العاصفة الزلزالية وهول الإشاعات!
وائل علي
لم يسبق أن عانينا من تأثير وهول الإشاعة والضغوط الهائلة والخطيرة التي تولدها، كما عانيناها فترة النشاط الزلزالي الرهيب الضاغط الذي بدأ فجر السادس من شباط 2023، ولا يزال، بفضل السوشيال ميديا التي وجدت ضالتها ليس في تناقل أخبار وقائع الكارثة الزلزالية التي لا نزال نعيش وقائعها المأساوية كلّ لحظة فحسب، بل في تأليف وتوليف وتلفيق القصص والروايات الصحيحة وغير الصحيحة من سيل التحليلات والتنبؤات التي أخذت شكل التنجيم والتبصير وقراءة الكف والفنجان أحايين كثيرة، ما أشاع حالة من الرعب والذعر والهلع والتخبط الذي أوهن العزيمة وجعل البعض ريشة في مهب الريح في ظل الضعف والتردّد الواضح لدور مؤسساتنا العلمية البحثية والإعلامية واللوجستية في “معركة” المواجهة الزلزالية، والتعامي عن توظيف “الميديا” على أوسع نطاق لبثّ رسائل التطمينات والتعليمات والتوجيهات، وتقديم الحقائق والمعلومات المستجدة في لحظتها قبل أن تبتلعها وتلتهمها الصفحات الكاذبة عبر بث الرسائل النصية وتنشيط صفحات التواصل الاجتماعي الرسمية المهجورة، بدل أن نترك هائمين على وجوهنا ولاسيما في ظلّ غياب الكهرباء المزمن، الأمر الذي من شأنه قطع دابر الإشاعة التي تتقاذفنا في أرضها قبل انتشارها واستفحالها وهو ما لم يحصل مع الأسف؟!.
صحيح أن تجربتنا مع الزلازل حديثة العهد لكن ذلك لا يعني أبداً أن يغيب عن بال مؤسساتنا وإداراتنا ووزاراتنا التعاطي المقبول مع الكوارث الطبيعية، ولاسيما أننا بلد لا يزال ينفض عنه غبار حرب اندلعت على السوشيال ميديا قبل الميدان، ما يفترض أن ندرك أهمية توظيف المنصات الإلكترونية وتوجيهها بالشكل الذي نريد، ولدينا جيوش إلكترونية وهناك عشرات التحذيرات والإنذارات التي سبقت العاصفة الزلزالية بأيام كانت كافية لتوخي الحيطة والحذر أكثر من ذلك، وها نحن اليوم في عين يوم العاصفة الثامن عشر ولا أحد يستطيع تحديد متى تنجلي أو تتوقف بحكم الطبيعة، وما زال أمامنا الكثير لكسب تلك المعركة.
ALFENEK1961@YAHOO.COM