الهلال الأحمر السوري يطلق نداء استغاثة وطنياً وأخلاقياً للمساعدة الطارئة.. حبوباتي: فكّوا الحصار عن ضحايا العقوبات ومنكوبي الزلازل
دمشق – علي بلال قاسم
وجّه خالد حبوباتي رئيس منظمة الهلال الأحمر السوري نداء استغاثة وطنياً وأخلاقياً للمساعدة الطارئة للشعب السوري في مواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد وتسبّب بخسائر بشرية وصلت حتى كتابة هذا التقرير إلى 814 حالة وفاة والمئات من الإصابات، فضلاً عن الأضرار الكبيرة في الأبنية المتهدّمة والبنى التحتية المتضررة، ولا سيما في أربع محافظات “حلب – اللاذقية – حماة – إدلب” كانت الخسائر فيها كبيرة جداً.
وناشد حبوباتي في مؤتمر صحفي حاشد عقده في المقر الرئيسي للمنظمة بدمشق جميع الدول، ولاسيما الأوربية والمنظمات والجمعيات الوطنية العربية والأجنبية بإعلاء الصوت لرفع الحصار الغربي عن الشعب السوري الذي يواجه محنة حقيقة في مواجهة ما خلفه الزلزال، حيث ثمّة معاناة مستمرة منذ سنوات نتيجة العقوبات، واليوم تأتي الكارثة الطبيعية، لتضيف وجعاً أكبر في ظل النقص الشديد في المعدات الثقيلة اللازمة لرفع الأنقاض وإزالة الركام الثقيل وانتشال العالقين أحياءً أو أمواتاً، بالتوازي مع ندرة المحروقات اللازمة لتحرّك سيارات الإسعاف وآليات الإنقاذ والطوارئ.
رئيس المنظمة خاطب الضمير الإنساني في الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات وتقديم المعونة للشعب السوري المنكوب، منوهاً بالعلاقات التاريخية مع أوروبا حيث آن الأوان لإزالة هذه الموانع والحواجز من طريق تدفق الاحتياجات الضرورية من غذاء ودواء ومقومات حياة والأهم في هذه الفترة الحرجة سيارات إطفاء ومعدات ثقيلة للإخلاء، كما طالب برنامج المساعدات الأمريكي بتقديم المساعدات للشعب السوري في هذه الظروف القاهرة.
وكشف حبوباتي عن العديد من الدول والمنظمات الأهلية التي سارعت إلى الاتصال وتقديم المساعدة الطارئة، حيث تعدّدت أطراف الاستجابة وهناك من أرسل قبولاً لتقديم الاحتياجات، ما يعني أن أرقام الدعم ستكون جيدة، ولأن الكارثة كبيرة – وفق تعبير حبوباتي – فالحاجة ماسة للعون من كل الدول، علماً أن هناك منظمات هلال أحمر في المجموعة العربية سارعت للمساعدة الإنقاذية ومنها الإمارات – الكويت – العراق الذي أرسل طائرة مساعدات حطّت في مطار دمشق الدولي، واليوم وصلت مطار حلب طائرة الهلال الأحمر الجزائري مزوّدة بـ160 طن مساعدات و 26 متطوّعاً مزودين بكلاب مدرّبة للمساعدة في إنقاذ العالقين، والقوافل لا تهدأ، وكلهم يعملون بالتنسيق وبإشراف الهلال الأحمر العربي السوري.
وفي سياق إفادته حول العوائق والصعوبات التي تواجه عمليات الإنقاذ، لفت حبوباتي إلى عمليات الإنقاذ الصعبة في ظل طقس الشتاء والعاصفة المطرية والبرد القارس، وغياب الوقود للعمل، وهذا ما يجعلنا نؤكد حقنا في نفطنا الذي يسرق من حقولنا في المناطق الشرقية ولا نستطيع الاستفادة منه، وممنوع علينا التوريد من الخارج، رافعاً نبرة الصوت بكلمة “فكّوا الحصار عن ضحايا العقوبات ومنكوبي الزلازل”، وهذا النداء موجّه للدول الإنسانية المانحة حيث أمل رئيس المنظمة أن يلقى الصدى والوصول إلى فتح المساعدات وكسر العقوبات الظالمة.
وفي معلومات إحصائية – غير نهائية – أكد حبوباتي أن هناك 814 وفاة وهي بازدياد، علماً أن هناك 3000 متطوّع و500 موظف يعملون في التدخل السريع والمباشر، والعدد بازدياد والنتائج كارثية بوجود أبنية متصدّعة ما زالت تقع في حلب واللاذقية وجبلة وتهدم خزانات مياه، وفرق الهلال موجودة في الـ126 مركز إيواء التي خصّصتها الحكومة في حلب و3 مراكز في حمص و23 مركزاً في اللاذقية و3 في طرطوس و5 في حماة.
وشدّد على أن الهلال الأحمر منظمة إنسانية موجودة في أي منطقة سورية تعمل بأمان وثقة، ونحن مستعدون لأي استجابة إذ لا فرق بين مكوّنات الشعب السوري، ولاسيما في إدلب عندما نحصل على موافقة الطرف الآخر، وهنا شكر حبوباتي مكاتب الأمم المتحدة، فرسالة المنظمة الدخول إلى كل المناطق، وقوافلنا جاهزة ومستعدّة للدخول إلى إدلب مع فتح الطريق.
وردّاً على سؤال خاص حول مبادرات الأفراد من فعاليات اقتصادية وتجارية وطنية في الداخل أو الخارج، أجاب رئيس المنظمة “البعث” بأن اتصالاتٍ عديدة تلقتها المنظمة من رجال أعمال وضعوا كل إمكانياتهم وشركاتهم الخاصة في خدمة المهمة الوطنية والإنسانية، وهناك مغتربون جاهزون لتقديم المساعدة للهلال، لذا نعمل على فتح حساب بالبنوك المحلية للدعم ولدينا خطط لتلقي التبرعات الوطنية والخارجية، ولاسيما أن المجتمع السوري بطبيعته متكافل ومبادر لتقديم المساعدة لبعضه البعض.
وكان حبوباتي قد استعرض محاور التدخل والاستجابة ومراحل الإنقاذ، ما ساهم في إنقاذ حياة الكثير من المتضررين وتقديم الخدمات السكنية والغذائية والدوائية لهم، الأمر الذي يساهم في استقرارهم النفسي والعودة التدريجية لسبل العيش، لأن الأولوية أمن وسلامة المتضررين عبر الاستجابة السريعة للإخلاء والإيواء بالتعاون مع الحكومة والمشاركات المحلية.