مصطفى الخاني يساند متضرري الزلزال في حماة
ملده شويكاني
لم يكن النجم مصطفى الخاني نجماً لامعاً في الدراما السورية والعربية فقط، إذ حقّق تواصله الدائم على السوشل ميديا مع جمهوره ومحبيه نسبة مشاهدة كبيرة جداً، إضافة إلى حضوره الفعاليات الثقافية المختلفة وقربه من الحاضرين، ليكون أنموذجاً عن المبدع الذي يلمّ بكلّ صنوف الإبداع.
ومنذ الساعات الأولى لنكبة الزلزال كان حاضراً يتابع كلّ التفاصيل المفجعة للعائلات التي تضرّرت جراء الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق متعدّدة من سورية، ومؤخراً أعلن نتيجة مبادرته الفردية بمساعدة جمعية الأمل وأنس الترك ود. سامر قنطقجي، من الأمكنة المتضررة في الأحياء التي تهدّمت فيها المنازل في مدينته حماه بسقوط أجزاء منها، كما هو واضح من الصور أو بتهديم كامل، عن استئجار منازل للمتضررين، الذين أصبحوا بلا مأوى مدة عام كامل، إضافة إلى تأمين سكن لكثير من السكان الذين تصدّعت منازلهم واضطروا إلى إخلائها، وما زالت البلدية في حماة تكشف الأضرار وتحدّد المنازل التي تصدعت، ومن الضروري إخلاؤها من السكان.
الدعم الذي قدّمه الخاني، المعنوي والمادي، يعدّ إنجازاً كبيراً وخطوة مهمّة في مسيرة دعم المتضررين المتواصلة دون توقف من قبل الحكومة والشعب والمساعدات الخارجية كي تتجاوز سورية هذه النكبة، وتبدأ من جديد فهي طائر الفينيق الذي يُبعث من الرماد.
ويأتي هذا الإنجاز بعد دعوة وجّهها الخاني أيضاً على صفحته في عيد الحب “لمن يريد أن يهدي حبيبته في عيد الحب يهدي حبيبته سورية، ويتبرع للمتضررين”.
عائلات كثيرة في حماة الآن أصبحت في مأمن، سواء في مراكز الإيواء أو في المنازل التي تمّ استئجارها، يحاول أفرادها أو من بقي منهم أن يخرجوا من هذا الكابوس المرعب الذي قضى على حياتهم الماضية وأخذ أشخاصاً يلازمونهم وسلب أشياءَهم وأماكنهم وذكرياتهم، يحاولون أن يخففوا من دموعهم التي حفرت أخاديد على وجوههم، أن يهدئوا من هول الخوف الذي يسكنهم بعدما انتشلهم من أحلامهم وهم في سكون الليل إلى صراخ واهتزاز وموت إلى واقع مفجع لا تعرف الكلمات سبيلاً لوصفه.
بدؤوا اليوم حياة جديدة على أمل أن يستعيدوا جزءاً من حياتهم الماضية رغم آلام الفقد باستعادة منازلهم بعد بنائها من جديد.
مبادرة الخاني عبّرت عن حضور الفنان الملتزم بوطنه وبالأحداث القدرية التي تعصف به دون إشارات تنبيه وصافرة إنذار، سُبقت بمبادرات فردية لتبرع عدد من نجوم الدراما والغناء السوريين، مؤكدة أن الدراما السورية جزء من إبداعات سورية وحضارتها الممتدة منذ آلاف السنين حتى الآن، وتؤكد قوة التلاحم بين جميع فئات المجتمع والتوافق بين الفنّ والوطن بقلب واحد ينبض بحبّه.
نتمنى جميعاً كما تمنى الخاني أن تجد كلّ العائلات في بقية المحافظات المتضررة السكن المؤقت على أمل العودة.