كوادر الرياضة تساهم في تخفيف آثار الزلزال والمبادرات الإغاثية تتواصل في الأندية والتنفيذيات
البعث الأسبوعية- عماد درويش
أرخت آثار الزلزال بظلالها الثقيلة على مناحي الحياة في مختلف المحافظات وفي خضم هذه الكارثة تجلّى حجم التعاضد والتعاون الكبيرين الذي أظهره الشعب السوري الذي انبرى ليضرب مثالاً في التلاحم القليل النظير، فعلى المستوى الرياضي ومع توقف النشاط الداخلي والخارجي لكل الألعاب والأندية، استطاعت أنديتنا ولاعبوها وكوادرها ومشجعوها تقديم مثال جميل في الإيثار، فأندية دمشق كما حلب وحمص واللاذقية وبقية المحافظات نظّمت حملات جمع معونات للمتضررين بشكل حضاري، تحولت فيه مقرات بعضها لمستودعات ونقاط انطلاق لتوزيع المساعدات، بينما ساهمت هذه المقرات في توفير مكان إقامة آمن للمتضررين، كما ساهمت روابط مشجعي الأندية في جهود الإنقاذ والإسعاف، فضلاً عن توزيع المساعدات وبشكل مميز.
لجنة رئيسية
منذ اليوم الأول للزلزال شكل المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام لجنة لمتابعة كل المبادرات في جميع المحافظات، من خلال التنفيذيات والأندية وروابط مشجعين والرياضيين المتطوعين لمساعدة أهلنا المتضررين من جراء الزلزال، والوقوف على كافة التفاصيل لتسهيل كل الإجراءات وتذليل أي صعوبات تواجه الكوادر في مهامهم كل على حدة.
وكانت مبادرات الرياضيين بكل أنواعها ظهرت بشكل واسع حيث اعتبرها أصحابها واجباً وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً على طريق تجاوز هذه المحنة.
ولم يقتصر الأمر عند ذلك فقد قام الاتحاد الرياضي بفتح أبواب منشآته ومدنه وملاعبه وصالاته الرياضية أمام العائلات المتضررة وفق خطة التحرك الطارئة، ووجه كوادره باختلاف مهنهم الصحية والهندسية والتربوية والاقتصادية بكل ما يسهم في تخفيف آثار الزلزال عن المواطنين المتضررين.
مبادرات مستمرة
وتوالت المبادرات الإنسانية من الرياضيين ضمن كافة الأندية لمساعدة الأهالي المتضررين من الزلزال، وأكد العديد من الرياضيين من لاعبي الأندية والمنتخبات أن مبادراتهم بأشكالها المختلفة حالة إنسانية تحقق التكافل بين الجميع، والمبادرات شملت مساعدات مادية وعينية وأغذية وأدوية وغيرها من الأدوات اللازمة، عبر تسيير حافلات مليئة بالمساعدات اتجهت إلى المدن المتضررة، فقد قامت أندية الكرامة والوثبة والوحدة بجمع التبرعات، أما أندية الاتحاد والجلاء والحرية فحذت حذو بقية الأندية عبر تنظيم رائع لاستقطاب ما تم جمعه من المتبرعين، كما عمدت إلى فتح الصالات الخاصة بها ومقراتها ، وكذلك فعلت أندية اللاذقية حيث تحولت أندية جبلة وتشرين وحطين والتضامن لمقرات إيواء استقبلت المواطنين الذين تهدمت منازلهم وتضررت بيوتهم نتيجة التصدعات التي حدثت نتيجة الزلزال والهزات التي تبعته، حيث تم إيواء مئات المواطنين وتقديم الإسعافات الأولية طبياً ونفسياً.
تعاطف دولي
التعاطف الدولي الرياضي كان على أعلى المستويات فعلى سبيل المثال تلقى رئيس اتحاد القوة البدنية رسائل من رؤساء الاتحادات الدولي والآسيوي والإفريقي، أعربوا فيه عن تعازيهم لأسر الضحايا ومواساتهم للمتضررين، كما أعرب الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن حزنه العميق لسقوط المئات من الضحايا إثر الزلزال، مؤكداً تعاطفه مع ذوي الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
كذلك قام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ بالاتصال برئيس اللجنة الأولمبية فراس معلا معرباً عن خالص العزاء للشعب السوري والرياضيين السوريين قائلاً “قلوبنا ومشاعرنا مع جميع عائلات السوريين الذين تضرّروا ومن بينهم عائلات الرياضيين، ظروف هذه الكارثة الطبيعية مأساوية للغاية واللجنة الأولمبية الدولية ستقدم المساعدات اللازمة لأن الرياضة لها دور مهم في إعادة بناء المجتمعات ومن واجبنا مساعدة الناس في هذه الظروف للعودة إلى حياتهم الطبيعية”.
واجب وطني
لاعب منتخبنا الوطني لكرة السلة عمر إدلبي بيّن لـ “البعث الأسبوعية” أن المبادرات الإغاثية التي تمت بالتعاون بين اللاعبين واللاعبات واجب وطني، مضيفاً: قدمنا كل ما يلزم للعائلات بحسب الإمكانيات المتاحة ولم ندخر جهداً على الإطلاق فهذا واجبنا تجاه أهلنا في سورية الحبيبة، والشكر لكل شخص عمد لتقديم المساعدات التي وصلت عبر الأقنية الرسمية للمتضررين، والرحمة لأرواح الضحايا الذين قضوا في الزلزال، وتعازينا الحارة لجميع العائلات التي نشاركها ألمها وحزنها، وقلوبنا معها.
من جهته لاعب منتخبنا بكرة السلة مجد عربشة أكد أن المبادرات كشفت المعدن الأصيل للشعب السوري حيث قدم العديد من الأشخاص مساعدات وصلت لمنشأة نادي الوحدة مثل الألبسة والأحذية والحرامات، كما أن هناك من تكفّل بتقديم مبلغ مالي لتأمين مستلزمات الأطفال وتوزيعها على المحتاجين والعمل سيبقى مستمر حتى تصل المساعدات لكافة المتضررين.
تحرك سريع
كما أشار رئيس اللجنة التنفيذية في ريف دمشق عبدو فرح إلى أن التحرك السريع كان شعار الكوادر الرياضية حيث تم تشكيل غرفة متابعة وعمليات مهمتها تقديم العون الفوري للمتضررين وتأمين كل ما يلزم لذلك للمراكز الرياضية في المحافظة بالتنسيق مع الوحدات الإدارية، موضحاً أنه تم تشكيل لجنة باشرت عملها فوراً في كل نادٍ ريفي لديها عدة مهام أبرزها إقامة حملات تبرع بالدم للزمر النادرة بالتعاون مع الوحدات الطبية في كل منطقة، وتشكيل لجنة إنقاذ طوعي تساهم في إزالة أنقاض المباني المتضررة وتقديم المساعدة لمراكز الإيواء في المحافظة.
ولفت رئيس اللجنة التنفيذية إلى أن الأندية وضعت كل كوادرها تحت تصرف الوحدات الإدارية للمساهمة في أمور الإغاثة.
وكشف رئيس اللجنة التنفيذية في اللاذقية بسام زرواند عن إطلاق أطلقت التنفيذية وأنديتها حملات إغاثة لأهالي المحافظة بهدف تخفيف الآلام عنهم حيث استنفرت اللجنة التنفيذية في اللاذقية كافة كوادرها لاستقبال المواطنين في مراكز الإيواء.
مبيناً أنه تم افتتاح مركز إيواء بمسبح الباسل يستقبل ما يقارب 450 شخصاً، كما تمّ تجهيز صالتين في ملعب الباسل، وتجهيز صالة ثالثة تلتها صالة رابعة وقد يحتاج الأمر لافتتاح صالات أخرى حسب الحاجة، مشدداً على أن كوادر اللجنة يعملون على مدار الساعة لتأمين كلّ احتياجات المتضررين.