بايدن يقود أميركا إلى الجحيم
تقرير إخباري:
لا يزال الملفّ الروسي وطريقة التعاطي معه بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الأمريكية، الديمقراطي والجمهوري، يشكّل أحد العناوين الأساسية لحملات الحزبين الانتخابية، حيث اتّهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منافسه الديمقراطي جو بايدن بأنه لم يستطع التعامل مع الأزمة الأوكرانية، وأن الإدارة الأميركية الحالية لا تملك أي فكرة عن كيفية التعامل بشكلٍ صحيح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياها بأنها لا تعرف بوتين، وأنها تقول الأشياء الخاطئة في الوقت الخاطئ، كما اتهمها بأنها لا تعرف كيفية نشر الاستقرار في الوضع الحالي، وشدّد على أن عدم كفاءة السلطات الأميركية الحالية في التعامل مع الوضع في أوكرانيا الذي يمكن أن يؤدّي إلى موت ملايين الضحايا من الناس سببه عدم وجود أي فكرة على الإطلاق لدى الإدارة الحالية حول تفادي ذلك.
ترامب الذي لم يوفّر جهداً في اتهام بايدن وحكومته بتفاقم المشكلات الأميركية، اعتبر أن هذا الوقت يعدّ الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة بسبب القوة المذهلة للأسلحة، وأن الولايات المتحدة التي تشهد معدّلات تضخّم قياسية “لم تعُد محترمة في العالم”، مشيراً إلى إخفاقات إدارة الرئيس الأميركي الحالي، ونصحه بعدم التحدّث بشكل سلبي عن خصومه في حركة “لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى”، لأنّهم “ينقذون البلاد من الذهاب إلى الجحيم”.
هذا الهجوم المكثّف الذي قام به ترامب لم يلاقِ القبول المطلوب من حزبه، فقد تعرّض للعديد من الانتقادات بسبب تحيّزه للرئيس الروسي بوتين، كما تمّت إدانته من أعضاء حزبه بسبب التعليقات التي أدلى بها بشأن بوتين قبل الحرب الروسية في أوكرانيا، غير أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في مهاجمة بايدن، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تدمّر البلاد بعد أن وصلت إلى السلطة نتيجة انتخابات مزوّرة وأن ارتباك بايدن سيقود البلاد إلى الجحيم.
ترامب تجاوز العديد من الخطوط الحمراء في تعليقاته بشأن روسيا والرئيس بوتين لدرجة أنه صرّح خلال اجتماعاته الخاصة بأنه يثق ببوتين أكثر من أصحاب الهمم الواهنة ممّن يعملون في الاستخبارات الأميركية أثناء مشاركته لمقال تشارلز مكغونيغال المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي إحدى الشخصيات البارزة في تحقيقات المكتب بشأن علاقات حملة ترامب مع روسيا قبل انتخابات 2016، علماً أن مكغونيغال ذاته تم القبض عليه للاشتباه به في عدد من الجرائم بما في ذلك العمل مع كبار رجال الأعمال الروس الخاضعين للعقوبات.
على أن الأمر المهم في كل تصريحات ترامب، أنه بوقاحته المعهودة يؤكد دائماً أن الولايات المتحدة ليست البلد المثالي الذي يستحق الاحترام، على اعتبار أن هذا البلد لا يزال يعتقد أن أيّ نتيجة للانتخابات داخله لابدّ أن تكون قد حدّدتها قوى خارجية، بل إن هناك ملفّاتٍ لا ينبغي أن يكون لها موقع الصدارة في اهتمامات الناخب الأمريكي تقفز إلى المقدّمة لمجرّد استخدامها انتخابياً، ثم يعود المنتصر في هذه الانتخابات إلى سياسات سابقه ذاتها، ما يؤكّد أن المرشحين في الانتخابات الأمريكية يتلاعبون بعواطف الناخب خدمة لمصالحهم الشخصية الضيّقة، ولا علاقة مطلقاً للديمقراطية الأمريكية المزعومة في ذلك، وأن حديث ترامب بالمحصّلة حول العلاقة مع روسيا إنما هو محاولة رخيصة لاستثمار آراء شريحة واسعة من المواطنين الأمريكيين التي بدأت تنحاز إلى ضرورة الحوار مع موسكو بدلاً من الاصطدام معها.
ميادة حسن