صحيفة البعثمحليات

فريق تطوعي طلابي لتقديم الدعم النفسي للمتضررين من الزلزال

دمشق- وفاء سلمان

أكدت عميد كلية التربية الدكتورة زينب زيود أنه تمّ تشكيل فريق تطوعي طلابي من قبل جامعة دمشق، وبالتنسيق بين جامعتي تشرين وحلب، يتضمن 10 أساتذة من كلية التربية و25 طالب ماجستير مختصين بالدعم النفسي تمّ توزيعهم لفريقين بين اللاذقية وحلب لتأمين الإسعاف النفسي الأولي، وخاصة بعد مرور فترة من الوقت، حيث أصبح من الضروري تواجدهم في تلك المناطق وتقديم الخدمات. وأضافت أن الخطوة الأولى التي قام بها الفريق هي تدريب القائمين على مراكز الإيواء بطرق الدعم النفسي حتى تتمّ الاستفادة بشكل أكبر، إضافة لقيامهم بالتدريب بشكل ميداني للجميع من أطفال ومسنين وغيرهم، وستستمر لمدة خمسة أيام حتى انتهاء مهمتهم، والخطوة الثانية تكمن في توجيه الأشخاص الذين أصبحوا يعانون من مشكلة نفسية نتيجة الكارثة للعلاج النفسي والمتابعة بشكل مستمر.

وبيّنت زيود ضرورة وأهمية الدعم النفسي الذي لا يقلّ أهمية عن الدعم الإغاثي والمادي وكلّ أشكال الدعم بعد الكوارث، فمن الضروري تدخل الدعم النفسي، وخاصة بعد الصدمة، وهذا يحتاج إلى مختصين للتخفيف من تداعيات الكارثة على المنكوبين وتحديداً الأطفال.

بدوره سمير هادي المدرّب الدولي والاستشاري بالصحة النفسية لفت إلى أن أهم ما يمكن تقديمه خلال الأزمات والطوارئ هو الدعم النفسي الاجتماعي بكلّ أنواعه، مثل الدعم المعنوي المتمثل بالكلام الإيجابي المطمئن، والدعم المالي المتمثل بتقديم المساعدات والأموال، والدعم النفسي المتمثل بتقديم الإرشادات والنصائح النفسية والمعلومات الصحيحة لدحض الشائعات وآثارها السلبية على الأفراد، حيث يستطيع كل فرد أن يقدّم نوع الدعم حسب إمكانياته وقدرته، ومن أهم أهداف الدعم النفسي الاجتماعي رفع درجة الوعي الفردي والثقة بالنفس لمواجهة جميع التحديات بقوة أكبر ومعنويات أعلى، لأن الأثر النفسي مهمّ جداً في مواجهة التحديات إما سلباً أو إيجاباً.

وأضاف هادي: من أهم الفئات العمرية التي بحاجة لدعم فوري هم الأطفال الصغار، لأنهم بحاجة لكلّ أنواع الدعم آنفة الذكر ومن مصادر تعتبر موثوقة كالأب والأم والمعلم بالمدرسة، حيث يقع على الأسرة والمؤسّسة التعليمية جانب مهمّ للدعم النفسي الاجتماعي للأطفال. وذكر هادي أهمية مرحلة الدعم بعد الزلزال، فقد ثبت علمياً حدوث اضطراب نفسي يُسمّى رهاب الزلازل المتمثل بالشعور بالدوار والخوف والهلع والتوتر والإحساس بهزات غير موجودة وتشنجات بالجهاز الهضمي وخصوصا ليلاً، ويصيب من هم كانوا على تماس مباشر بالكارثة وفقدوا أحبة أو ممتلكات وأموالاً، وللتخلّص من هذا الرهاب لابد من تقبل الأمر الواقع وعدم متابعة أخبار الزلزال وشرب المهدئات الطبيعية وممارسة الحياة الطبيعية لإزالة التوتر بشكل فوريّ ومريح.