مجلة البعث الأسبوعية

بعد 17يوماً على الزلزال .. السويداء مستمرة بضيافة وإغاثة المنكوبين

 البعث الأسبوعية- رفعت الديك

سبعة عشر يوماً مرت على حدوث الزلزال.. أيام كانت كفيلة باختبار الشعب السوري ومدى تلاحمه وتماسكه ومدى قدرة مؤسساتنا على التعامل مع الطوارئ التي وصلت اختباراتها إلى درجة زلزال

مشاهد الدمار والموت والخراب التي تسبب بها الزلزال الكارثي في بعض المحافظات السورية دفعت الشعب السوري إلى تناسي الأزمات التي يعيشها فهب لنجدة إخوانهم، ومد يد العون لهم بكل ما أوتوا من قدرة.

وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لإطلاق الحملات وجمع التبرعات النقدية والعينية، وبعد ساعات من الكارثة انطلقت القوافل المحملة بأطنان المساعدات إلى مختلف المناطق المنكوبة.

ولكن كيف تعاملت الجهات الحكومية مع تلك المبادرات وهل استطاعت توجيهها بالاتجاه الصحيح.

 

فرق تطوعية

في السويداء انطلقت أولى قوافل العمل الاغاثي بعد ساعات قليلة من حدوث الزلزال حيث تداعت الجهات الرسمية والأهلية لتنظيم حملات لجمع التبرعات وتجهيز قوافل مساعدات متتالية عبر لجان مشكلة على مستوى الشعب والفرق الحزبية بالتعاون مع المنظمات والنقابات والوحدات الإدارية حيث تعمل تلك اللجان على استقبال التبرعات العينية والنقدية من أهالي المحافظة و توجيهها وفق القنوات المحددة لايصالها للأهالي المتضررين في محافظات حلب وحماه واللاذقية.

وحول تلك الجهود بين أمين فرع الحزب في السويداء الرفيق فوزات شقير أنه منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة تم تشكيل لجان مركزية وفرعية على مستوى الشعب والفرق الحزبية إيمانا منا بنخوة ابناء المحافظة واندفاعهم لاغاثة الاهل المنكوبين وتم حتى اليوم تسير ثلاث قوافل الى المحافظات المنكوبة مقدمة من كافة الفعاليات الاهلية و الاقتصادية و الدينية و المحلية على ساحة المحافظة حيث تم جمع كافة المواد الغذائية و المواد الطبية و الادوية و احتياجات الأطفال من حليب و الحفاظات اضافة الى  الألبسة و الخبز و غيرها من مواد من كافة القرى و البلدات و المدن في المحافظة إضافة الى مبالغ مالية منها ما تم التوجيه للجان الإغاثة في الوحدات الإدارية لشراء المواد العينية و منها ما جرى اضافته الى الحساب المصرفي المخصص بالمصرف التجاري لاعمال الإغاثة

و أوضح الرفيق شقير أن كمية التبرعات كانت كبيرة بفضل تكاتف جهود ابناء المجتمع وكان لرفاقنا البعثيين دور هام في تنسيق هذه الجهود وتوحيدها عبر قيادتهم للعمل في كافة مناطق المحافظة.

وأشار الرفيق أمين الفرع الى عدد كبير من رفاقنا البعثيين والشببين تطوعوا  للمساعدة بإزالة الأنقاض حيث تم التواصل مع المحافظين في كل من اللاذقية و حلب و حماه لارسال فرق تطوعية من قبل أبناء المحافظة عن طريق السيد محافظ السويداء عند الحاجة بعد أن وجدنا حماسا واندفاعا كبيرا من قبل رفاقنا للتوجه الى كافة المحافظات للإسهام بعملية رفع الأنقاض

و لفت الرفيق شقير أن رفاقنا في الفرق والشعب الحزبية  يقومون أيضا بمتابعة أوضاع الاهل القادمين من المناطق التي تعرضت للزلزال حيث قدم اكثر من ٧٠ شخص من تلك المناطق حتى الآن يتم تقديم كل رعاية واهتمام لهم عبر التعرف على احتياجاتهم والتواصل مع الجهات المعنية في المحافظة والهلال الاحمر لتأمينها بالشكل الأمثل.

 

استضافة الوافدين

إعلان كثير من الأشخاص وبشكل إفرادي عن تقديمهم لمنازل وشقق فارغة يمتلكونها للعائلات القادمة إلى المحافظة وإقامة مجانية، كانت احدى من المبادرات التي انطلقت في السويداء تخفيفاً عن الأسر المنكوبة وقد تم  تسجيل قيام مبادرات عائلية تكفل بها أفراد عدد من العائلات بتأمين شقق مفروشة لعدد من العائلات وتقديمها بشكل مجاني مع جميع احتياجات كل عائلة ومنهم من قام بتقديم السكن وتم التنسيق مع المحافظة لتأمين جميع المواد الإغاثية المطلوبة.

وبعد وصول عدد من الأسر من المناطق المنكوبة بالزلزال من محافظتي حلب واللاذقية إلى السويداء تم استقبال الأسر والاهتمام بها من مختلف جهات المجتمع الأهلي وتم تأمين السكن بشكل مجاني وجميع المستلزمات الضرورية من فرش ومأكل وملبس وبسرعة قياسية.

تقول هنا عضو المكتب التنفيذي المختص بالمحافظة رغدة الغوثاني  أنه تم استقبال الأسر الواصلة إلى السويداء من شرفاء المحافظة بحيث تم تأمين المساكن من المجتمع الأهلي والعائلات بشكل مجاني ومن دون أي مقابل، كما تمت استضافة بعض الأهالي لتلك الأسر ضمن منازلهم في حين التحق عدد من الأسر بأقاربهم في المحافظة، كما جرى تقديم جميع المستلزمات من أغذية وفرش وأغطية وغيرها من احتياجات تلك الأسر بعد تواصل المحافظة مع جميع الوحدات الإدارية وإبلاغهم عن وجود أي أسرة من الأسر القادمة من المحافظات المنكوبة لتقديم الدعم اللازم لها من حيث تأمين المواد الإغاثية، علماً أن عدد الأشخاص ضمن الأسر الواصلة إلى المحافظة تجاوز الـ85 شخصاً حتى تاريخه.

منذ اللحظات الأولى

بدوره رئيس غرفة تجارة وصناعة السويداء نبيه بكري أوضح أن الغرفة ومنذ اللحظات الأولى لوقوع كارثة الزلزال، وبالتعاون مع المجتمع المحلي في المحافظة، بدأت بجمع التبرعات العينية، إضافة لفتح حساب مصرفي لمن يود من الصناعيين أو التجار التبرع بمبالغ نقدية.لافتاً إلى أن التبرعات العينية تضمنت مواد غذائية، وحليب أطفال وألبسة شتوية والفواكه للتخفيف من معاناة المتضررين في تلك المحافظات، وتأمين ما أمكن من مستلزماتهم، حيث تم تسيير أربعة قوافل تحمل عشرات الأطنان من المواد الغذائية وغير الغذائية إلى حلب وحماه واللاذقية وجبلة.

مشيراً إلى أن خطة الغرفة في القادم من الأيام بالتوجه لدعم الأسر الواصلة إلى السويداء من تلك المحافظات ودعمها بجميع مستلزمات المعيشية، إضافة إلى دعم الأسر المستورة في المحافظة و(هي ليست بالقليلة) لتقديم المساعدات لها بما يضمن تأمين أبسط احتياجاتها ضمن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه شريحة كبيرة ضمن المجتمع. أهمية وجود رابط يوحد كافة الجهود ووجود عمليات أتمتة لتصل المساعدات إلى مستحقيها.

 

 بلسمة الجراح

الباحثة في علم الإعلام الاجتماعي سها الديك توضح أن الكوارث الطبيعية مثل الحروب ومثل أي موقف صعب يعيشه الإنسان، تترك أثرًا سيئًا جدًا على نفسيته، وخاصة الأطفال، ومن المهم التعامل مع المتعرضين لتلك الكارثة بطريقة مناسبة حتى لا تسوء حالتهم النفسية. معتبرة أن حالة التكافل والتعاضد الاجتماعي التي أبرزها المجتمع السورية عامة تشكل دعماً معنوياً حقيقياً للأهالي المنكوبين ولاشك أنها تساهم كثيرا في التخفيف من آلامهم مؤكدة ضرورة استمرار تلك المبادرات وعدم اقتصارها على فترة محددة خاصة وان حالة عدم الاستقرار سترافق العائلات المنكوبة لفترة ليست بقصيرة.