جدارية غسان النعنع في المرآة
أكسم طلاع
عرضت في صالة كامل للفنون الجميلة اللوحة الجدارية التي نفذها الفنان التشكيلي السوري غسان النعنع، وتابعت مواقع التواصل الاجتماعي رصد هذا الحدث الفني الكبير على المستوى التشكيلي السوري حيث يحظى الفنان النعنع باهتمام و تقدير كبير لما تتصف فيه تجربته الطويلة المميزة بأسلوبيتها في التصوير الزيتي والتي تعد من أبرز ملامح التشكيل السوري حالياً فضلاً على الشخصي فيه من دماثة ولطف المعشر، واللافت أن لوحة بهذا الحجم قلما تعرض أو يقدم أحد من الفنانين على تنفيذها دون تكليف من جهة ممولة خاصة وأن ظروف الفنانين وواقعهم الاقتصادي لا يسمح لتبني مثل هذه الأعمال فضلاً على غياب الداعم أو المقتني المتوقع لمثل هكذا عمل متحفي، والمؤكد منه أن إدارة كاليري كامل خلال المواسم التشكيلية الفائتة قد بدأت تولي الاهتمام بهذا المستوى من الأعمال التي شهدنا بعض منها من قبل في معرض الفنان ادوار شهدا وغيره من الفنانين الذين استضافتهم الصالة، مما يجعل من الضرورة توفر أماكن عرض جديدة رسمية والتوجه نحو الأجدر والضروري مثل متحف الفن الحديث الذي صرحت السيدة الوزيرة بتفاؤل عن سيرته التي لا زالت على الورق.
المهم أن هذه اللوحة تقارب العمل الدرامي وتصور بداية رسالة السلام التي حملها السيد المسيح، فالقطع الأول تضمن رسماً للسيدة العذراء ترتدي الأبيض في محيط من الأشخاص تعلوهم الدهشة والسؤال عن هذه الولادة النورانية وقد استطاع النعنع بحرفيته كمصور زيتي من التعبير عن هذا الموقف بتفاصيل لماحة دون الإغراق في كثافة اللون وتنوعاته، بل تكتفي اللوحة بألوان البرتقالي والأصفر وتدرجاته نحو الأبيض وكأن هذا الضوء الرطب لا يحتمل إلا الصمت في حضور خلقه لمثل هذه صورة، في منتصف اللوحة هناك من يعظ الناس ويشفيهم ويدعوهم للمحبة والسلام فيما هناك من يقرأ في كتاب أسفل هذا القسم وكأنه الراوي الذي قدمه النعنع بشخصية جبران خليل جبران حيث قدمه في لوحة مستقلة عن الجدارية يقرأ في كتابه “النبي”.
تنتهي اللوحة في قسمها الأخير في تصوير “العشاء الأخير” بنفس الروحية الأولى التي بدأت فيه اللوحة محافظة على جسمها الموحد في الصياغة والأسلوب اللوني وحساسية التعامل من قيم الظل والنور.
تتجاوز مساحة اللوحة 18 متر مربع وعرضها مستمر لنهاية شهر شباط.