صحيفة البعثمحليات

صناعة الأحذية والجلديات.. صعوبات بالجملة وسماسرة المواد الأولية يهددون الحرفة

دمشق – ميس خليل

صعوبات عدة باتت تواجه صناعة الأحذية، حيث يعاني الحرفيون من ارتفاع أسعار المواد الأولية وعدم استقرارها بسبب تأثرها بسعر الصرف، وقلّة اليد العاملة بالمهنة نتيجة الهجرة وارتفاع أسعار حوامل الطاقة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل.

وبوجود هذه الأسباب مجتمعة، كما يشير زكريا غيبة رئيس جمعية الدباغة والأحذية والحقائب لـ”البعث”، ارتفعت أسعار المنتجات، ما قلّل من فرص المنافسة في الأسواق الخارجية، كما أن ضعف القدرة الشرائية لدى المواطن السوري انعكس سلباً على الأسواق المحلية.

رئيسُ الجمعية أوضح أن مهنة الأحذية عريقة في سورية، وهناك آلاف الأيدي العاملة الماهرة في هذه الحرفة، حيث كانت تصدّر قبل الأزمة إلى عشرات الدول العربية والأفريقية والأوربية، لما تشتهر به الأحذية السورية عبر العالم بجودتها وقدرتها على المنافسة مع أفضل الدول المصنّعة للأحذية، وذلك للمهنية والحرفية العالية التي يتمتّع بها الحرفي السوري.

وأشار غيبة إلى أن استيراد الأحذية يؤثر سلباً على الحرفي وعلى صناعة الأحذية بشكل عام، وقد استجابت وزارة الاقتصاد لمطالب الحرفيين ومنعت استيراد الأحذية لدعم الصناعة المحلية، منوهاً بموضوع مهمّ يحصل من خلال الالتفاف على قرار منع استيراد الأحذية، حيث يتمّ استيراد الحذاء الآن بشكل مفصل، كلّ قطعة وحدها تحت مسمّى مواد أولية، ثم يتمّ تجميعها في سورية وتباع على أنها أحذية مستوردة وبأسعار مرتفعة، فيتمّ بذلك التهرب من الرسوم والجمارك واستنزاف القطع الأجنبي والتأثير على اليد العاملة السورية.

وذكر غيبة أن صناعة الأحذية والجلديات في سورية تتمتع بنوعية وجودة عالية، لأن الشركات تعمل بشكل دائم على استخدام أفضل وأحدث الآلات وخطوط الإنتاج، على الرغم من الحصار الاقتصادي الجائر الذي تتعرّض له البلاد، ما يجعل منتجات هذه الصناعة تتفوق على مثيلاتها في الأسواق الخارجية.

ودعا رئيس الجمعية إلى ضرورة تعزيز حماية هذه الصناعة وتوفير وسائل الدعم وتقديم التسهيلات لها.

ويشير العم أبو سامر صاحب إحدى المنشآت التي تعمل في مجال صناعة الأحذية إلى أنه يعمل بهذه الحرفة منذ 60 عاماً، إلا أن حالات التقنين الكهربائي الطويلة تؤثر على تلك الحرفة، لذلك فإنه من الضروري تزويد المنشآت بحوامل الطاقة وفي مقدمتها أسطوانات الغاز الصناعية، مؤكداً أن الأسطوانات الفارغة متوفرة في السوق السوداء لدى المعتمدين ولكن بأسعار خيالية. وبرأي أبو سامر من الضروري وجود مؤسّسة مهمتها تأمين المواد الأولية لهذه الحرفة والتخلص من السماسرة كونها جميعاً – أي المواد الأولية – مستوردة (البطانة والنعل واللاصق ومادة الكبسون والأربطة والمسامير بأنواعها)، وكلّ هذا يضاف إلى قيمة البضاعة بشكلها النهائي ما ينعكس سلباً على سعر المنتج والذي يتأثر به المستهلك.