بعد الزلزال.. الدوري الكروي الممتاز على كف عفريت
ناصر النجار
بعد نكبة الزلزال بات الدوري الكروي الممتاز على كفّ عفريت، وقد سمعنا صيحات من كوادر ومسؤولين عدة يطالبون فيه بإلغاء الموسم الكروي الحالي، وكأن شيئاً لم يكن، وربما كانت أكثر الصيحات صادرة عن أندية غير منافسة على اللقب ولا يهمّها إن استُكمل الدوري أو توقف.
جبلة أرسل بشكل رسمي كتاباً شرح فيه الأوضاع في جبلة والظروف المحيطة والحالة النفسية التي تعتري المدينة المنكوبة بأسرها، وطلب من رئيس الاتحاد وأسرة أعضاء الاتحاد زيارة المدينة للاطلاع عن قرب على الأوضاع، كما أشار إلى ضرورة توزيع مساعدة الاتحاد الدولي المالية على الأندية المتضرّرة، داعياً في كتابه إلى عدم إقامة أي نشاط في القريب العاجل.
نادي جبلة معه كلّ الحق فيما ذهب إليه في كتابه، والرياضيون كما شهدنا كانوا وما زالوا مع جبلة في محنتهم بكل شيء، ولكن من حيث المنطق فإن ما طالب به البعض من تعليق للدوري أمر صعب تحقيقه لعدة أمور قد تكون خارجة عن الحسبان. ويمكن للفرق المتضرّرة من الزلزال أن تعتذر عن استكمال الدوري إن وجد اتحاد كرة القدم مبرراً لذلك، كما حدث في تركيا تماماً.
الأمر يمكن مناقشته من زاويتين اثنتين، الزاوية الأولى أن الحياة يجب أن تستمر، وبعودة الحياة يمكننا أن ننسى مصابنا، وأن نفتح صفحة جديدة مع الحياة من جديد والتطلع بأمل إلى المستقبل، وهذا الكلام يشمل المدارس والجامعات والوظائف الحكومية والخاصة، فالبقاء على الأطلال أمر لا يجدي، ومهما طال الزمن أو قصر فعلينا البدء من جديد لأن حركة الحياة لا تتوقف.
الزاوية الثانية أن الدوري مرتبط بعقود كبيرة وكثيرة مع مدرّبين وكوادر ولاعبين، وعند توقيف الدوري أو إلغائه فإن هذا الأمر إما سيضرّ بالمدرّبين واللاعبين أو سيضرّ بالأندية على حدّ سواء، فالعلاقة المالية بين مفاصل اللعبة يربطها قانون وهذا القانون قد يجبر أصحاب العقود على التنازل عن مستحقاتهم أو جزء منها جراء الوضع الاستثنائي، وهو في حالتيه سيجرّ علينا مشكلات ليست بالحسبان.
المفترض اليوم مناقشة موضوع الدوري الكروي وبقية المسابقات من باب المصلحة العامة دون أن تتأثر كرتنا على الصعيد الخارجي ودون أن تتأثر أنديتنا أو أحد من مفاصل اللعبة بكل اختصاصاتها، ودون أن يلحق الظلم باللاعبين.