ثقافةصحيفة البعث

أحلام أبو عساف تنتصر في “صعوداً نحو الحب”

رفعت الديك 

انتصرت أحلام أبو عساف مجدداً بإصدارها رواية جديدة، وهي من يقول “كلما نجحتُ في إنجاز ونشر رواية.. كنتُ أنتصر للحياة”، فبعد “ظمأ امرأة” و”رحيل العوسج” و”وميض في جبال الأنديز”، ها هي تصعد نحو شاطئ جديد من شواطئ الأمان بإصدارها رواية “صعوداً نحو الحب” والتي تقول عنها إنها تحمل رسالة للقراء مفادها بأن الحب النقي البعيد عن المصلحة هو طوق النجاة لنا عندما تضيق حلقة الحياة حول أعناقنا، وتمسك بتلابيبنا، وبه نبني ذواتنا من جديد بعيداً عن الحقد وتحقيق الغايات، فهو الشاطئ الآمن إذا ما أردنا السباحة في بحر الأمنيات والطموح.

الرواية الجديدة تصوّر فيها الكاتبة واقعاً إنسانياً لشاب عارك الحياة، وتجرّع علقمها منذ كان صغيراً باحثاً عن الحب في غربته، وعاش حالة الصراع النفسي بين الممكن والمستحيل، حيث تتناول أبو عساف قصة فتى دمشقي من حي القيمرية عاش وتربى صغيراً حتى سن اليفاعة في دار للأيتام للكنيسة بمنطقة صوفر في لبنان في ستينيات القرن الماضي، مصورة في تفاصيلها كيفية ذهابه إلى هناك ثم عودته إلى دمشق وصولاً لانتقاله إلى لندن ليصبح مهندساً للطيران، ثم استقراره بالمدينة المنورة، وربط علاقة الحب بكل مراحل تنقله هذه ضمن أحداث كثيرة قدمتها في هذا العمل.

الراوية الصادرة عن دار نينوى بدمشق، وتقع في 176 صفحة من القطع المتوسط تقول عنها الكاتبة سلمى عبيد إن أحداثها بكل أعماقها، تصوّر فيها الأديبة أحلام أبو عساف واقعاً إنسانياً، لشاب لفظته الحياة، وجعلته يتجرّع علقمها منذ كان صغيراً.

عدنان الذي عاش غربة بين والديه إلى غربة عن الوطن، غربة داخليه تمزق داخله، إلى غربة بعيدة تستنزفُ ما بقي منه، لتبحث ضمن هذه الأجواء الشاحبة عن الحب، ليكون غيمة طافحة برعد الخصب، ويجعلك تمضي، كل هذا من خلال أسلوب شيق، فلم نعد نرى الشحوب ضمن صور أعطتها جمالاً آخاذاً.

عبيد التي تجد أنه ليس هناك أجمل من الأدب، وخاصة الأدب النسائي الذي يلوّن حياتنا ضمن أسلوب شيق، يأخذك لتعيش تفاصيله، لفتت نظرها قدرة الكاتبة على الدخول إلى أعماق الشخصية والتعبير عن خلجات روحها بإحساس مرهف، وكذلك إنصاف شخصياتها، فلم تقسمهم أسود/ أبيض كما يحصل كثيراً ولكنها أظهرت جوانب مختلفة من شخصياتهم.

وسبق لأبو عساف إصدار روايات “ظمأ امرأة” و”رحيل العوسج” و”وميض في جبال الأنديز”، ونشرت العديد من القصص القصيرة في الصحف المحلية ومجلة المعلم العربي، إضافة إلى كتاب إلكتروني بالقصص القصيرة بعنوان “للعمى ألوان أخرى”.