طرطوس تغلق موانئها وتتقصى تصدعات محتملة لأبنيتها
طرطوس – وائل علي
استفاق أبناء محافظة طرطوس عند الرابعة والثلث فجراً على وقع اهتزازات ليس أسرة نومهم بل البيوت والأبنية التي يقطنوها ليجدوا أنفسهم وسط حالة من الهلع والذعر التي لم توفر صغيراً ولا كبيراً، ولا فقيراً ولا غنياً، ليجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة معكارثة الزلزال دون سابق إنذار لتوخي الحيطة والحذر، فكان الشارع والحدائق ملاذ الآلاف من العوائل في مشهد لن ينسى تحت زخات المطر الغزير والبرق والرعد والريح العاتية وتدني درجات الحرارة، فيما تركز الانتباه والاهتمام نحو السوشيال ميديا وصفحات التواصل الاجتماعي في ظل غياب التيار الكهربائي التي شكلت المصدر الوحيد لمعرفة الإرشادات والإجراءات المتبعة في هذه الحالات، ومتابعة أخبار الكارثة الطبيعية التي حلت بالبلاد والعباد بنسب متفاوتة وأماكن متفرقة طالت أضرارها المادية والبشرية الجسيمة بشكل مباشر محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب إضافة للارتدادات الاهتزازية القوية التي سجلت على مقياس ريختر وشعر بقوتها معظم المحافظات.
ومع أول بزوغ لساعات الضوء بدأ الأهالي العودة لبيوتهم متمسكين بحبال الأمل ورجاء الرحمة، فيما شهدت المؤسسات التعليمية والإدارات والمؤسسات غياب الكثيرين عن أشغالهم وأعمالهم بفعل الهلع والخوف وأجواء الطقس العاصف البارد وترك قرار الدوام في المدارس لمدراء التربية في المحافظات، فيما أعلنت جامعة طرطوس الحكومية تأجيل امتحاتات طلبتها ليوم الاثنين.
وفي سياق متصل أكدت وزارة الموارد المائية سلامة السدود والمسطحات المائية، وطلب مجلس مدينة طرطوس من أهالي وأبناء المدينة على لسان مدير الشؤون الفنية م. حسان نديم حسن إعلام المدينة بالتشققات والتصدعات المحتملة للكشف عليها وتقدير حالتها الفنية لاتخاذ الإجراءات المناسبة والتعامل معها على ضوء الواقع.
وفيما لم تفلح اتصالاتنا مع رئيس الجاهزية في المحافظة لمعرفة واقع الإجراءات الاحترازية واستعدادات الطوارئ، أفادنا العقيد سمير شما قائد فوج إطفاء طرطوس على جاهزية الفوج للتدخل إن اقتضت الضرورة واستنفاره على مدار الساعة مع لجنة الطوارئ التي تضم في عضويتها الدفاع المدني والمشافي وكافة الجهات ذات العلاقة.
تجدر الإشارة إلى قيام الموانئ البحرية بإغلاق كافة الموانئ البحرية التجارية والنفطية والصيد في طرطوس وبانياس وأرواد في وجه الملاحة البحرية لحين هدوء العاصفة والأمواج البحرية التي فاق ارتفاعها الأربعة أمتار.