الدوري الكروي الممتاز في منتصف المشوار
البعث الأسبوعية- ناصر النجار
اختتم الدوري الكروي الممتاز لكرة القدم منافسات ذهابه وانتصف المشوار وتموضعت الفرق في مواقعها النهائية حسب نتائجها وما قدمت من أداء ومستوى، والجديد في دوري الموسم الحالي أن الفرق قريبة جداً من بعضها بالنقاط والمواقع ما يدل على التكافؤ وتقارب المستوى وما يشير إلى أن الدوري سيكون في الإياب (حامي الوطيس) وسنشهد فيه تنافساً في أعلى درجاته.
وإذا كان الفارق بين المتصدر والخامس هو نقطتين فقط، فإن بقية الفوارق ليست بذي بال ومن الممكن أن يقتحم تشرين والكرامة مواقع الكبار إن ساءت نتائجهم وارتفعت وتيرة الأداء عند تشرين والكرامة.
أما مواقع المؤخرة فهي أيضاً متقاربة، لكن ما يخفف حدة المنافسة على الهروب من الهبوط أن فريقاً واحداً سيهبط بعد أن تبرع فريق الجزيرة بالهبوط باستبعاده عن الدوري وشطب نقاطه وهبوطه إلى الدرجة الأولى بقرار اتحادي صادر عن لجنة الانضباط والأخلاق لتخلفه عن مباراة أهلي حلب.
تحدٍ كبير
أظهر فريق الوثبة تحدياً كبيراً في هذا الموسم بعد أن رسم خطوات البطولة بعناية فنال صدارة الذهاب من خلال هذه التحديات، وبالنظر إلى تشكيلة الفريق وما ضم من لاعبين فإن اختيارات إدارة النادي للاعبيها جاءت واقعية وضمن الإمكانيات التي حددها النادي فلم يدخل عالم المنافسة في أسعار اللاعبين، لذلك وجدت أن اللاعبين الذين غالوا في أسعارهم لا مكان لهم في صفوفها فمنحتهم الأذن بالانتقال إلى الفرق التي رفعت الأسعار، فغادره ثمانية لاعبين وعوضهم بعدد مماثل، وقد يكون لسان الحال قائلاً: لم نربح الدوري في الموسم الماضي رغم وجود هؤلاء اللاعبين، فلن نخسر شيئاً بغيابهم!
الوثبة تعامل مع كرة القدم ضمن الأصول فحافظ على الاستقرار الإداري، فلم نشهد أي اضطرابات داخلية، ومنح الصلاحية الكاملة للجهاز الفني مع الحماية التامة والدعم وعزّز مبدأ التعاون، وضمن الفريق وظّف المدرب فراس معسعس إمكانيات لاعبيه لخدمة العمل الجماعي فنتج عن ذلك صدارة مستحقة.
توقفات الدوري ساهمت بحالة من الفتور بالفريق فهبط مستواه بشكل عام وهذا ما وجدناه تحديداً في مباراتي تشرين والكرامة لكنه استعاد ألقه واستجمع قواه بمباراة القمة مع الجيش ففاز وتصدر.
لم يخسر فريق الوثبة أياً من مبارياته، لكنه غرق في بحر التعادل وهذا ما جعله قريباً من مطارديه ولعل نتيجة التعادل كانت السمة الأبرز بين فرق الدوري التي لم تحسم مواقعها القوية وارتضت بأنصاف الحلول، والدليل أن سبع مباريات من أصل عشرة بين أهل القمة انتهت إلى التعادل صفر/ صفر أو 1/1.
الوثبة حقق الفوز على الطليعة 2/1 وعلى الوحدة وحطين 2/ صفر وعلى المجد 1/4 وعلى الجيش 1/ صفر وتعادل مع جبلة وتشرين والفتوة 1/1 ومع أهلي حلب والكرامة صفر/ صفر.
كما حافظ على شباكه نظيفة في خمس مباريات فكان أقوى دفاع مع الجيش بخمسة أهداف دخلت مرماه، وكان ثاني أقوى هجوم مع الجيش وله 14 هدفاً بعد جبلة الذي سجل 20 هدفاً، سجلها كل من: محمد قلفاط أربعة أهداف ووائل الرفاعي ثلاثة أهداف ولكل من أنس بوطة ومعتصم شوفان هدفين، وسجل علي حلوي وجابر خطاب ومحمد عيسى هدفاً واحداً، وهذا يشير إلى أن مهمة التسجيل تولاها خط الوسط والمهاجمون سجلوا ثلاثة أهداف ما يؤكد حاجة الفريق إلى قناص.
واحتسب للفريق ركلتا جزاء سجلها المدافع معتصم شوفان بلقاءي جبلة والمجد، ولم تحتسب عليه أي ركلة جزاء.
تعرض الفريق إلى ثلاث بطاقات حمراء نالها كل من: أدهم غندور في اللقاء مع الوحدة، وإبراهيم العبد الله ومحمد كرومة في مباراة تشرين.
أمجاد النوارس
خلع جبلة ثوب التراجع وبدأ مع هذا الموسم عهداً جديداً كان قد رسمه الموسم الماضي وبدأ يؤتي ثماره يانعة، وسياسة إدارة النادي المتبعة تشبه سياسة الوثبة في عملية التعاقد مع اللاعبين فلم ينجرّ وراء السوق وأسعاره الباهظة وحدد شروطه الاحترافية فمن رضي بها بقي بالفريق أو تعاقد معه ومن لم يرض غادر، فجاءت تشكيلة الفريق بمعظمها من لاعبي النادي يقودها مدرب شاب مجتهد ، والمكسب الكبير للفريق أنه حافظ على هدافه محمود البحر ويحسب لإدارة النادي عنايتها بالقواعد وقد خرج من صلبها الكثير من اللاعبين الذين وجدوا لهم مكاناً في منتخب الشباب، ولا أدل على هذه العناية من أن فريق شباب جبلة يتصدر مجموعته بدوري الشباب دون منافسة قريبة من أحد.
في النتائج فاز جبلة في خمس مباريات أهمها فوزه على الكرامة بحمص قانوناً وتلك رفعت رصيده من النقاط والأهداف في المباراة التي توقفت احتجاجاً على ركلة الجزاء الممنوحة لجبلة، ولو سارت الأمور طبيعية فربما سجل جبلة ركلة الجزاء، وفي المحصلة النتيجة كانت واحدة.
كل فرق الصف الثاني فاز جبلة عليها ففاز على حطين 3/صفر والطليعة 1/3 والمجد 5/2 والوحدة 3/صفر وتعادل مع الفرق الكبيرة بدأها بالوثبة 1/1 وأهلي حلب صفر/ صفر وتشرين والجيش 1/1 وخسر على أرضه أمام الفتوة صفر/1 وهي المباراة الاستثنائية التي لم يقدم فيها الفريق المطلوب، وربما عاش حالة نفسية معينة جراء طلب الفتوة طاقم تحكيم عربي (من الأردن) فغاص في تفاصيل أشغلته عن المباراة!
الزعيم عاد
في هذه الموسم بدأ فريق الجيش عودته إلى قمة الدوري وهو الزعيم بعد أن ابتعد عن اللقب في السنوات الأخيرة لكنه بقي قريباً منه ولم يبتعد عن مربع الكبار في أي موسم من المواسم.
خسر الجيش العديد من لاعبيه بعضهم احترف في الخارج وبعضهم انتقل إلى الأندية الأخرى وعوض ما استطاع من لاعبيه لسد غياب المغادرين.
الجيش كنادٍ لا فوضى في عمله ولا اضطراب فلم يضع فريقه تحت رحمة الاحتراف الأعوج فكان واضحاً في شروطه وتعاقداته واعتمد العمل الجماعي المنظم، كما منح الفرصة للعديد من لاعبيه الشباب الذين سيكون لهم دور في عملية تأهيل وتأسيس للمستقبل.
مرحلة الذهاب بالكامل قادها المدرب حسين عفش، ومع استقالته بنهاية الذهاب كان الاتفاق مع المدرب أيمن الحكيم ليقود الفريق بدءاً من مرحلة الإياب.
الجيش كانت نتائجه متقاربة مع بقية المنافسين على الصدارة وهو يتخلف عن المتصدر الوثبة بفارق نقطة ويتأخر عن جبلة الوصيف بفارق الأهداف، وبذلك حل الجيش بالمركز الثالث وهو الوصيف الثاني للمتصدر وله 19 نقطة.
فاز في خمس مباريات على المجد والفتوة 1/2 وعلى الكرامة وحطين 3/صفر وعلى الطليعة 2/صفر وتعادل في أربع مباريات مع تشرين وأهلي حلب صفر/صفر ومع الوحدة وجبلة 1/1 وخسر مباراة واحدة أمام الوثبة بهدف وحيد وكانت آخر مباراة في الذهاب.
وسجل لاعبوه 14 هدفاً عبر محمد الواكد خمسة أهداف ومحمد شريفة هدفين، وكل من أسامة أومري وأحمد الخصي ومؤمن ناجي ويوسف محمد وعمر الترك ومحمد صهيوني هدف واحد، إضافة إلى هدف سجله مدافع المجد شمس الدخيل بالخطأ في مرماه،
وله ركلة جزاء واحدة سجلها محمد الواكد بمرمى حطين ولم يحتسب الحكام عليه أي ركلة جزاء، وفي حسابات البطاقات الملونة فقد تعرض لحمراء واحدة نالها لاعبه أحمد الصالح في لقاء الوثبة.
جهود ضائعة
العمل الذي قام به فريق أهلي حلب قبل انطلاق الدوري من خلال حشده للاعبين مميزين وتعاقده مع المبرزين جعل الشارع الرياضي الأهلاوي يتفاءل بفريقه خصوصاً أنه دعم مقاعد الاحتياط بلاعبين مؤثرين.
الأهلي عانى من مسألتين مهمتين، أولهما: أنه أخطأ في عقود بعض اللاعبين الذين لم يظهروا بالمستوى المطلوب أو أن التعاقد معهم لم يكن مهماً أو مطلوباً في الأصل، ومع امتلاء كل المراكز باللاعبين إلا أن النادي نسي مركز الهجوم فكان الفريق يفتقد للمهاجم الهداف، وهو يفتقد للمهاجمين بشكل عام.
وثانيهما: إن أمور النادي الداخلية لم تكن على ما يرام وهذا ما انعكس سلباً على الفريق خصوصاً لجهة الحقوق المالية التي قصرت إدارة النادي بسدادها فخسرت المهاجم النيجري أوكيكي الذي لم يصبر على عدم قبض الرواتب.
فضلاً عما سبق فقد خسر الفريق عدداً من نجومه ولاعبيه المؤثرين وفي مقدمتهم المهاجم الهداف محمد ريحانية ومحمد كامل كواية الذين غادرا بعقود احترافية خارجية، وقيل إن مصطفى الشيخ يوسف سيغادر إلى جبلة في الميركاتو الشتوي وهذا ما سنعرفه لاحقاً، والأهم أن مدرب الفريق ماهر البحري غادر الفريق لأن إدارة النادي لم ترمم الصفوف بلاعبين مؤثرين وخصوصاً في خط الهجوم، فتعاقدت الإدارة مع المدرب حسين عفش القادم من فريق الجيش.
الفريق نال 19 نقطة بالتوازي مع جبلة والجيش ويتأخر عنهما بفارق الأهداف وحقق الفوز في خمس مباريات على الكرامة والمجد بهدف وحيد وعلى الوحدة 1/ 2 وعلى الطليعة 3/ 2 وعلى حطين 2/صفر وتعادل مع الفتوة 1/1 ،ودخل مرماه ستة أهداف، وسجل أهدافه المهاجم النيجيري أوكيكي أربعة أهداف ومحمد كامل كواية ثلاثة أهداف ومصطفى الشيخ يوسف هدفين وهدف واحد لأحمد الأشقر وعبد الله نجار
له ركلة جزاء سجلها أوكيكي بمرمى الطليعة، وعليه ركلتان سجل الأولى محمد زينو من الطليعة والثانية نصوح نكدلي من تشرين.
وتلقى لاعباه محمد كامل كواية ومحمد ريحانية البطاقة الحمراء، الأول مع الوحدة والثاني مع جبلة.
الجسر المعلق
تعاقد فريق الفتوة مع 15 لاعباً جديداً من خيرة لاعبي الدوري وحافظ على أغلب نجومه فصار ممتلئ بالنجوم والمواهب سواء في التشكيلة الأساسية أو الاحتياطية، وفتحت إدارة النادي الآمال مشروعة لنيل لقب الدوري بعد أن وقعت شيكاً على بياض من أجل تحقيق ذلك.
لكن الفريق عانى على ما يبدو من قلة الانسجام، فلم يظهر ذاك الفريق المرعب، بل إنه حقق الفوز (بصعوبة ) في بعض المباريات، فيما كانت الصدمة الكبيرة التي تعرض لها الفريق بالخسارة أمام الطليعة 1/2 وقبلها خسر أمام الجيش فكسرت هاتين الخسارتين طموحه، لكن نتائج المنافسين السلبية أبقته بين صفوف الكبار بالآمال نفسها والطموح ذاته.
الفتوة جاء بالمركز الخامس وله 18 نقطة مبتعداً على المتصدر بفارق نقطتين فقط، ففاز في خمس مباريات على تشرين وجبلة 1/صفر وعلى الكرامة والمجد 2/صفر وعلى حطين 3/صفر وتعادل في ثلاث مباريات مع أهلي حلب والوثبة 1/1 ومع الوحدة صفر/ صفر وخسر في مباراتين.
سجل 14 هدفاً ودخل مرماه ستة أهداف، وتصدر علاء الدين دالي قائمة هدافيه بخمسة أهداف يليه باسل مصطفى بثلاثة أهداف وعدي جفال بهدفين، وهدف واحد لكل من: خليل إبراهيم وعبد الرحمن الحسين وصبحي شوفان.
ولم يحتسب الحكام للفريق أي ركلة جزاء، واحتسبت عليه واحدة سجلها عميد بصيلة من الطليعة ولم ترفع بوجه لاعبيه أي بطاقة حمراء.