أهالي ريف دمشق يهبون صغاراً وكباراً لمؤازرة المحافظات المنكوبة واقتراحات لمبادرات خيرية
البعث الأسبوعية – علي حسون
لم تثن ِالظروف الجوية القاسية والأمطار والثلوج وآثار الهلع من الهزات الأرضية أهالي ريف دمشق من تعاطفهم ومساهماتهم ومؤازرة المحافظات المنكوبة ،إذ هب الصغار والكبار على مساحة المحافظة منذ وقوع الزلزال لتقديم كافة المساعدات لأهالي المحافظات المنكوبة من خلال فتح منازلهم وعقاراتهم ومحالهم لإيواء المتضررين ،إضافة إلى قيام بعض الصناعيين والتجار والمقتدرين مادياً بالتواصل مع المعنيين من أجل إرسال الإعانات بكافة أنواعها.
حملة تبرعات
ويرى أحد المساهمين أننا لن ننتظر تعاطف الدول التي تدعي الإنسانية في الخارج وتكيل بمكيالين فواجبنا أن نقف مع بعضنا البعض لأننا سوريون .
وكانت الأمانة السورية للتنمية قد أطلقت حملة تبرعات وطنية لدعم المتضررين من جراء الزلزال وخدمة العمل المشترك مع لجان الإغاثة ، معلنة تلقت خلال الساعات الماضية عدداً كبيراً من الاتصالات من جهات وشخصيات ومؤسسات ترغب بالتبرع لمصلحة المتضررين في مختلف المحافظات، التي ضربها الزلزال.
مقرات الحرفيين جاهزة
كما استنفر الحرفيون في المحافظة ووضع كافة الكوادر والآليات المتاحة من أجل المساهمة في عمليات الإغاثة والإنقاذ ،إذ بين رئيس اتحاد حرفي ريف دمشق محمد الخطيب أن الحرفيين والجمعيات أفرغوا مقراتهم ومحالهم وورشاتهم لتكون كمراكز إيواء للمتضررين ،إضافة إلى تقديم كافة أشكال الدعم المتاح وتشكيل فرق مؤازرة لمساهمة مع الدفاع المدني في عمليات الإنقاذ والإسعاف.
ولم يكن الاستنفار مقتصراً على الحرفيين بل شاركت جميع الفعاليات والمنظمات بتقديم كل الإمكانيات المتاحة لديها لتقديم الدعم للأهالي في المحافظات المنكوبة ،إضافة إلى قيام فئة من شباب المحافظة بتشكيل فرق تطوعية للمساهمة وفق إمكانياتهم في تقديم المساعدة .
سيدات جاهزات
ويعتبر مجموعة من الشباب في المحافظة أن خلفه الزلزال من أضرار مادية وبشرية وضحايا من عائلات كاملة وأطفال يستوجب الاستنفار الكامل من جميع السوريين من دون استثناء لمؤازرة أخوانهم في المحافظات المنكوبة لان الحدث لو جرى بريف دمشق لكان أهالي المحافظات الأخرى سيتصرفون ذات العمل ومساعدتنا ومؤازرتنا،فالسوريون عاشوا مرارة الحرب والإرهاب ومازالوا يد واحدة وقلب واحد رغم كل الظروف الصعبة .
وأوضحت إحدى السيدات في ريف المحافظة الجبلي أن هناك مجموعة من النساء قررت المساهمة من خلال صناعة الخبز على “الساج” والمواد الغذائية وغيرها من الأطعمة والعصائر المشهورة فيها ريف دمشق من أجل إرسالها إلى الأهالي في المحافظات المنكوبة ،مؤكدات أن يقدم ليس كافياً ولكن لا يستطعن أن يقفن على الحياد من دون مساهمة وتقديم الدعم وفق المتاح .
أعظم الأبواب
ولم تقف المساهمات عند المواد العينية والمادية ،إذ حضرت الاقتراحات من قبل بعض المواطنين بضرورة إطلاق مبادرة خيرية للمنكوبين بدعم من المجتمع المحلي وأهل الخير ورعاية رجال الدين بالتنسيق مع الحكومة وذلك من أجل تخفيف من حدة الكارثة على المصابين والمشردين من خلال تلبية الحاجات الإنسانية الملحة كتأمين مساكن مؤقتة و ألبسة ومطابخ بشكل يومي وفق خطة منظمة تشمل جميع المنكوبين في المحافظات .
ويؤكد بعض رجالات الدين من كافة مناطق المحافظة أن تقديم العون والمساعدة من أعظم أبواب الخير ولها مكانة عالية جداً عند الله ويرفع من ميزان الحسنات ،ولاسيما أن الشرائع السماوية حثت على التعاون والتعاضد والتكافل ، منوهين بالأصالة المتجذرة عند كل سوري من خلال حب المساعدة والتعاون.
منشورات الكترونية
والجدير بالذكر أن حالات التضامن والمؤازرة عمت كافة المحافظات السورية من دون استثناء ،حتى صفحات التواصل الاجتماعي امتلأت بالمنشورات من الكثير في كافة المحافظة معلنة عن استعداد الجميع لاستقبال المنكوبين أو تقديم وسائل نقل أو إطعام أو جمع تبرعات عن طريق أشخاص معروفين وبشكل منظم.