أخبارصحيفة البعث

بدء المرحلة الثانية من العمل الإغاثي لمنكوبي الزلزال بحلب

حلب – معن الغادري:

تتواصل في حلب الجهود من مختلف القطاعات والمؤسسات الخدمية لإزالة آثار الزلزال المدمر، وإعادة الخدمات الضرورية والأساسية إلى الأحياء التي تضرّرت بسبب الزلزال، وذلك بالتزامن مع استمرار العمل الإغاثي وتنظيمه وتقديم المساعدة المطلوبة إلى الأهالي المنكوبين في مراكز الإيواء المؤقتة.

وبهدف توحيد الجهود وتنظيم العمل الإغاثي تحقيقاً للاستجابة للمتضررين بحثت اللجنة الإغاثية في المحافظة في اجتماع موسّع مع المنظمات الأممية والدولية،تحديد مسارات العمل وفق خريطة منسقة ومنظمة تسمح بالوصول إلى مستوى متقدّم من أعمال الإغاثة، والمساعدة، عبر إعداد قاعدة بيانات واضحة للمتضررين، إضافةً إلى رعاية المبادرات الأهلية والفردية بما يساعد على تلبية كافة الاحتياجات.

وأكدت اللجنة أن التحرك الأولي للإغاثة كان منصباً على إنقاذ المواطنين من تحت الأنقاض وانتشال الضحايا منهم، فكان من الضروري تأمين مراكز للوافدين وإحداث غرفة عمليات تعتمد على البيانات الرقمية لتنّظم مختلف العمليات الإغاثية وتضع خطط الاستجابة وفق المستوى العاجل والمتوسط والطويل الاستراتيجي.

واتفقت اللجنة على اعتماد آلية عمل جديدة لتنظيم العلاقة بين غرفة عمليات الإغاثة في حلب والمنظمات الدولية الأممية، وبما يساهم في التخطيط المشترك للاستجابة لكارثة الزلزال، واستثمار التمويل المتاح لديها بالشكل الأمثل، وإسهام كل منظمة في تلبية احتياجاتها وفق اختصاصات عملها وعلى جميعالمستويات الصحية والتعليمية والغذائية والإغاثية.

مراكز إيواء جديدة

ضمن الخطة الموضوعة لدمج مراكز الإيواء وتخصيص بدائل سكن أفضل ومخّدمة، بدأت عملية نقل بعض مراكز الإيواء إلى مواقع جديدة، منها مركز تدريب السكك الحديدية في حي الشيخ طه، والمساكن المخصصة للإيواء في حي مساكن هنانو، ومكاتب معمل الإسمنت في حي الشيخ سعيد.

وبين رئيس مجلس المحافظة، محمد حجازي، أنه تم تجهيز هذه المراكز الجديدة بالخدمات المطلوبة من مياه وكهرباء وغيرها من احتياجات الأسر المتواجدة في هذه المراكز، إضافةً إلى تشكيل فرق متنوعة العمل والاختصاصات للإشراف على هذه المراكز، وخاصة ما يتعلق منها بالجانب الصحي والطبي، إذ تقوم الفرق الطبية المشكلة من قبل مديرية الصحة بجولات تفقدية يومية لمراكز الايواء لتقديم الخدمات الطبية وتقديم النصح والمشورة لتجنب الأمراض والأوبئة، كما تقوم فرق متخصصة في الجانب النفسي في تقديم المساعدة الطبية ومعالجة آثار صدمة الزلزال، خاصة للأطفال.

حليب الأطفال متوفر

إضافة إلى كل الجهود الكبيرة التي تبذلها غرفة صناعة حلب منذ اللحظة الأولى للكارثة، من عمل على مدار الساعة لتأمين كل الدعم المطلوب للأهالي المنكوبين من مساعدات عينية ومادية وإغاثية، كان تركيز عمل الغرفة، ورئيسها المهندس فارس الشهابي، على تأمين الدواء وحليب الأطفال، حيث نجحت بتأمين كميات كبيرة من حليب الأطفال وتم توزيعها بالكامل على مراكز الإيواء حسب الحاجة، وبإشراف لجنة الإغاثة.

وهذه الجهود لاقت ارتياحاً كبيراً في نفوس الأهالي، خاصة أن مادة حليب الاطفال تكاد تكون معدومة في الأسواق وإن وجدت فأسعارها مرتفعة جداً.

وكانت غرفة تجارة حلب نقلت يوم أمس بعض الأسر المتواجدة في مركزي الإيواء في سوقي، شركة أسواق حلب ( ضهرة عواد – دكاكين حلب )، وفي سوق ( طريق الحرير – مهرجانات غرفة التجارة )، إلى مراكز الإيواء التي تم إحداثها من قبل لجنة الإغاثة في المحافظة.

وأشار أمين سامر نواي، أمين سر غرفة تجارة حلب،إلى أنه منذ اللحظة الأولى لحدوث الزلزال استنفرت غرفة التجارة، وشكلت فرقها لتقديم المساعدة الفورية والعاجلة لأكثر من 3 آلاف شخص متضرر، حيث أحدثت مركزي إيواء تم تجهيزهما بجميع المستلزمات من فرش وبطانيات وألبسة وأحذية وطعام وشراب وجميع مستلزمات الأطفال من حليب ومواد غذائية وكل ما يحتاجه كبار السن.

وتابع: دعمت الغرفة مركزي الإيواء بنقاط طبية لتقديم الإسعافات الأولية والأدوية للمرضى وكبار السن، مشيراً إلى أن عمل غرفة التجارة لن يتوقف وسيستمر للقيام بواجبها الإنساني والوطني، وتقديم كل ما يدعم الجهود الإغاثية في المحافظة وفي باقي المحافظات المتضررة.

مبادرات فردية

تنوعت المبادرات الأهلية والمجتمعية وجمعيها صبت في دعم مراكز الايواء والعمل الإغاثي، وشهد المحافظة بمختلف شرائحها تفاعلاً غير مسبوق مع آثار وتداعيات الزلزال، وهبت الجموع إلى نجدة الأهالي المتضررين، ومنهم من تبرع بجزء من دخله اليومي أو الشهري، ومنهم من قدم بعضاً من لباسه ولباس أولاده، والبعض الآخر قدم الغذاء والمال، والآلاف تطوعوا لمساعدة فرق الإنقاذ وتقديم المساعدة الإغاثية للمنكوبين، وما زالت المبادرات حتى اللحظة تتفاعل وعلى نحو إيجابي من المجتمع الأهلي، ما ساهم في التخفيف من الألم والوجع الذي سببه الزلزال.

آخر “فزعة” تمثلت في قيام مجموعة من الشباب يمتهنون مهنة الحلاقة، توزعوا على مراكز الإيواء لتقديم خدماتهم مجانية، وهو أمر على قدر كبير من الأهمية، كونه يشكل عاملاً أساسياً في الحفاظ على النظافة الشخصية، ومن المبادرات الأهلية الأخرى، مشاركة الشباب في أعمال تحميل المساعدات، وقيام مجموعات شبابية في التناوب على حراسة الأبنية والأحياء، خشية من تعرضها إلى السرقات.

وتعبر جميع تلك الجهود في المحافظة بأن المجتع السوري بتكافله وتضامنه وتآخيه، لا يمكن أن يضعف أو ينكسر بل هو قادر على استمداد القوة في جميع الظروف والمحن بتكاتف أبنائه ومنظماته ومؤسساته.