استشهاد عشرة فلسطينيين وإصابة المئات إثر عدوان للاحتلال على نابلس
الأرض المحتلة – طهران – صنعاء – تقارير:
ارتكب الاحتلال الإسرائيلي اليوم مجزرة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، راح ضحيتها 10 شهداء فلسطينيين، كما أصيب المئات.
وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة القديمة في نابلس، واعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز السام، ما أسفر عن استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة 102 بالرصاص و250 بحالات اختناق.
فيما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أنه وصلت إلى مشافي الضفة جثامين الشهداء العشرة وهم: الطفل محمد شعبان 16 عاماً وعدنان بعارة 72 عاماً وعبد الهادي أشقر 61 عاماً والشبان محمد عنبوسي وتامر ميناوي ومصعب عويص وحسام اسليم ومحمد عبد الغني ووليد دخيل وجاسر قنعير.
وباستشهاد الفلسطينيين العشرة يرتفع عدد شهداء الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري إلى 60 شهيداً.
وأدانت الرئاسة في السلطة الفلسطينية المجزرة الإسرائيلية الوحشية، مطالبة على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة بضرورة تحرّك المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية فوراً لوقف الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
بدوره استنكر رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية محمد اشتية خلال لقائه وفداً من أعضاء البرلمان الأوروبي المجزرة، مطالباً دول الاتحاد الأوروبي بوقف سياسة المعايير المزدوجة التي تشجع (إسرائيل) على مواصلة عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، واتخاذ إجراءات عقابية بحقها لوقف انتهاكاتها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في فلسطين.
وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أكدت من جانبها أن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في نابلس إرهاب منظم وتصعيد خطير، مشيرة إلى أنها تواصل العمل على فضح جرائم الاحتلال على جميع المستويات، بما فيها الأممية والمحاكم الدولية المختصة وصولاً لوقفها ومحاسبة مرتكبيها.
من جهته قاضي قضاة فلسطين، محمود الهباش، أكد أن المجزرة الإسرائيلية في نابلس تؤكّد الوجه الحقيقي للاحتلال العنصري والمجرم الذي يمارس الإرهاب والقتل بحق الفلسطينيين يومياً دون أي اعتبار للقوانين والمعاهدات الدولية ولا للمشاعر الإنسانية من خلال سياسة غض الطرف من قبل المجتمع الدولي عن جرائمه.
حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) اعتبرت المجزرة بأنها إمعان من قبل الاحتلال في إرهابه الدموي الذي تمارسه قواته وجماعات المستوطنين عبر استهداف الأطفال وكبار السن والطواقم الطبية والصحفية، داعية المجتمع الدولي إلى كسر حلقة الصمت المطبق تجاه جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
من جانبهما رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح ورئيس المجلس الأعلى للكنائس في فلسطين رمزي خوري استنكرا مجزرة الاحتلال، لافتين إلى أن ما يحدث في نابلس من تدمير للمنازل والمساجد والقتل المباشر للشيوخ والأطفال والعشرات من الإصابات هو جريمة جديدة تضاف إلى جرائم الحرب والتطهير العرقي التي ترتكبها قوات الاحتلال الفاشية في الأراضي الفلسطينية المحتلة على مرأى ومسمع من العالم.
إلى ذلك أكدت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في بيان لها أن استهداف الاحتلال لأبناء الشعب الفلسطيني في نابلس جريمة حرب واستمرار لسياسة الاحتلال بالإرهاب المنظم.
وفي السياق شهدت مدينتا رام الله والبيرة مظاهرتين تنديداً بالمجزرة الإسرائيلية في نابلس، في حين أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي في بيت لحم إضراباً شاملاً يوم غد تنديداً بالمجزرة المروعة.
من جهته، استنكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني بشدة الهجوم الإرهابي للقوات الإسرائيلية على مدينة نابلس، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية لوقف الهجوم وإدانة الإبادة الجماعية للفلسطينيين من قبل الاحتلال.وفي إشارة إلى استمرار وتصعيد الأعمال الإجرامية للاحتلال في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، اعتبر كنعاني أن استمرار هذه الجرائم في ظل صمت المجتمع الدولي والمنظمات التي تدّعي أنها تحمي حقوق الإنسان في الغرب أمر لا يطاق، ومصدر عار للمجتمع الدولي، داعياً إلى وحدة المواقف والتنسيق بين الدول الإسلامية دعماً للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة أمام الإجراءات اللاإنسانية والإرهابية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، أدان المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي نابلس وما ارتكبه من مجزرة دامية، مؤكداً أنّ “العدو الإسرائيلي ما كان له أن يتمادى في اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني لولا الدعم الأميركي والتواطؤ المشين من قبل الأنظمة العربية المطبعة والعميلة”، داعياً جميع الشعوب العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤوليتها بإسناد الشعب الفلسطيني ودعم حركات المقاومة الفلسطينية بكل ما يلزم من وسائل الدعم وفي المقدمة منها الدعم العسكري.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال تسعة فلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة، بعد اقتحامها بلدتي عناتا في القدس ويطا في الخليل ومخيّمي نور شمس في طولكرم والجلزون في بيت لحم، واعتقلت تسعة فلسطينيين.
وفي وقتٍ لاحق، أصيب فلسطينيان، واعتقل آخرون اليوم في اعتداء قوات الاحتلال عليهم في الضفة، وذلك خلال اقتحامها مخيم العروب شمال مدينة الخليل، حيث اعتدت على الفلسطينيين بالرصاص وقنابل الغاز السام، كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفل في شارع صلاح الدين بالقدس المحتلة.
وفي مدينة أريحا بالضفة نظمت وقفة تضامنية، دعماً للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وللمطالبة بتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة لديه في انتهاك للاتفاقيات والمواثيق الدولية، ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المدينة الأعلام الفلسطينية ولافتاتٍ منددة تطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، وخاصة النساء والأطفال وكبار السن والمرضى وتطبيق الاتفاقات الدولية المتعلقة بالمعاملة الإنسانية، إضافة إلى تسليم جثامين الشهداء المحتجزة لديه، مؤكدين استمرارهم بتنظيم المزيد من الفعاليات حتى استعادتها ودفنها أصولاً.
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم منزلاً فلسطينياً قرب مدينة الخليل بالضفة، بعد أن اقتحمت بعدد من الجرافات بلدة إذنا غرب المدينة، كما هدمت قوات الاحتلال اليوم منزلين في بلدتي الديوك التحتا غرب مدينة أريحا والولجة شمال غرب بيت لحم بالضفة الغربية.
من جهة أخرى، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على عمال فلسطينيين في بلدة عوريف جنوب نابلس، وأحرقوا عدداً من آلياتهم، وعلى رعاة الأغنام في منطقة المعرجات شمال غرب مدينة أريحا وأجبروهم على مغادرة المراعي.