لليوم الرابع بعد كارثة الزلزال.. دول عربيةٌ وأجنبية تجدّد تضامنها مع سورية وإرسال المساعدات وفرق الإغاثة
عواصم – سانا:
بعد مضيّ أربعة أيام على كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق عدة في محافظات اللاذقية وحلب وحماة مخلّفاً الضحايا والمصابين والدمار في الأبنية والخدمات، بالتزامن مع الحصار الظالم الذي تلا ما خلّفه الإرهاب من دمار في سورية، تواصل الدول العربية والأجنبية إرسال طائرات المساعدات للمنكوبين، مجدّدةً موقفها الداعم لسورية وشعبها وخاصةً في هذا الظرف العصيب.
وفي السياق، جدد وزير الخارجية البيلاروسي سيرغي ألينيك وقوف بلاده وشعبها إلى جانب سورية بسبب ما تعرضت له إثر الزلزال الذي راح ضحيته مئات الضحايا والجرحى.
وسجل ألينيك خلال زيارة إلى السفارة السورية في العاصمة مينسك كلمة في سجل الزيارات، أعرب فيها عن عميق التعازي لسورية قيادة وشعبا ولذوي وأقارب الضحايا، لافتاً إلى أن سورية ستتجاوز هذه المأساة بشجاعة.
وفي حديثه مع سفير سورية في بيلاروس محمد العمراني قال ألينيك: إن “بلاده مستمرة في تقديم كل ما تستطيع من مساعدة إلى سورية، وهي تقدّر علاقات الصداقة التاريخية التي تربط البلدين”.
بدوره شكر السفير العمراني وزير الخارجية البيلاروسي على مواساته وتعازيه، معرباً عن تقدير سورية لوقوف بيلاروس الصديقة إلى جانبها في هذه الأوقات الصعبة، وعن شكرها لمساعداتها الإنسانية التي تدل على عمق علاقات الصداقة بين البلدين.
وفي الأردن، جددت أمين عام وزارة الخارجية وشؤون المغتربين للشؤون الدبلوماسية والمغتربين الأردنية السفيرة لينا الحديد التأكيد على تضامن بلادها ووقوفها إلى جانب سورية جراء ما تعرضت له إثر الزلزال.
وقدمت السفيرة الحديد خلال زيارتها اليوم إلى السفارة السورية في عمان التعازي بضحايا الزلزال الذي ضرب سورية وراح ضحيته مئات الضحايا والجرحى، معربة عن تضامن المملكة الأردنية ووقوفها إلى جانب الأشقاء السوريين بهذا المصاب الجلل.
من جانبها،أعلنت فلسطين إرسال فريق إغاثي لدعم جهود عمليات إنقاذ ضحايا الزلزال.
ونقلت وكالة “وفا” عن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قوله: إن الفريق سيصل اليوم إلى سورية وسيباشر العمل فور وصوله إلى المناطق المتضررة نتيجة الزلزال، وسيشارك في عمليات الإنقاذ والإخلاء والإسعاف.
وأشار إلى أن فلسطين مستعدة لتسخير جميع الإمكانيات المتاحة من أجل تقديم يد العون لسورية.
وفي درعا (دعاء الرفاعي)، وصل مساء اليوم فريق إنقاذ مختص من دولة فلسطين يتألف من 43 عنصراً، يضمون عدة وحدات من الهلال الأحمر والدفاع المدني ووزارة الصحة الفلسطينية وفرق بحث وإنقاذ، قادمين عبر معبر نصيب الحدودي لتقديم المساعدة للمحافظات السورية المنكوبة والمتضررة من الزلزال.
الفريق وصل برئاسة معاون وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية، مدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، السفير عماد الزهيري.
وفي تصريح للصحفيين قال الزهيري: إن الفريق سيقوم بمهمات التدخل والاستجابة العاجلة، ويضم خبراء في مجال الإنقاذ، وهو مدرب على العمل في مناطق الكوارث
ويُشار إلى أن الوفود الطبية وفرق الإنقاذ والمساعدات الإنسانية والاغاثية تتوالى بالوصول إلى سورية للمساهمة في عمليات الانقاذ، ومن المتوقع وصول قافلة مساعدات إغاثية وغذائية ومعدات طبية من الجانب الأردني عبر معبر نصيب الحدودي باتجاه المحافظات السورية المنكوبة خلال الساعات القليلة القادمة.
وفي بغداد، انطلقت ثلاث قوافل إغاثة عراقية نحو سورية، مرسلة من ثلاث محافظات، لمساعدة الشعب السوري على تجاوز آثار الزلزال.
وقال عبد الرضا الحميد رئيس اللجنة الشعبية العراقية لنصرة سورية والمقاومة: إن “القوافل الثلاث انطلقت من محافظات بغداد وبابل والبصرة، وهي محملة بمواد لوجستية وإغاثية وسيارات إسعاف وحليب أطفال وأغطية وفرشات وخيم ومواد غذائية”.
وأوضح الحميد أن تلك القوافل تمثل مساهمات شعبية عراقية للتخفيف عن السوريين المتضررين جراء كارثة الزلزال، لافتاً إلى إقبال العراقيين على مراكز التبرع لمساعدة أشقائهم السوريين.
وفي وقتٍ سابق اليوم، وصلت إلى مطار دمشق الدولي اليوم طائرتان إماراتيتان وطائرة إيرانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال.
وقال السفير الإيراني في دمشق مهدي سبحاني: إن الطائرة الإيرانية تحمل 45 طناً من المساعدات التي تشمل بطانيات وخيماً ومواد غذائية، يحتاج إليها أهالي المناطق المتضرّرة من الزلزال، لافتاً إلى أن هذه هي الدفعة الخامسة من المساعدات الإغاثية التي تقدّمها إيران للشعب السوري، ومشيراً إلى أن طائرة مساعدات سادسة ستصل إلى مطار اللاذقية اليوم، وسابعة محمّلة بالمساعدات الطبية ستصل إلى مطار دمشق لاحقاً.
وأكد سبحاني أن العلاقات بين إيران وسورية عميقة ووثيقة في جميع المجالات، وأن بلاده مستمرة بدعم الشعب السوري لتجاوز معاناته في هذه الأيام العصيبة، مشيراً إلى أن من يدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان عليهم أن يثبتوا صدقيّتهم ويسارعوا إلى دعم الشعب السوري، فلا وقت اليوم لتسييس الأمور.
وبخصوص طائرتي المساعدات الإماراتيتين، أوضح معاون وزير الإدارة المحلية والبيئة معتز دو جي أن إحداهما تحمل 84 طناً والثانية 27 طناً من المساعدات تضمّ بطانيات وخيماً ومواد غذائية، مشيراً إلى أن عدد الطائرات الإماراتية المحمّلة بالمساعدات وصل إلى سبع في إطار الجسر الجوي المفتوح الذي أقامته الإمارات لمساعدة المتضرّرين من الزلزال.
وكانت وصلت مساء أمس إلى مطار دمشق الدولي 3 طائرات اثنتان منها من دولة الإمارات العربية المتحدة، والثالثة من جمهورية فنزويلا البوليفارية محمّلة بعشرات الأطنان من المساعدات الإغاثية للمتضرّرين من الزلزال، وتحتوي الطائرتان الإماراتيتان على أكثر من 20 طناً من المساعدات الإغاثية التي تشمل خيماً ومواد غذائية وطبية، في حين حملت الطائرة الفنزويلية إلى سورية فريقاً من الخبراء والمختصين يضم 25 عامل إغاثة مع جميع أدواتهم ومعداتهم وأجهزتهم الحديثة التي تساعد في الإنقاذ، وكلاب مدرّبة على الاكتشاف، إضافةً إلى 15 طناً من المساعدات الغذائية والطبية.
وقال السفير الفنزويلي بدمشق خوسيه غريغوريو بيومورجي موساتيس: نحن هنا لمساعدة الشعب السوي في مواجهة آثار الزلزال ولنقول له إننا معه في مواجهة كل الظروف التي تعرّض ويتعرّض لها ورغم كل العقوبات المفروضة على بلدينا، مجدّداً تأكيد دعم بلاده الكامل لسورية وعدم رضوخها لأيّ إملاءات خارجية بهذا الشأن.
ووصلت طائرة أرمينية ثانية إلى مطار حلب الدولي صباح اليوم، تحمل على متنها 32 طناً من المواد الغذائية والطبية والأدوية لمتضرّري الزلزال.
وبيّن ممثل وزارة الخارجية الأرمينية مكرتيش كاربيتيان أن هدف المساعدات هو تقديم الدعم للشعب السوري الشقيق في محنته، وهي الطائرة الثانية من المساعدات الإغاثية والإنسانية.
من جانبها، أعربت الحكومة التشيكية عن تضامنها مع الشعب السوري مؤكدة استعدادها لتقديم كل دعم ممكن في جهود الإغاثة للمتضرّرين نتيجة الزلزال الذي ضرب سورية.
وقال وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي: إن “حكومة بلاده خصّصت مبلغ 10 ملايين كورون أي ما يعادل 417 ألف يورو من أجل مساعدة سورية في التعامل مع تداعيات الزلزال الذي ضربها”، موضحاً أن المبلغ الذي خصّصته الحكومة سيقدّم لسورية عن طريق الصليب الأحمر الدولي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وأشار ليبافسكي إلى أن المساعدات التشيكية ستصل إلى سورية الأسبوع القادم، حيث ستتضمّن موادّ لاحتياجات العاملين في القطاع الصحي وللناس الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب الزلزال.
جمعية الصليب الأحمر الصيني أعلنت أنها أرسلت اليوم فريقاً من عمال الإنقاذ مع دفعة أولى من الإمدادات الطبية إلى سورية للمساعدة في عمليات الإغاثة ومواجهة تداعيات الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية فجر الإثنين الماضي، حيث تكفي الإمدادات المرسلة احتياجات نحو 5 آلاف شخص، ويأتي ذلك استجابةً إلى طلب من السفارة السورية في بكين ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري.
وفي اللاذقية، تسلّم فريق الأمانة السورية للتنمية في مدينة جبلة اليوم، دفعة مساعدات غذائية وطبية مقدّمة من السفارة الصربية بدمشق، لمساعدة الأسر المتضرّرة والتخفيف من آثار الزلزال الذي تأثرت به محافظة اللاذقية.
وأشار السفير الصربي رادوفان ستويانوفيتش إلى أنه تم تجهيز دفعة المساعدات في مقر السفارة بالسرعة القصوى، وبشكل إسعافي وعاجل بهدف مساعدة المتضرّرين، ولا سيما أن الساعات والأيام الأولى قاسية جداً في ظروف الشتاء الباردة، مضيفاً: إن هؤلاء الناس غادروا منازلهم دون أن يأخذوا شيئاً وهم بأمس الحاجة لهذه المساعدات وسيكون هناك في المستقبل مساعدات أكبر.
بدوره، عبّر وليد رفول القنصل الفخري لصربيا في سورية أكد أن الحكومة الصربية بصدد تجهيز مساعدات وإرسالها بأسرع وقت ممكن، والتنسيق مع الجهات المعنية لإيصالها لمستحقيها، منوهاً بالعلاقات التاريخية التي تربط سورية وصربيا شعباً وحكومة.