تقديم هادئ للأرجنتيني كوبر.. والتدخل بعمله خط أحمر

ناصر النجار

لم يكن أحد يعلم بموعد الزلزال الذي أصاب سورية وجعل جراحها نازفة، هذا الزلزال القويّ والمدمّر غيّر الكثير من بوصلة العمل، وبات التفرّغ لأشياء مهمّة أولوية مطلقة، فتمّ إيقاف النشاط الرياضي تضامناً مع ضحايا الحدث الجلل، ولتفريغ الطاقات الرياضية للمساعدة في الإغاثة ورفع الأنقاض وغير ذلك من الأمور الضرورية التي لا تحتاج أي تأخير ولو لدقيقة. لكن هناك الكثير من المواعيد المهمّة الخارجية التي لا تحتمل التأجيل، خاصة وأنها تزامنت مع الزلزال بالموعد، ونحن نقصد المدرّب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي وصل مع الزلزال ولم يكن يدري أحد بموعد الزلزال مسبقاً كما قلنا.

اتحاد كرة القدم وقّع العقد مع المدرّب الأرجنتيني وطاقمه بصمت مطبق وضمن مراسم صغيرة جداً تقديراً للظرف التي تمرّ به سورية، وسيتمّ في القريب العاجل الإعلان عن المؤتمر الصحفي الذي سيتمّ به تقديم المدرّب إلى وسائل الإعلام.

المدرّب الأرجنتيني مكشوف ويملك سيرة ذاتية قوية، وهو من المدرّبين العالميين المعروفين، وسبق له أن طار بالمنتخب المصري إلى مونديال روسيا 2018، وله صولات وجولات بقارات العالم الأربع من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا وأفريقيا وآسيا واسمه لا غبار عليه.

الكرويون شعروا بالسرور لوجود مدرّب عالمي سيقوم بالإشراف على منتخبنا، ومعه طاقم تدريبي محترف بالاختصاصات المطلوبة، لكن هناك عوائق كثيرة نأمل أن يتمّ إزالتها قبل أن نخسر هذه البداية الجيدة، وربما أهم عائق هو الملعب لذلك يجب الإسراع بتأمين ملعب خاص بالمنتخب الوطني، قد لا يكون الأمر بالسهولة المتوقعة ولكن من الضروري البدء منذ اليوم بهذه المهمّة الضرورية، وأعتقد أن مهمّة كوبر رغم إقامته بدمشق ستكون خارجية أكثر منها داخلية، فالتوقعات أن يكثر من المعسكرات الخارجية لرؤية المحترفين السوريين وليتمّ اختبارهم واختيار الأنسب منهم ليكونوا نواة المنتخب الذي تواجهه مهمّة صعبة في النهائيات الآسيوية في هذا العام.

الشيء الذي يجعلنا نطمئن أن اتحاد كرة القدم وضع فيتو على التدخل بعمل المدرّب الأجنبي، وكما شاهدنا كيف عمل المدرّبان الهولنديان براحة تامة سيتمّ توفير هذه الراحة للأرجنتيني، ونحن على ثقة بأن المدرّب المحترف لا يقبل أن يتدخل أحد بعمله وهي من أساسيات العمل الكروي الناجح.

نقطة البداية بدأت مع كرتنا بوجود طاقم هولندي سيعتني بالمنتخبات الأولمبي والشباب والناشئين، واكتملت السلسلة بوجود كوبر، والبقية الباقية ستكون على أنديتنا لتبحث عن مخارج احترافية في عملها وفكرها ونضوجها وثقافتها لتواكب منظومة العمل الناضج، فلن تتطور كرتنا إن لم تبدأ أنديتنا التعامل معها بنظرة احترافية صحيحة.