مجلة البعث الأسبوعية

“فزعة حوران” عنوان للتكافل الاجتماعي.. أمين الفرع: كوادر البعث سرعان ما هبّت لمساعدة المنكوبين وشبيبة الثورة أول المندفعين

البعث الأسبوعية – دعاء الرفاعي

هب أهالي محافظة درعا صغيرهم قبل كبيرهم لنجدة ومساندة أخوتهم في المناطق والمحافظات التي تعرضت للزلزال المدمر، وهذا إن دل فإنه يدل على الاهتمام بالآخرين والعمل على دعمهم ومساعدتهم على تجاوز محنهم، وما ينتج عنه من شعور رائع ينم عن الجوهر الأصيل الذي يوجه صاحبه.

الكوادر الحزبية حاضرة

أمين فرع درعا للحزب الرفيق حسين الرفاعي أشار إلى أن كوادر البعث هبت منذ اليوم الأول بمختلف أفراده وصفاتهم لتنظيم حملات تبرع أهلية لأهالي المحافظات السورية المتضررة، فكانت شبيبة الثورة من أوائل المندفعين لمساعدة أهلهم وذويهم المتأثرين بالزلزال من خلال جمع التبرعات العينية في مقر رابطة الشبيبة ومختلف الأماكن وإيصالها إلى مقر جمعية البر الخيرية ليتم نقلها إلى المحافظات السورية.

ويؤكد الرفاعي بأن حوران كما كانت عبر التاريخ مضرب مثلاً في النخوة والشهامة وإغاثة الملهوف فإنها ستبقى كذلك ولن يدّخر أهالي حوران أي جهد وأي مساعدة في سبيل مدّ يد العون لأهل سورية المنكوبين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد.

خطوة إيجابية

“البعث الأسبوعية” التقت محافظ درعا المهندس لؤي خريطة للوقوف على أهمية هذه المبادرات وما يقدمه المجتمع الأهلي من مساهمة لحشد كل الجهود والإمكانيات لتنفيذ مبادرة استجابة من أهالي حوران دعماً للأسر المتضررة من الزلزال في كافة مناطق سورية عبر جمع التبرعات المادية من خلال لجان العمل الشعبي والأهالي، وذلك إيماناً من أهالي محافظة درعا والجهات المعنية فيها بأن المصاب السوري مصاب واحد وبأنه لا سبيل لمواجهة نتائج الكارثة إلا بوحدة السوريين مع بعضهم لاسميا في ظل الحصار الخانق المفروض على سورية، مبيناً أن التكافل الاجتماعي بدا واضحاً وملموساً من خلال روح التعاضد بين المجتمع الأهلي واللجان التي حددتها المحافظة لاستقبال المبالغ والتبرعات وتوظيفها بالشكل الأمثل وحسب الحاجة وبالشكل الذي يمكن هذه اللجان من إيصالها إلى مستحقيها.

 

حب الخير

لاشك أن طبيعة الإنسان تقوم على حب الخير والعطاء والشعور بالآخر، والمشاركة في تحمل أعباء المجتمع، لذا كانت” فزعة حوران أسرة واحدة” صورة جميلة ومعبرة عن صور التكافل الاجتماعي التي لا يزال يحافظ عليها أهالي محافظة درعا.

ويعتبر أهالي درعا أن المبادرات المادية والعينية التي انطلقت في ربوع محافظة درعا تهدف إلى مساهمة جادة من قبل المجتمع الأهلي إلى مساندة الفئات المتضررة التي نالها الضرر الأكبر جراء الزلزال الذي أصاب السوريين، وذلك من خلال التبرع، ومحاولة الوقوف إلى جانب أهالي تلك المحافظات المتضررة وتقديم أقل ما يمكن تقديمه لهم.

روح المبادرة

تعتبر تلبية نداء “الفزعة” لدى أهالي المحافظة تصرفاً حميداً بكل معنى الكلمة، وخاصة لدى فئة الشباب لأنهم الفئة الأكثر نشاطاً واندفاعاً، لذلك رأيناهم يبادرون من أجل المشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية التي تسعى لإنقاذ ومساندة من يحتاجون لمد يد العون، حيث دفعتهم مشاعرهم البريئة والصافية ليكونوا فاعلين في تخفيف هموم الإنسانية، وجعل سورية مكاناً أجمل لكل السوريين ومضرب مثل في النخوة والعطاء.

أولوية

إسماعيل الزعبي أحد وجهاء بلدة الغارية الشرقية قال: دفّعنا حبنا للوطن وتعاطفنا مع أهالي المحافظات المتضررة من الزلزال لتنظيم خيمة وطن فتحنا فيها التبرع المادي والمعنوي لصالح أهلنا المتضررين من الزلزال، وسنقف وقفة رجل واحد معهم لدحض كل الأكاذيب التي حيكت ضد الشعب السوري.

يد العون

محمود عطا لله بجبوج مختار حي الأمويين في مدينة درعا أوضح أن أهالي المدينة أبدوا رغبتهم الكاملة تجاه تقديم كل ما يملكون وكان الفقير قبل الغني يتوجه إلى لجنة التبرعات ليقدموا ما لديهم بهدف مساندة أهلهم المتضررين، مؤكداً أن الأهالي اندفعت من تلقاء أنفسهم للتبرع بما يملكون ومقاسمة أهلهم المنكوبين الحزن والآلام.

مصابنا مشترك

بين المهندس رياض شتيوي أحد أبناء مدينة درعا أن المشاهد الكارثية للزلزال مؤسفة ومحزنة وسورية ستكون قادرة على التعافي السريع بهمة أبناءها وشبابها ووحدتهم قبل كل شيء، ولأن السوريون شعب معطاء وكريم فهم الأقدر على إيصال سورية إلى بر الأمان والاستقرار وكل ما في الأمر أنه مسألة وقت فقط.

بالشكل المطلوب

يجمع أغلب المواطنين هنا في محافظة درعا على ضرورة تسخير هذه المبالغ التي جمعت في معظم قرى وبلدات المحافظة وجمعها بطريقة تسرع من إيصالها إلى المتضررين مباشرة، وكذلك بالنسبة للمساعدات العينية التي منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال أطلق الأهالي قوافل فردية محملة بمختلف المؤن والمواد الغذائية ولوازم الإغاثة وما يملكونه من حرامات وبطانيات وتعبئته وتنظيمه في حافلات شحن كبيرة، وهذا ما أكدته عبير الأسعد سيدة من سيدات المحافظة التي لبت نداء الفزعة وكانت أول المنظمين لهذه الحافلات عبر جمعها لعدد من الشبان وقيامها بدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتأمين حاجيات المتضررين على وجه السرعة، فكانت جهودهم بحق مبشرة عبر وصول عدة حافلات إلى مدينة حلب منذ أيام تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية عاجلة وصلت إلى مستحقيها.

توظيف المبالغ

رأى الأهالي المتبرعون والمستفيدون على حد سواء أن توظيف هذه المبالغ يجب أن يكون في مكانه الصحيح لتستفيد منه أكبر شريحة من المتضررين، وكان اقتراح الشاب أحمد الرفاعي بأن يتم جمع هذه المبالغ والتعهد ببناء محاضر سكنية في إحدى المحافظات المتضررة باسم أهالي حوران، وبما يضمن عودة سريعة لمن خسر منزله هناك.

واجب وطني وديني

عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي أكدوا أن أهل درعا هم أهل النخوة وهم جزء من النسيج الوطني المتين وسوف يقدمون أغلى ما لديهم لنجدة أهلنا المنكوبين جراء الزلزال، مبينين أن حملة الإنقاذ ستنطلق من درعا لتقف إلى جانب متضرري الزلزال الذي أصاب المحافظات المنكوبة، مبدين حزنهم وأسفهم للحدث الجلل الذي أصاب السوريين بتعرض أهلهم وأخوتهم في المحافظات السورية للزلزال المدمر، مشيرين إلى أن حوران اليوم ستقدم الغالي والنفيس في سبيل نصرة المتضررين ليكونوا عونا لهم وفزعة لمن لا فزعة له.

لاشك أن هذه التبرعات والحملات بما تحمله من قيم المروءة والكرم والبذل والعطاء زادت التقارب بين السوريين، وذلك من خلال مساعدة المغتربين لأهلهم بالداخل، فكانت فزعة حوران على قلب رجل واحد تتحضر لفزعتها الكبرى في لمساندة ضحايا الزلزال المدمر.