أخبارصحيفة البعث

شهيد فلسطيني وإحراق مئات المنازل والمركبات نتيجة إرهاب المستوطنين في نابلس

الأرض المحتلة – تقارير:

نفضت بلدة حوّارة في نابلس بالضفة الغربية المحتلة عنها صباح الإثنين غبار الهجمة الوحشية العنصرية التي نفّذتها عصابات الإرهاب الصهيوني، جاء ذلك في وقتٍ شدّدت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها القمعية على مداخل البلدة وبلداتٍ أخرى في نابلس، بينما أُصيب عشرات الفلسطينيين بينهم عدد من الطلبة نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم في بلدة بيت أمّر ومخيم العروب شمال الخليل، ونفّذت عصابات المستوطنين اعتداءاتٍ أخرى في الأغوار الشمالية ورام الله.

وجاءت هذه التطوّرات بعد عملية حوّارة البطولية التي اعترف قادة الاحتلال بصعوبتها وفشلهم في توقّعها ومنعها، إذ زار وزير ما يسمّى الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت موقع العملية الفلسطينية في حوارة، وأعرب عن تخوّفه “من أيام معقدة وصعبة”.

وقال غالانت: إنّه “أوعز إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية بالاستعداد الكامل وتعزيز النشاط على الأرض”.

من جهته، اعترف المراسل العسكري في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية ليف رام بأن المستوطنين قاموا بهجوم إرهابي على المدنيين الفلسطينيين في حوّارة، قائلاً: “لقد دخلوا القرية من كل الاتجاهات، وبدؤوا بإحراقها وتدميرها”.

وتحدّث المراسل العسكري عن الفشل في العثور على منفّذ العملية، على الرغم من وجود حواجز حول نابلس.

من جانبهم أيّد أعضاء “كنيست” من حزب “عوتسما يهوديت”، الاعتداءات الإرهابية الواسعة التي نفّذها المستوطنون في بلدة حوارة، وقال رئيس ما يسمّى لجنة الأمن القومي في الكنيست تسفي فوغيل: إنّ “حوارة مغلقة ومحروقة، وهذا ما أريد أن أراه، وهكذا فقط سنحقّق الردع”.

واستفاق الفلسطينيون في قرية حوّارة شمال الضفة الغربية المحتلة، على آثار الدمار والتخريب التي وقعت خلال ساعات الليل على يد مستوطنين أحرقوا أكثر من 30 منزلاً و100 مركبة، إضافةً إلى الأشجار المتفحّمة والنوافذ المحطمة.

وحسب مصادر فلسطينية، أصيب أكثر من 150 فلسطينياً باعتداءات قوات الاحتلال ومستوطنيه، وجرى إحراق 52 منزلاً فلسطينياً و130 سيارة فلسطينية، كذلك تم تحطيم سيارة للدفاع المدني.

ومساء الأحد، أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية استشهاد سامح حمد الله أقطش 37 عاماً متأثراً بجروحٍ بالغة أصيب بها بالرصاص الحي، نتيجة اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة قرب نابلس.

وواصلت قوات الاحتلال إغلاق مداخل ومخارج بلدات حوارة وعورتا وزعترة والمربعة وبيتا جنوب نابلس، بينما فرضت قيوداً مشدّدة على حركة الفلسطينيين على مدخل بلدة صرة في جنوبها الغربي، وكثفت حواجزها على مداخل المدينة.

وفي سياقٍ متصل، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الظهر الواقعة في بلدة بيت أمّر شمال الخليل، وأطلقت وابلاً من قنابل الغاز السام على الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق، بينما اعتدت على طفل فلسطيني في مخيم العروب قبل أن تعتقله، كما أصيب عدد من الطلبة الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال عليهم في مخيم العروب، شمال مدينة الخليل.

كذلك أغلقت قوات الاحتلال الطريق بين عاطوف وتجمعات الأغوار الشمالية، ومنعت الفلسطينيين من الدخول للمنطقة.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال حي عين اللوزة في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى وبلدة الطور شرق القدس المحتلة.

من جانبهم اعتدى مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم، في الأغوار الشمالية ورام الله بالضفة الغربية.

وذكرت وكالة وفا الفلسطينية، أن مستوطنين اعتدوا على الفلسطينيين في خربة يرزا ووادي المالح بالأغوار الشمالية، وهاجموا منازلهم وحطموا محتوياتها، ودمّروا خزانات المياه فيها.

من جهة أخرى، اعتدى مستوطنون على الأراضي الفلسطينية في منطقة رأس العقبة بقرية سنجل شمال شرق رام الله، وقطعوا أكثر من 80 شجرة زيتون، وأتلفوا المحاصيل الزراعية فيها.

كذلك أحرق مستوطنون سيارة على طريق المعرجات غرب أريحا، تزامناً مع إغلاق طريق المعرجات ومفترق قرية مخماس شرق رام الله، ومنع الفلسطينيين وسياراتهم من المرور.

وفي قطاع غزة المحاصر، اعتدت قوات الاحتلال المتمركزة على الأطراف الشرقية للقطاع الليلة الماضية بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام على مظاهرة مندّدة بالعدوان الإسرائيلي ببلدة حوارة والقرى المجاورة جنوب نابلس، ما أدّى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين بجروح، وتعرض عشرات آخرين لحالات اختناق.

سياسياً، أكدت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية أن العدوان الذي شنّه المستوطنون بحماية قوات الاحتلال على الفلسطينيين ومنازلهم وممتلكاتهم في بلدات عدة جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية هو إرهاب منظم.

وأوضحت الخارجية في بيان، أن إحراق المنازل والمركبات يعيد إلى الأذهان جرائم إحراق المستوطنين لعائلة دوابشة ومحمد أبو خضير والمسجد الأقصى ومجزرة الحرم الإبراهيمي، وغيرها من المجازر التي ارتكبتها عصابات المستوطنين قبل النكبة وبعدها، مشيرةً إلى أن هذه الجرائم تصل إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومُطالبةً المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ووضع حدّ لإفلات المجرمين الإسرائيليين من العقاب.