أسواق حلب.. كل يغني على ليلاه و”جمعية اللحامين” تؤكد الخلل
حلب- معن الغادري
لم تتطابق حسابات وزارة حماية المستهلك ووعودها مع صندوق الأسواق والتجار، فبدلاً من انخفاض الأسعار عقب سلسلة الإجراءات والقرارات الأخيرة المتخذة زادت وبنسب عالية، وبما يفوق المنطق والتحمّل. ولم يعد هذا الأمر حكراً على مادة دون أخرى، وكأن الأمر مرتبط بسلسلة وعقد متكامل، يبدأ بجرزة الفجل أو البقدونس ولا ينتهي عند أي سلعة تحتاجها الأسرة، فكل يوم تصبح على سعر جديد!!.
أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، ودون إنذار دخلت السباق وعلى نحو متسارع، لتصل إلى أعلى رقم اليوم في أسواق حلب، وهي قابلة للزيادة، مع غياب الضابط لهذه المادة التي تدخل ضمن أساسيات طعام العائلة. واللافت في هذه الجزئية، أنه وعلى الرغم من قلة الطلب على شراء اللحوم بأنواعها، لم يطرأ أي تعديل على الأسعار انخفاضاً، بل على العكس تشهد ارتفاعاً ملحوظاً وبنسب متزايدة يوماً بعد يوم، إذ وصل سعر الكيلو الواحد للحم الأحمر إلى أكثر من 50 ألف ليرة، وبأسعار أعلى لبعض الأصناف مثل الهبرة والشرحات والموزات والتي تجاوزت مبلغ 75 ألف ليرة للكيلو الواحد، وهو ما ينسحب على أسعار الفروج بأنواعه بما في ذلك الشاورما، إذ بلغ سعر كيلو الشاورما أكثر من 80 ألف ليرة، وسعر صدر الفروج نحو 35 ألف ليرة وقارب سعر فروج البروستد مبلغ 70 ألف ليرة، فيما تراوحت أسعار الوجبات السريعة بين 30 و35 ألف ليرة. هذا الواقع وصفه المواطنون بأنه الأشد إيلاماً من أي وقت مضى، حيث يتوافر كل ما يحلو لك من مواد وطعام، دون أن تستطيع أن تشتري شيئاً، وهناك الكثير من الأولويات تمنعنا من التفكير بشراء ربع أو نصف كيلو لحم أو نصف فروج!!.
ويرى آخرون أن كلاً يغني على ليلاه في الأسواق، دون أي رادع قانوني أو أخلاقي، وأن المشكلة الأساس تكمن في القرارات المتخذة والتي غالباً ما تكون لمصلحة التاجر على حساب المستهلك، مؤكدين أن ما تشهده الأسواق من ارتفاع يومي للأسعار يفوق كل قدرة على التحمّل. وقال آخرون: لمصلحة من تمّ السماح بتصدير الأغنام، بالتأكيد ليس لمصلحة المواطن الذي لم يعد قادراً على إطعام أسرته قليلاً من اللحم لعدم القدرة على مواكبة الأسعار الخيالية للحوم، ولم يعد قادراً على تأمين الحدّ الأدنى من احتياجات أسرته.
جمعية اللحامين على لسان رئيسها محمد رياض جمال أكدت وجود خلل كبير في مسألة تسعير اللحوم الحمراء، علماً أن التهريب عامل أساسي في رفع الأسعار، عدا عن ارتفاع أسعار العلف وأجور النقل والطاقة، بما في ذلك الاشتراك بالأمبيرات لتأمين عمل محال بيع اللحوم، كل ذلك يضاف إلى الكلف والأسعار.
وفي وقت فقد فيه المواطن الثقة بأي إجراء من مجلس المحافظة وحماية المستهلك لضبط الأسواق والأسعار، تؤكد حماية المستهلك بحلب أن دورياتها تعمل على مدار الساعة وتقوم بتنظيم عشرات الضبوط يومياً بحق المخالفين.