بوتين: سنستخدم كل الوسائل الضرورية لحماية أمننا القومي
موسكو- تقارير
في ظل إصرار غربي واضح على إضعاف روسيا وهزيمتها استراتيجياً باستخدام النظام الأوكراني، وإشرافه غير المحدود على العمليات المزعزعة لأمن روسيا واستقرارها عبر الإرهاب وتجنيد المرتزقة والحروب السيبرانية وغيرها من الوسائل، فضلاً عن الحرب الاقتصادية والدبلوماسية والاستخبارية، صار لزاماً على الاتحاد الروسي أن يتعامل مع هذه الحرب القذرة حسب نيّاتها الحقيقية، وبالتالي لا بدّ من التركيز على الأمن القومي الروسي الذي يجب حمايته بكل الوسائل المتاحة لأن الحرب أصبحت حرب وجود، بمعنى أن الغرب يسعى فعلياً إلى تحطيم روسيا وتقسيمها ونهب ثرواتها وإلغائها من الخريطة السياسية للعالم، ما يعني أن الردّ ينبغي أن يكون منسجماً مع هذا التصوّر.
وفي هذا السياق، أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستستخدم كل الوسائل الضرورية لمواجهة أي تهديد لأمنها القومي والردّ عليه، لافتاً إلى أن أولوية العمل المقبل تنصبّ على تنفيذ مهام العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقال بوتين خلال مشاركته اليوم في اجتماع مجلس قيادة هيئة الأمن الفيدرالية الروسية: إن الأولويات الرئيسية لعمل الهيئة خلال المرحلة المقبلة هي الاستمرار في مساعدة القوات المسلحة والحرس الوطني الروسي في تنفيذ مهام العملية العسكرية الخاصة، بما في ذلك دعم وحدات الجيش بجميع أنواع الأسلحة والذخائر، وتقوية وحدات الاستطلاع ومكافحة استطلاع العدو، وتعزيز مكافحة التجسس والتبادل السريع للمعلومات المهمة.
ونوه بوتين بقدرة الأمن الفيدرالي على التعامل مع مهام معقدة وغير نمطية خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ما أكسبه خبرة هناك إضافة إلى محاربته بنشاط الإرهاب والجريمة المنظمة والفساد والتطرّف.
وشدّد بوتين على ضرورة تعزيز جهاز الأمن الفيدرالي عمله على الحدود الروسية الأوكرانية، وأن يضع حاجزاً أمام مجموعات التخريب الأوكرانية، وإيقاف محاولات النقل غير المشروع للأسلحة والذخيرة إلى أراضي روسيا بحيث يكون الجزء الروسي الأوكراني من حدود الدولة تحت مراقبة خاصة من حرس الحدود التابع لجهاز الأمن الفيدرالي.
وفي هذا الإطار، أكد بوتين أن تأمين وتعزيز التبادل مع المناطق الجديدة، ومساعدة المدنيين هو هدف أساسي لدى روسيا، إذ يجب تعزيز الأمن القومي للبلاد وحماية الدولة والمجتمع وحقوق وحريات المواطنين.
وقال بوتين: من الضروري تحديد ووقف الأنشطة غير القانونية لأولئك الذين يحاولون تقسيم المجتمع الروسي وإضعافه باستخدام الشعارات الانفصالية، والنزعات القومية والنازية الجديدة وكراهية الآخر، محذّراً من أن هذه المحاولات استُخدمت وباتت اليوم تعمل على تنشيط كل هذه الحثالة على أرضنا.
وأكد بوتين أن نظام كييف يستخدم أساليب الإرهاب، فزيادة التهديدات الإرهابية مرتبطة بمحاولات نظام كييف والغرب إحياء خلايا المتطرّفين والإرهابيين أي (أصدقائهم القدامى) على الأراضي الروسية، مضيفاً: نحن ندرك ذلك جيداً فقد استخدموها في دونباس فترة طويلة.
كذلك شدّد الرئيس الروسي على ضرورة مكافحة التطرّف بشكل فعّال، وخاصة في ظل ازدياد عدد الجرائم المرتبطة به خلال العام الماضي، مشيراً إلى تكليف جهاز الأمن الفيدرالي بالتصدّي لمحاولات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للانخراط في الأنشطة الإرهابية والمتطرّفة.
وفي سياق ذي صلة، اعتبر بوتين أن الشباب هم أكثر الفئات عرضة للخطر، وتأثراً بدعاية المتطرّفين، ما يتطلب استمرار العمل لوقف تصرّفات أولئك الذين يستخدمون الإنترنت والشبكات الاجتماعية بغية الترويج لأيديولوجية الإرهاب والتطرّف، وكذلك الذين يحاولون تجنيد المواطنين الروس في التنظيمات الإرهابية.
من جهة أخرى، بيّن بوتين أن روسيا تولي اهتماماً جاداً لقضايا الأمن الاقتصادي، ومكافحة الفساد وحماية الفضاء الرقمي لها والبيانات الشخصية.
إلى ذلك، انتقدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا سياسة العقوبات الأوروبية ضد موسكو، وقالت: إن الاتحاد الأوروبي أخطأ في جميع توقعاته بشأن تداعيات عقوباته التي فرضها مؤخراً على موسكو.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها اليوم: إن “الاتحاد الأوروبي أخطأ مرة أخرى في توقعاته حول فعالية العقوبات حين فرض الحزمة العاشرة من القيود، كما أن أوروبا تقتل سيادتها الاقتصادية، إذ إن القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على التجارة مع روسيا لن تؤدّي إلا إلى زيادة اعتماده على المنافسين المباشرين”.
وأوضحت زاخاروفا أن تهديدات الاتحاد الأوروبي بمعاقبة دول ثالثة بسبب عدم امتثالها للعقوبات المفروضة على روسيا لن تؤدّي إلا إلى زيادة رفض السياسة الغربية من بقية العالم.
وكانت البعثة الدائمة لروسيا لدى الاتحاد الأوروبي شدّدت في وقت سابق على أن الحزمة العاشرة من العقوبات الأوروبية ضد موسكو تفتقر للشرعية، وأكدت أن هذه الحزمة لن تمرّ دون رد.