في كرة القدم.. شغب وتوقف وانسحاب والأخلاق في خبر كان!
ناصر النجار
المتابع لمباريات الدوري بكل الدرجات والفئات يشعر أن كرة القدم تسير نحو الهاوية، بعد أن شاهدنا العديد من المباريات تخرج عن النص، وإذا كانت مباراة الكرامة مع جبلة برزت بأحداثها وتفاصيلها لأنها في الدرجة الممتازة، ولأنها منقولة على الهواء مباشرة، فإن العديد من المباريات انتهت بوضع مماثل أو مشابه، وكله يأتي تحت بند سقوط الأخلاق الرياضية، لكن هذه الوقائع لم تأخذ حقها الإعلامي لأنها بعيدة عن الضوء والاهتمام.
ففي الدرجة الثانية (مثلاً) قام حارس صبيخان بالاعتداء بالضرب على حكم مباراته مع شرطة حماة في منظر مؤذٍ لا يمتّ إلى الروح الرياضية بصلة، وفي الدوري ذاته فريق يزوّر لاعباً والادعاء قائم ضمن مستندات ننتظر نهاية التحقيق فيها لنعرضها ونستعرض حيثياتها، وفي دوري الشباب تبادل الضرب بين لاعبين من فريقي الوحدة وأهلي حلب، وفي مباراة شباب المجد وحطين هرج ومرج وسباق وتعقب بين مدرّبي فريق شباب المجد وحكم المباراة وعراك على أرض الملعب، وبعدها فريق شباب المجد يتخلف عن السفر للقاء أهلي حلب.
هذا غيض من فيض، وهناك الكثير من المخالفات التي تدلّ على عدم احترام قدسية كرة القدم ومواعيدها والالتزام بآدابها وأخلاقها، لكن المشكلة أن كرتنا صارت بلا ضوابط لأن القائمين عليها في الأندية جعلوها كذلك، والصواب أن كرتنا بحاجة إلى بعض الالتزام والهدوء والحكمة لأن هؤلاء قدوة للجمهور وقدوة للاعبين، وللأسف فإن أغلب العقوبات الصادرة مؤخراً كان مفتعلها إداريين أو مدربين كما حدث بلقاء الكرامة مع جبلة، ولو كان هؤلاء على مستوى جيد من الوعي ما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، بغضّ النظر عن الظلم والاعتراض على الحكم وغير ذلك!.
مهما تعامل اتحاد كرة القدم مع هذه الحالات، ومهما أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق من عقوبات، فإن الأمور لن تعود إلى نصابها إلا إذا التزمت الأندية بقوانين كرة القدم وتحلّى القائمون عليها بالأخلاق وضبط النفس.
كرة القدم في خطر والمحبة لها لا تأتي من أبواب الاعتراض والشغب والتمادي على القانون، إنما تأتي من بوابة الالتزام، ومن الطبيعي أن كلّ مسيء سيأخذ عقوبته مهما كان موقعه.