بعد مباراة جبلة والعقوبات الانضباطية.. هل ظلم فريق الكرامة نفسه؟
ناصر النجار
من أغرب التصريحات التي يتمّ تداولها في الوقت الحالي البيان الذي أصدرته إدارة نادي الكرامة حول العقوبات الانضباطية الصادرة عن لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد كرة القدم، والتي طالبت فيه بتغيير القرارات عبر الاستئناف، مشيرة إلى حجة غير قانونية وغير مقنعة وهي وجود تقريرين للحكم.
من حيث المبدأ، وإذا عدنا للبدايات فإن أغلب الكرويين قالوا إن الكرامة انسحب من المباراة حسب المشاهدات التي نقلت كلّ المجريات والأحداث على الهواء مباشرة، بل إن الكرماويين أنفسهم وضعوا أيديهم على قلوبهم من عقوبة ينالها فريقهم نتيجة الانسحاب فيصبح حاله كحال فريق الجزيرة.
البيان أشعر المتابعين أن الكرامة مظلوم بما تعرّض له من عقوبات، وجاءت المقابلات الإذاعية والتلفزيونية ليؤكد مسؤولو النادي هذا البيان.
في البداية علينا احترام عقول المشاهدين والمتابعين الذين رأوا ما حصل مباشرة دون أن تنقل الأحداث نقلاً، فيجتزئ منها أو تجري عليها عمليات مونتاج معينة، فما جرى في الملعب أمر ما كان أحد يتمنى حدوثه من نادي الكرامة، خاصة وأن فريقهم كان خارج حسابات العقوبة حتى الأسبوع التاسع وهو يحمل لقب الفريق النظيف، ولا يعني وجود تقريرين للحكم أنهما متناقضان، إنما كان التقرير الثاني يدعم الأول، ومساءلة الحكم تأتي لأمور اعتبارية وجدتها اللجنة من خلال تحقيقاتها السرية، وليس من الضروري أن تنشر كلّ التحقيقات على وسائل الإعلام.
الكرامة ربما ظُلم بركلة الجزاء الجدلية الذي أثبتها بعض المحللين التحكميين وأنكرها البعض الآخر، لكنه لم يظلم خارج هذه الدائرة أبداً، فلاعبو الكرامة ظلموا فريقهم أولاً بإضاعتهم الكثير من الفرص السهلة على أبواب المرمى، وظلموا أنفسهم وفريقهم بحفلة الشتائم التي طالت الحكم والاعتراض والتحريض على الانسحاب، والمستغرب أن ما قام بهذا الفعل المشين لاعبون لهم ميزان ثقيل على الصعيد الدولي، أي أنهم أصحاب خبرة وفاهمون بالقانون وأضرار تجاوزه والإخلال به!.
مهما يكن قرار الاستئناف الذي تقدّم به فريق الكرامة فإن الحقيقة لا تحجب بغربال، ولا بد لإداريي الكرامة أن يراجعوا الأحداث بهدوء وروية وحكمة، وأن يعملوا على تفادي هذه الأحداث مستقبلاً، ومعالجة الأخطاء وتصرفات اللاعبين والجمهور الذي شتم الحكام وأمطر الملعب بالحجارة والزجاجات الفارغة، فأصاب الحكم المساعد الثاني، وكما يقول القائل (ليس في كل مرة تسلم الجرة).