نداء إنساني من ٦٥٠جمعية أهلية لرفع الحصار.. ومساعدات عينية ومادية للمتضررين
دمشق _حياة عيسى
طالبت ٦٥٠ جمعية خيرية في دمشق وريفها المجتمع الدولي بإنهاء العقوبات الأحادية القسرية على سورية، وجاءت تلك المطالبات الأهلية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق، موجهاً خلاله نداءاً إنسانياً لرفع الحصار الغربي عن سورية، والسماح بإيصال المساعدات اللازمة لمتضرري الزلزال.
رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في دمشق الدكتور سارية السيروان بين أن للجمعيات الخيرية رصيد كبير في العمل الأهلي اكتسبته من خلال ثقة الناس ودعم الحكومي للعمل الاهلي، لذلك منذ اللحظات الأولى لكارثة الزلزال تم عقد اجتماع كبير بالاتحاد لمساعدة المتضررين في المحافظات الأربعة المنكوبة، وتم إنشاء غرفة عمليات على مدار ال ٢٤ ساعة وهو شئ جديد في عملها، وتم تقديم المساعدات العينية والمادية وفتح باب التبرعات من المقيمين في سورية، وكانت لفتة عظيمة من المجتمع، لاسيما أن التبرعات بدأت تأتي بعد انتهاء الاجتماع لمساعدة المنكوبين والمتضررين، وتم إرسال قوافل إلى حلب، اللاذقية، حماه، محملة بكافة الاحتياجات المطلوبة، بالتزامن مع خروج فريق على الأرض للعمل في تلك المحافظات بالتشبيك مع المجتمع والجمعيات الأهلية ومديرية الشؤون في كل محافظة و المحافظين لإيصال التبرعات لمحتاجيها.
وأشار السيروان إلى أن هناك تطلعاً لإعادة الاهالي الفاقدين لبيوتهم في المحافظات المتضررة لبيوت مستأجرة، وتمثل أهم أهداف اجتماع الجمعيات الخيرية هي المناشدة لرفع العقوبات عن سورية.
من جهته لؤي المنجد مستشار اتحاد الجمعيات الخيرية، بين أنه منذ تأسيس غرفة العمليات آنفة الذكر تم توزيع العمل على الجمعيات الخيرية المختلفة بالاتحاد وخارجه، حيث تم توقيع البيان من قبل ٦٥٠ جمعية ينتمون إلى كافة أنحاء سورية ويمثلون مختلف شرائح المجتمع، بالتزامن التنسيق والدعم مع مؤسسات الدولة، لافتاً أنه خلال ال ٧٢ ساعة من بداية الكارثة لم يكن على الأرض سوى المؤسسات الحكومية والمجتمع الاهلي مع غياب المنظمات الدولية التي كانت في طور التفكير بتقديم المساعدة أو الوقوف جانباً، وهو يعتبر جزء من تسيس الأزمة السورية ومعاناة الشعب السوري، ولكن هناك إشكالية بالتعاون مع الكارثة التركية السورية من قبل بعض الدول لاسيما في ظل غياب فرق الإنقاذ الدولية والآليات في سورية، بالمقابل تم ملاحظة حوالي ١٥٠ بعثة دولية تساعد بفرق إنقاذ متضرري الزلزال في تركيا في ظل غيابهم في سورية، مع غياب الدعم التقني والآليات، ولم يظهر عمل تلك المنظمات إلا بعد ثلاث ايام، مؤكداً أنه نتيجة الضغط تم الرفع الجزئي للعقوبات عن سورية، وكمجتمع أهلي -حسب المنجد- تم العمل على البحث في الوسائل القانونية والخبراء الاقتصاديين والمصرفيين والخبراء الأممين والمنظمات الدولية للاستفادة من قرار الرفع الجزئي ولكن دون جدوى، وأكبر دليل على ذلك منع “منظمة دولية فرنسية” تتعامل مع الكنيسة و غير معاقبين في سورية، شحناتهم من الدخول إلى كونها تحتاج إلى موافقة أميركية والأخيرة لم توافق، ليكون هو الدليل الدامغ بأن قرار رفع العقوبات الجزئي إعلامي وغير صحيح ولا يمكن تطبيقه.
كما أشار الدكتور منير عباس رئيس مجلس أمناء مؤسسة إدارة الموارد البشرية إلى أن المؤسسة تعتبر إحدى المؤسسات الأهلية التي تعمل تحت مظلة الحملة الوطنية لمساعدة المتضررين بالزلازل ومضمون عملها “تنموي” ولكن الآن تحول لإغاثة وتم الانضمام تحت رعاية الحملة الوطنية برعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وهناك تنسيق جهود بشكل كامل حيث تم جمع عدة تبرعات نقدية وعينية وتم التنسيق والفرز وإرسالها حسب المتطلبات إلى مراكز الإيواء الموجودة في المحافظات الأربعة المتضررة، مع الإشارة إلى الدور المهم لتلك الجمعيات كونها على تماس مباشر مع المتضرر وتعرف حاجاته تماماً، ومن شأن عملهم نقل وردم الفجوة بين بعض البيروقراطيات وعملية الاستجابة السريعة، مشيراً إلى أنه تم تجاوز مرحلة الاستجابة الطارئة والآن يجب الانتقال إلى مرحلة الاستجابة المنظمة، وهناك تكاتف جماعي ومنظم وتم الوصول إلى العديد من الأشخاص عن طريق التعاون مع أطراف أخرى، وهناك أكثر من ٢٨٠ متطوع سخروا وقتهم على مدار الساعة للمشاركة بعملية الإنقاذ.
في حين أكدت ناهد نقولا من جمعية منصور الخيرية على وجود تعاون مع اتحاد الجمعيات وتواصل حيث عملت الجمعية بتأمين كميات من علب حليب إلى محافظة حلب، إضافة إلى وهناك جمع التبرعات ليتم دفعها كأجارات للبيوت لمدة ستة أشهر لأكبر عدد ممكن من العيل المتضررة ريثما تتحسن الأمور، مع الإشارة إلى وجود مناشدة إعلامية لرفع الحصار.
أما سوزان سبيعي من جمعية أمل الغد فقد بينت أنه تم التنسيق مع الجمعيات الأهلية، لتأمين الاحتياجات الأولية اللازمة، لافتة إلى أن ال٧٢ ساعة الأولى كانت من أصعب الأوقات على الجمعيات التي حاولت بذل الجهد لتأمين الاحتياجات الأولية والاسعافية اللازمة ورفد المحافظات المتضررة بها، وبعدها تم الحصول على المساعدات الخارجية.