حديث الصباحصحيفة البعث

طوارئ الحالة الطارئة

غالية خوجة

ما المتوقع من الجهات المعنية على صعيد الإسراع الإسعافي لمواجهة آثار الزلزال، بما في ذلك إيجاد سكن إنساني للمتضرّرين وتدعيم المباني بعد الحرب والكارثة؟ أين الإدارات الرائية المبصرة المتعاضدة بسرعة تسابق الزمن؟

بلا شك، ظهرت البنية الجوهرية للسوريين في الأتراح قبل الأفراح، ولمع التضامن والتكافل الإنساني الاجتماعي بوجّهه الناصع في الحرب والزلزال، لذلك، لا بدّ من قراءة الواقع من كافة جهاته وأبعاده وفضاءاته الحاضرة والغائبة، الواضحة والمسكوت عنها، لأننا بشر نصيب ونخطئ ونشخّص المصاب الكبير لنجد الحلول الإسعافية والطارئة والدائمة والمستدامة من أجل مواصلة الحياة في سوريتنا الحبيبة، ولاسيما بعد اضطراب الجاذبية لتفعيل طوارئ ما بعد الطارئة بأقصى طاقة إيجابية، ومنها الإسراع في بناء مناطق سكنية عاجلة للمتضرّرين كإجراء إسعافي مؤقت، وبناء مساكن لهم مستدامة بدل مساكنهم، مع ملاحقة المسؤولين قانونياً عن الأبنية التي تهدّمت، واشتراط أن تكون المباني مضادة ومقاومة للزلزال مثل أرواح المواطنين السوريين وأولهم جيشنا العربي السوري.

كما لا بدّ من التدعيم العاجل للمباني المتضرّرة، وهنا، لا بد من ضرورة الدعم المادي للسكان لإصلاح مبانيهم وبيوتهم ومحلاتهم، والدعم المادي ليس قرضاً للمواطن الذي يعيش بالمعلوم، بل من خلال إنشاء جهة رسمية وصندوق رسمي ليتمّ التكفل بكلّ الحالات ومنها إعادة البناء والتدعيم والترميم، وبإشراف هذه الجهة وفريقها وعمالها وكادرها، أي ألا تكون المساعدة المادية نقداً للمواطن المتضرّر، بل تستلمها الجهة ذاتها وتتابع في كلّ محافظة مع الإدارات المعنية ونقابة المهندسين حالات الضرر، وتقاريرها، وتكون على أرض الواقع مع الفريق الهندسي المعيّن ومخطّطه وورشته لكل بناء بحاجة إلى التدعيم والترميم إلى مرحلة الانتهاء والتسليم.

وتجدرُ الإشارة إلى إمكانية توظيف المساعدات المادية الإنسانية المحلية والدولية من أجل إعادة البناء تبعاً لاعتبارات ومعايير جغرافية الأرض، وتبعاً لأولوية الضرر التي تكون لمن فقد بيته، وتدعيم وترميم البيوت الأخرى.

أثق بأننا قادرون على التطبيق فيما لو اقتنعنا بهذه الإجراءات الضرورية الطارئة لحالتنا الطارئة، فلا يمكن أن نترك الأمور معلقة بالهواء أو بالصدمة وعدم التبصر والتنسيق، ونقول لسكان مبنى متضرر: إنها مسؤوليتكم، وعلى حسابكم، وهذه تقاريرنا، وعليكم أن تدفعوا لهذه الخبرة وإجراءاتها وأوراقها وطوابعها وتواقيعها، علماً أن بعض المهندسين من ذوي الخبرة تتضارب آراؤهم، فمنهم من يقول عن أضرار المبنى ذاته بأنه بحاجة إلى تدعيم عاجل للجسور والأساس، ومنهم من يقول تدعيم عاجل للقبو الأساسي، ومنهم من يقول: الترميم يكفي رغم أن التشققات والأضرار الخطيرة واضحة للعيان!!

ولأننا بحالة طوارئ فلا بدّ أن تكون الجهات المسؤولة عن هذه الشبكة في حالة دوام استثنائي يمتد 24 ساعة في اليوم، وأن تكون لها مواقع إلكترونية رسمية فاعلة ومتفاعلة لتقديم الطلبات والاستفسارات والاستشارات، وأن يكون لديها أكثر من وسيلة اتصال فاعلة مثل الهواتف والواتس آب وسواها، وأن تكون الكهرباء موجودة أيضاً.

ولا بدّ أن الغالبية تتساءل: لماذا ليست هناك إجراءات احترازية أيضاً؟ من المسؤول؟ أين القانون؟ ولماذا لا يتمّ تفعيل العقل والفعل الاحترازي وخططه الوطنية ضمن تشبيك مناسب تتداخل فيه كلّ الجهات؟!