كليموف: واشنطن تُعدّ للحرب في تايوان على غرار أوكرانيا
موسكو – تقارير:
لا يزال مسلسل التخبّط الأمريكي عنصراً مميِّزاً للمشهد العالمي الحالي، فالولايات المتحدة لا تنفكّ عن محاولات زعزعة استقرار الدول المنافسة لها سواء عبر إشغالها بنزاعات مع جيرانها كما حدث بين روسيا وأوكرانيا، أم عبر فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية عليها حتى لو ثبت لها أن هذه العقوبات غير مجدية على المدى البعيد، وإنما ستؤدّي إلى مزيد من التحالفات بين الدول المستهدفة في مواجهة الهيمنة الأمريكية.
وفي هذا الشأن، أكّد رئيس لجنة حماية سيادة الدولة في مجلس الاتحاد الروسي أندريه كليموف أن الولايات المتحدة الأمريكية تُعدّ مسرحاً للعمليات العسكرية في تايوان كما فعلت في أوكرانيا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن كليموف قوله في تصريح: “لا تخفي الإدارة الأمريكية أنها تقوم بتحضير المسرح لعمليات قتالية في تايوان، تماماً كما تصرّفت في فترة سابقة في أوكرانيا”، مشيراً إلى أن “واشنطن تواصل تسليح وتدريب الجيش التايواني في هذا الإطار”.
وأضاف كليموف: “كلّما قلت مناطق الخطر التي تنظمها الولايات المتحدة في تايوان، كان ذلك أفضل للجميع”، مشدّداً على أن “الجانب الروسي يحاول الوقوف مع الصين ودعمها على جميع المنصات الدولية”.
ويزداد الوضع حول تايوان توتراً في ظل الإصرار الأمريكي على تقديم المزيد من الدعم العسكري لها، وهو ما تعدّه الصين تحريضاً واضحاً للنزعات الانفصالية في الجزيرة.
وفي شأن آخر، أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن شبه جزيرة القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، ولن تعود إلى سيطرة أوكرانيا مجدّداً.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيسكوف قوله في تصريح صحفي رداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين بإمكانه تصوّر أي ظروف يمكن بموجبها عودة شبه جزيرة القرم إلى سيطرة أوكرانيا: إن القرم جزء لا يتجزأ من روسيا ولا يمكن تصوّر مثل هذه الظروف.
وأكّدت روسيا أكثر من مرة أن سكان شبه جزيرة القرم صوّتوا من أجل إعادة توحيدهم مع روسيا على نحو ديمقراطي في عام 2014، في امتثال كامل للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن قضية شبه جزيرة القرم أغلقت نهائياً.
وحول حزمة العقوبات الغربية الجديدة ضد روسيا اعتبر بيسكوف أن هناك عجزاً في اختيار الأفراد والكيانات الحكومية لفرض العقوبات عليها من الغرب، وهذا يفسّر عدم منطقية ضمّ أفراد وشخصيات اعتبارية إلى قائمة العقوبات المفروضة ضدّ روسيا، لافتاً إلى أنه من الواضح أن هذا النشاط سيستمر، وسيتم بطريقة سخيفة اختيار كيانات قانونية وأفراد جدد، لضمّهم للعقوبات.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية وسعت الجمعة الماضية العقوبات المفروضة على روسيا وبيلاروس بما في ذلك فرض قيود على الصادرات، وأدرجت وزارة الخارجية الأمريكية 76 منظمة من روسيا في قائمة العقوبات، إضافة إلى شركات من دول أخرى، ويوم السبت الفائت قدّم الاتحاد الأوروبي الحزمة العاشرة من العقوبات ضد روسيا شملت 87 فرداً و34 شخصية اعتبارية.
وحول الخطة الصينية للسلام في أوكرانيا، قال بيسكوف: إن أيّ خطط من شأنها أن تسهم في نقل الصراع إلى مسار سلمي تستحق الاهتمام، ونتعامل مع خطة أصدقائنا الصينيين باهتمام كبير.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعدّ تدابير جوابية على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وكندا ضدها، وذلك وفقاً لمبدأ المعاملة بالمثل.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في بيان اليوم: نُعدّ من جانبنا تدابير جوابية، بحيث تكون أكثر تأثيراً على واشنطن وأوتاوا، مشيرة إلى أنه في الظروف التي يتصرّف بها الغرب بقيادة الولايات المتحدة بعدوانية كبيرة سيتم بناء الإجراءات الروسية المضادة على أساس مبدأ المعاملة بشكل صارم بالمثل.
وفرضت الدول الغربية ومن بينها كندا حزماً متلاحقة من العقوبات على روسيا، أدّت إلى خلق أزماتٍ أثرت بشكل كبير على اقتصاداتها.
وكان نائب رئيس مجلس النواب بالبرلمان الكندي ستيفان بيرجيرون أكد في الـ15 من الشهر الجاري أن العقوبات الاقتصادية التي فرضتها كندا على روسيا تعبّر عن غباء مطلق، وتأتي بنتائج عكسية.
وفي السياق ذاته، أكّدت زاخاروفا أن عقوبات كوريا الجنوبية ضد روسيا ستؤثر في التعاون بشأن التسوية في شبه الجزيرة الكورية.
وقالت زاخاروفا في بيان نقلته وكالة سبوتنيك: نشعر بخيبة أمل عميقة من هذا القرار الذي اتخذته سيؤول، بشكل يتماشى مع النهج المعادي لروسيا من الغرب الجماعي بقيادة واشنطن، وبأمر منها.
وأضافت زاخاروفا: دون شك هذا سيضرّ بالتعاون الروسي الكوري الجنوبي الذي تأثر فعلاً عقب انضمامها إلى الحزمة الأولى من عقوبات الغرب الجماعي على روسيا.