سرقة مازوت المدارس ظاهرة تتكرر.. وتلميح إلى “دود الخل”!!
ريف دمشق – علي حسون
لم تعد قضية سرقة مازوت المدارس حالة استثنائية، بل تحولت إلى ظاهرة في كلّ موسم دراسي، وخاصة عند استلام المدارس مخصّصاتها، فلا يكاد يمرّ فصل دراسي وإلا ونسمع بسرقات متعدّدة جرت لخزانات بعض المدارس، ولكن المستغرب بالأمر – حسب رأي متابعين – أن هناك مدارس بأم عينها تتكرّر حالات السرقة فيها كلّ عام، ما يضع أكثر من إشارة استفهام وتعجب حول الموضوع، ملمحين إلى أنه قد يكون هناك علاقة وتورّط لبعض إدارات المدارس أو المستخدمين بهذه السرقات، أو كما يُقال: “دود الخل منه وفيه”؟!!
فمنذ أسابيع وصلتنا شكاوى من أهالي تلاميذ في أكثر من مدرسة في ريف دمشق حول عدم تشغيل المدافئ في الصفوف، والمبررات أن كميات المازوت قد سُرقت وفق ردّ إداراتها.
وتؤكد إحدى المعلمات أن مخصّصات مدرستها تعرّضت للسرقة وبكميات كبيرة وصلت إلى ألف ليتر. وتوضح معلمة أخرى في مدرسة ثانية بأن أقفال الخزانات تعرّضت للكسر وسرقة المازوت مع هدر لكميات كبيرة على السطح.
مدير التربية ماهر فرج أكد وجود تعليمات مشدّدة على مديري المدارس من أجل الحفاظ على مازوت التدفئة، وحفظ الخزانات في أماكن آمنة، مشيراً إلى تحديد لجنة إشراف لحماية الخزانات ومنعاً للتعديات.
وبيّن مدير التربية أنه في حال حدوث سرقة يتمّ التنسيق مع مراكز الشرطة وتنظيم الضبط اللازم، مع متابعة الأمر من أجل إلقاء القبض على الفاعلين، إضافة إلى التنسيق مع قيادة الشرطة من أجل تسيير دوريات ليلية في شوارع المدارس لتأمين الحماية لها.
ومع هذه الإجراءات المشدّدة والمتابعة من “التربية” يبقى التلاميذ ضحية هذه السرقات كونهم سيبقون من دون تدفئة، ليوضح عضو المكتب التنفيذي المختص في محافظة ريف دمشق عمران سلاخو أنه في حال تقديم صورة عن ضبط السرقة وكتاب من مديرية التربية تقوم المحافظة بالتنسيق مع فرع المحروقات لتعويض تلك المدارس بكميات إسعافية.
يُشار إلى أن مديرية التربية وبالتعاون مع “محروقات” انتهت من توزيع مادة مازوت التدفئة لكافة المجمعات التربوية على مستوى المحافظة بواقع كمية بلغت نصف مليون ليتر، وذلك عن مخصّصات المدارس في الفصل الثاني، علماً أنه تمّ توزيع نحو 800 ألف ليتر من المادة خلال الفصل الأول، وأن هناك لجنة مشكلة من عشرين عضواً توزعت على المجمعات التربوية للتأكد من إيصال المادة المخصّصة لكل مدرسة.