عشبة النيل خطر على المحاصيل الزراعية والموارد المائية
دمشق- ميس خليل
تشكّل عشبة النيل خطراً بيئياً يهدّد الوسط الحيوي في المسطحات المائية، وخاصة في الغاب وطرطوس، فهذه العشبة الضارة تتسبّب بتلوث المياه وتراجع المحاصيل الزراعية، كما تؤثر سلباً على الثروة السمكية، حيث تمنع وصول ضوء الشمس إلى عمق النهر.
مديرُ إدارة الموارد البشرية في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور منهل الزعبي أوضح لـ”البعث” أن عشبة ﺍﻟﻨﻴﻞ أو ما يُعرف بـ”زهرة النيل”، تنمو بكثافة ﻓﻲ مجرى نهر العاصي، بشكل متسارع، وتستهلك الكثير من المياه والعناصر الغذائية، وتعدّ من أخطر أنواع النباتات المائية المؤثرة على الموارد المائية، وبحسب أبناء المنطقة فإن إزالة العشبة تتطلّب النزول إلى الماء وقلعها، ورميها خارج النهر، مشيراً إلى أن النبتة الواحدة من “زهرة النيل” تستهلك من ثلاثة إلى ستة ليترات من الماء يومياً، وتنتشر في مجاري المياه، ما يعيق حركة المياه باتجاه الأراضي الزراعية.
وتواجه عملية مكافحة الزهرة، كما يشير الزعبي، الكثير من الصعوبات أبرزها ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺸﺎﺳﻌﺔ التي تنتشر فيها، وعدم الاستمرار بعملية المكافحة، ولاسيما أن الزهرة سريعة التكاثر وتكون ﺫﺭﻭﺓ نموها في الأشهر ذات الحرارة العالية، ما يجعل عملية المكافحة غير المستدامة بلا جدوى.
وعن كيفية التخلّص من تلك العشبة، بيّن الزعبي أن هناك عدة طرق، منها المكافحة الميكانيكية من خلال حاصدات ميكانيكية مصمّمة خصيصا ًلإزالة عشبة زهرة النيل في مناطق الانتشار الواسع، ومن العوامل المعيقة للاستخدام الواسع لمثل هذه الآلات هو ارتفاع تكاليفها كما لابدّ من تكرار المعالجة باستمرار، والطريقة الأخرى استخدام الأعداء الحيوية بحيث تقوم مراكز الأعداء الحيوية التابعة لوزارة الزراعة بتربية العدو الحيوي ونشره سنوياً في أماكن انتشار هذه العشبة، أما الطريقة الأخيرة فهي الاستفادة من عشبة النيل التي تمّ مكافحتها ميكانيكياً من خلال استخدام عشبة النيل في تصنيع الكمبوست، حيث تمّ إجراء العديد من الأبحاث من خلال تحويل هذه العشبة الضارة لمادة مفيدة تساهم في تخصيب الأراضي الزراعية، وكانت نتائج هذه الأبحاث هي تحسين خواص التربة وزيادة محتواها من المادة العضوية والعناصر المغذية للنبات والتقليل من استعمال الأسمدة المعدنية، ما يقلّل من تكاليف الإنتاج والعائد الاقتصادي من تحويل هذه العشبة لمادة مخصبة للتربة الزراعية، وبالتالي تقليل تكلفة تعزيل هذه العشبة.