاهرةٍ أخرى في محيط إحدى المستوطنات المقامة غرب المدينة، وأطلقت قنابل الغاز السام باتجاههم، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وفي سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي الدهيشة في بيت لحم والأمعري في رام الله وبلدتي طمون في طوباس والظاهرية في الخليل، واعتقلت خمسة فلسطينيين.
جاء ذلك في وقتٍ اندلعت فيه مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، وعند المدخل الشمالي للمدينة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز والصوت تجاه الشبان.
إلى ذلك، استشهد طفل فلسطيني، متأثراً بإصابته الخطيرة التي أصيب بها العام الماضي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، لترتفع حصيلة شهداء اليوم إلى عشرة.
والطفل الشهيد يدعى نايف العويدات 13 عاماً، من سكان مخيم النصيرات وسط القطاع، استشهد متأثراً بجروحه خلال قصف لطيران الاحتلال كان استهدف حي الحساينة في المخيم.
وتنديداً بمجزرة جنين، عمّ الإضراب مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة، بعد أن شيّع آلاف الفلسطينيين جثامين الشهداء، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية شمل جميع مناحي الحياة باستثناء القطاع الصحي والمخابز.
وقالت القوى في بيان: “أمام شلال الدم الفلسطيني المتواصل نطالب بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وبإسراع المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق بجرائم الاحتلال وصولاً لوقفها”.
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الحرازين: إنّ وحدة الساحات تؤكد من جديد صوابية خيار المقاومة، مؤكداً أن إرادة الشعب الفلسطيني أقوى من جرائم الاحتلال.
من جانبها، أعلنت رئاسة السلطة الفلسطينية الحداد العام في الأراضي الفلسطينية لمدة 3 أيام. وطالبت المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة: إن الاحتلال نفّذ مجزرة في جنين ومخيمها في ظلّ صمتٍ دولي مريب، مبيناً أن هذا الصمت هو ما يشجّع سلطات الاحتلال على ارتكاب المجازر ضدّ الفلسطينيين أمام مرأى العالم.
من جهته، لفت رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية، إلى أن قوات الاحتلال تواصل ارتكاب جرائم القتل بحق الفلسطينيين، مدفوعة بشعور القدرة على الإفلات من العقاب، مطالباً الأمم المتحدة وجميع المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأدانت منظمة التحرير الفلسطينية الصمت الدولي على جرائم الاحتلال، موضحةً أن هذه الجرائم ما كانت لتحدث لولا الدعم الدائم للاحتلال من الدول الاستعمارية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
بدوره، أكد رئيس المجلس الوطني في السلطة الفلسطينية روحي فتوح أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في جنين ومخيمها تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال وطبيعته الدموية، مطالباً المجتمع الدولي بالخروج عن صمته واتخاذ إجراءات عملية لوقف جرائم الاحتلال ومحاسبة المسؤولين عنها. من جهتها، أكدت حركة فتح أن الصمت المطبق للمجتمع الدولي عن إرهاب الاحتلال يشكّل غطاءً له، مبينةً أن الفلسطينيين في جنين ومخيمها وكل الأراضي الفلسطينية سيواصلون التصدي للاحتلال بصمود وإصرار على إفشال جميع مخططاته.