صحيفة البعثمحليات

الدعم النفسي الأولي من أولويات العمل في حالات الكوارث حسب “هرم ماثلو”

دمشق- حياة عيسى

يعتبر الدعم النفسي الأولي أو الإسعاف الأولي في حالات الكوارث من أهم الأولويات التي يجب العمل عليها وتفعيلها، وتتضمن تأمين مكان إيواء آمن وتقديم الخدمات الفيزيولوجية حسب “هرم ماثلو” للحاجيات الأساسية للبشر.

الدكتور يوسف لطيفة رئيس الشُعبة النفسية في كلية الطب البشري بجامعة دمشق بيّن في حديث لـ “البعث” أنه في أسفل الهرم آنف الذكر هناك الحاجة للطعام والغذاء والحاجة للنوم بعد الحاجة للإحساس بالأمان، إضافة إلى تقديم كافة الخدمات اللازمة الأخرى والمتمثلة بمساعدة المتضرّر على التفريغ الانفعالي والتعبير عن معاناته وقلقه، والذي يعدّ جزءاً مهماً من الدعم النفسي الأولي، كما أنه من الممكن اللجوء لبعض الأغذية المهدئة كالأعشاب، أما بالنسبة للأدوية النفسية فهي غير محبذة في حال كان المريض أو المصاب في حالة نفسية جيدة قبل الأزمة.

أما بالنسبة لموضوع التعاون مع الجمعيات والمنظمات الدولية، فقد أكد لطيفة أن هناك تعاوناً منظماً معها من خلال أخذ موافقات من وزارات الدولة، ولا يمكن إنكار دورها المهمّ والكبير في التخفيف من آثار الزلزال، متابعاً أن جامعة دمشق ساهمت بالدعم من اللحظات الأولى لوقوع الزلزال، حيث تمّ إرسال فريق طبي للإنقاذ وتقديم الخدمات الطبية الإسعافية  للمشافي في المحافظات الأربع المنكوبة، علماً أنه على المدى الطويل وبعد أي كارثة أو زلازل يتعرّض المتضرر لاضطرابات نفسية كبيرة.

أما ما يخصّ الأطفال الذين تعرّضوا لصدمات نفسية جديدة جراء ما شاهدوا من الزلزال، فهنا لابدّ من رعايتهم ومعالجتهم نفسياً بإشراف مرشدين ومعالجين نفسيين لإشعارهم بالأمان وتقديم الخدمات اللازمة لهم، ومساعدتهم للعودة والاندماج في المجتمع والمدارس، وهو الجزء الأساسي في العلاج، بالتزامن مع مساعدتهم على التفريغ الانفعالي والتعبير عن الصدمة بأشياء إيجابية (كالرسم، الرياضة، المشي)، وذلك بعد تأمين مكان آمن لهم، من خلال وضع خطة إستراتيجية في موضوع دمج الأطفال والمصابين وتقديم الرعاية الطبية النفسية لهم.

يُشار إلى أنه بعد فترة من تعرّض الناس لصدمة الزلزال يمكن أن يحدث لهم “اضطراب الكرب ما بعد الصدمة” والـ ptsd أو ما تُسمّى الصدمة النفسية، وهي تظهر بحالات من الخوف والقلق الشديد (الرعب الليلي، الأرق والشكاوى الجسدية المتعددة، كالخوف وضيق النفس، خفقان القلب، رعشة بالأطراف، تنميل، خدر في الأطراف، صداع، نقص شهية ونقص نوم، كوابيس حول الحادث الصادم، إحساس بعدم التوازن والدوخة)، وهناك بعض الحالات تصاب بفوبيا أو رهاب من الزلازل، إجمالاً تعتبر تلك الأعراض -حسب لطيفة- ردود فعل طبيعية ومن الممكن تجاوزها خلال فترة أيام وأسابيع.