قراءة في ذهاب الدوري الكروي الممتاز.. تشرين عاد للظهور والمنافسة والكرامة لا جود إلا بالموجود.. والوحدة ضاع وسط الزحام
البعث الأسبوعية- ناصر النجار
نستكمل اليوم الحديث عن فرق الدوري الكروي الممتاز وما قدمته في مرحلة الذهاب، ونعرّج على النتائج والأرقام المسجلة وذلك بعد أن تحدثنا في العدد الماضي عن فرق المقدمة الخمسة (الوثبة وجبلة والجيش وأهلي حلب والفتوة).
اليوم نستكمل الحديث فنستعرض أحوال وأوضاع فرق تشرين والكرامة والوحدة ونتابع بعد ذلك بقية الفرق من الترتيب التاسع وحتى الحادي عشر الذي يضم فرق حطين والطليعة والمجد، إضافة للجزيرة الذي لم يستمر في الدوري وجاء قرار استبعاده وشطب نتائجه وهبوطه للدرجة الأدنى بعد انسحابه من مباراة أهلي حلب.
الموسم الحالي يعتبر من أصعب المواسم التي مرت على الدوري بشكل عام في كل الدرجات والفئات، وأهم مشكلة عانى منها الدوري الممتاز على سبيل المثال التوقفات المتكررة الطويلة بعضها جاء بسبب معسكرات ومباريات المنتخب الأول والأولمبي، وبعضها الآخر بسبب المحروقات أو الكوارث الطبيعية ونقصد هنا الزلزال العنيف الذي ألم ببلادنا.
والحديث اليوم عن استكمال الدوري مازال جدلياً وغير واضح المعالم وهناك أكثر من نادٍ يطالب بتعليق المشاركة بالدوري الكروي الممتاز وعدم استكمال الموسم وهي: جبلة والكرامة وتشرين وحطين والطليعة، والحبل على الجرار ومن الممكن أن تستجيب فرق أخرى لهذه الدعوات، على العموم فإن الأمور لم تحسم بعد واتحاد كرة القدم يبحث عن حل مرض للجميع.
بكل الأحوال فالحديث عن مرحلة الذهاب لن يغير من الأمر شيئاً، وهذه الفرق التي نستعرضها اليوم تتمنى لو يعلق الدوري هذا الموسم لأنها لم تظهر بشكل جيد ولم تقدم الأداء المطلوب وابتعدت عن المنافسة، والأمنية نفسها تتمنى بقية الفرق المهددة بالهبوط حدوثها.
عودة البحارة
جميعنا يعلم الظروف التي مر بها فريق تشرين مطلع الموسم بعد وفاة رئيس النادي طارق زيني بحادث سير أليم، فتاه النادي وسط فاجعة كبيرة خلفت حزناً عميقاً وطويلاً، وهذا بدوره أثر على الفريق بشكل عام فاختل ميزانه وفقد توازنه ولم يقدم المستوى الذي يدل على شخصيته ولم يحقق النتائج التي تضعه في موقع الدفاع عن اللقب الذي حازه في المواسم الثلاثة الماضية توالياً.
فخسر الفريق مطلع الموسم عدة لاعبين بارزين كمحمد كامل كواية ويوسف الحموي المنتقلين إلى أهلي حلب وباسل مصطفى الذي غادر إلى الفتوة والحارس احمد الشيخ الذي وقف مدافعاً عن خشبات الكرامة، كما فسخت عقد المحترف البرازيلي وايرلي دي أوليفيرا بعد خمس مباريات.
وبالمقابل استطاع استقطاب العديد من اللاعبين من الأندية الأخرى وعددهم أحد عشر لاعباً باستثناء أحمد العمير ومحمد حمدكو ومحمد صهيوني وياسر شاهين فقد تم فسخ عقودهم إما قبل الدوري أو بعد مباريات عدة من الذهاب وعلى ضوء ذلك تم تشكيل فريق مرضٍ إلى حد ما لكن النتائج والأداء لم يكونا بالشكل المطلوب فتعاقب عدة مدربين على قيادة الفريق أولهم رأفت محمد الذي استقال بعد ثلاث مباريات ثم هشام كردغلي وقد استقال بعد ثلاث مباريات أيضاً وأخيراً وجدت إدارة النادي ضالتها في المباريات الأربع الأخيرة مع المدرب محمد عقيل.
حقق تشرين نتائج مهمة في الدوري فمع الفرق الكبيرة فاز على أهلي حلب وخسر أمام الفتوة بهدف وتعادل مع الجيش وجبلة والوثبة، ومن نتائجه أيضاً فوزه على المجد 2/صفر وعلى الوحدة 1/صفر وتعادله مع الطليعة والكرامة صفر/صفر وخسارته أمام حطين صفر/1.
تشرين احتل المركز السادس برصيد 14 نقطة وسجل سبعة أهداف ودخل مرماه خمسة أهدافه، سجل أهدافه كل من محمد مالطة ونصوح نكدلي هدفين وهدف واحد لكل من: محمد أسعد وعلي بشماني وخالد مبيض، له ركلة جزاء واحدة سجلها نصوح نكدلي بمرمى أهلي حلب ولم تحتسب عليه أي ركلة جزاء، كما لم يخرج أي من لاعبيه بالطاقة الحمراء.
في المباريات الأخيرة تحسن الفريق ويكفي أن نقول إنه حاز على 11 نقطة في مبارياته الخمس الأخيرة وهذا دليل على تعافيه، وإذا علمنا أنه يبتعد عن المتصدر بفارق ست نقاط فهذا مؤشر إلى أن عودته إلى ساحة المنافسة قد تكون قريبة وخصوصاً إذا وفق في المباريات الأولى للإياب.
هجوم عقيم
رغم أن الكرامة لم يكن ذلك الفارس في المواسم القليلة الماضية إلا أنه كان هذا الموسم أكثر سوءاً من ذي قبل ولم يستطع تحقيق النتائج التي يتوق إليها جمهوره رغم أنه عزز صفوفه بكوكبة من اللاعبين الجيدين واستعاد عدداً من لاعبيه ورفّع من الشباب اللاعبين البارزين الذين ينتظرهم مستقبل واعد منهم ثلاثة انضموا إلى منتخب الشباب.
ولم يفرط الكرامة إلا ببضعة لاعبين منهم حارسي مرمى، ولم يكن غيابهم مؤثراً على تشكيلة الفريق أو عموده الفقري، لكنه منذ البداية عانى من العقم الهجومي وهذه علّة الكرة السورية، لكن ظهورها كان في الكرامة واضحاً.
العقم الهجومي بدأ منذ فترة الاستعداد وتبين أن خط الهجوم عقيماً وبحاجة إلى تغيير في أسلوب اللعب والتعاقد مع مهاجمين قادرين على هز الشباك لكن فشلت إدارة النادي بردم هذه الهوة، الفريق لعب خمس مباريات في البداية أربع منها انتهت إلى التعادل السلبي مع المجد والوحدة وأهلي حلب مرتين وواحدة خسرها أمام الطليعة 1/2، وشارك في دورة الصحفيين فتعادل مع المجد وأهلي حلب صفر/صفر، ثم تعادل مع الطليعة نصف النهائي 2/2 وخسر بركلات الترجيح، وخسر النهائي أمام المجد صفر/1.
كما تعاقد مع مهاجم برازيلي هو جواو سافيو سانتوس لكنه فسخ عقده بعد الأسبوع السادس من الذهاب لعدم جدارته، كما فسخ عقد عبد الرزاق البستاني لإصابته.
تدريبياً تولى قيادة الفريق فواز مندو حتى منتصف الذهاب، وجاء بديلاً عنه أحمد عزام، ولم يحقق الكرامة أي نتيجة جيدة مع سابقيه بالترتيب والفوزان اللذان حققهما كانا على المتأخرين الوحدة والمجد بهدف وحيد في كل مباراة، ومع فرق المقدمة خسر أمام أهلي حلب بهدف وأمام الجيش بثلاثة أهداف نظيفة ومع الفتوة صفر/2 ومع جبلة صفر/3 قانوناً لاعتراضه على ركلة الجزاء التي احتسبت عليه وقد امتنع عن استكمال المباراة وساد الهرج والمرج في الملعب وأصيب حكم الخط الثاني بالحجارة فاستحال استكمال الدقائق الأخيرة من الوقت بدل الضائع، ولقي الكرامة عقوبات مالية كبيرة وسيلعب مباراته القادمة على ارضه بلا جمهور مع توقيف عضو الإدارة مباراة واحدة إضافة إلى توقيف أربعة لاعبين لثلاث مباريات قادمة، وهذا كله يضعف الفريق في مطلع الإياب نظراً للنقص المؤثر بصفوفه،
فيما تعادل الفريق في أربع محطات مع تشرين والطليعة والوثبة صفر/صفر ومع حطين 1/1.
يحتل الفريق المركز السابع وله عشر نقاط، وهو الأضعف هجوماً فسجل ثلاثة أهداف عبر البرازيلي سافيو سانتوس وعمرو جنيات وإبراهيم الزين،
ولا يوجد له أو عليه أي ركلة جزاء ويحمل عبد الملك عنيزان البطاقة الحمراء بلقاء جبلة وتم توقيف اللاعبين تامر حج محمد وهمام أبو سمرة ومصعب بلحوس ثلاث مباريات لتداعيات شغب المباراة مع جبلة.
أجواء مضطربة
منذ زمن وباء كورونا ونادي الوحدة ليس بخير رغم أنه يملك أفخم منشأة في أفخم منطقة وسط دمشق مملوءة بالأموال والاستثمارات، ولكن على ما يبدو أن هذا النادي صاحب الجماهيرية الأكبر في المنطقة الجنوبية أصابته عين، لدرجة أن أبناء النادي مختلفون على محبة النادي، وما زاد الأمر سوءاً تقارير الرقابة المالية والرقابة والتفتيش التي أشعلت صراعاً ما بعده صراع بين الإدارات المتعاقبة عن المال الضائع أو المال المهدور، وصارت قصة النادي علنية على وسائل الإعلام وقضاياه تعج بالمحاكم المختصة ولا أمل قريب بشفاء النادي من أمراض الطمع والطعن في القريب العاجل.
وإزاء هذا الوضع الذي لا يسر صديقاً ولا عدواً يبقى التساؤل المحق: من وراء كل ذلك؟ هل إدارات النادي الضعيفة المتعاقبة التي سارت بالنادي نحو المجهول؟ أم إن وراء الأكمة ما وراءها؟
الواقع الإداري الصعب فرض على النادي التنازل عن قوته كأبرز المنافسين الأقوياء وقد حاز في سنوات خلت على الألقاب والبطولات سواء في كأس الجمهورية أو الدوري الممتاز وإن فشل في تحقيق اللقب بأحد المواسم فيجب أن يكون بقرب البطل بين الأربعة الكبار، لكنه تراجع مؤخراً بشكل مخيف إلى وسط اللائحة واليوم أقرب إلى المؤخرة بموقع لم نعتد أن نرى النادي البرتقالي فيه.
تأخرت إدارة ماهر السيد في العودة إلى قيادة النادي، وبالفترة التي قبلها كان الوضع ضبابياً فغادر الفريق أبرز لاعبيه إلى الأندية الأكثر استقراراً ودفعاً للمال، وبهذه الفترة ابتعد حوالي ثمانية لاعبين يشكلون العمود الفقري للفريق، فيما التعاقدات الجديدة كانت أقل من المطلوب واللاعبون الجدد لم يكونوا بمستوى المغادرين وعلى مبدأ (مكره أخاك لا بطل) اضطرت إدارة النادي للاستعانة ببعض اللاعبين الشباب سواء من نادي المحافظة أو الجهاد أو من فريق شبابها، ووقتها أعلن النادي عن استراتيجيته الجديدة المبنية على فريق جديد فتي وشاب من أبناء النادي، لكن هذا الهدف لم نلمسه على أرض الملعب لأن الواقع أثبت أن الفريق ما زال يعتمد على ما تبقى في صفوفه من عواجيز رغم أنه منح بعض الفرص للشباب إلا أنها لم تكن كافية، ولو أن النادي أشرك فريقاً من الشباب لم يكن ليحقق أسوأ مما حققه فريقه الحالي ولكن الخوف دائماً يوقف عجلة التطوير، وزاد من قناعتنا أن إدارة النادي لا تريد الاهتمام بشبابها ومواهبها وتبين ذلك في القضية التي أثيرت حول فريق الشباب وكيف استقال الجهازان الفني والإداري لعدم اهتمام الإدارة بالفريق وامتناعها عن دعمه وتسديد ما عليها من حقوق مالية لكوادره.
الجميع بات يعترف أن النسخة الحالية لفريق الوحدة هي النسخة الأسوأ في تاريخ النادي على كل الصعد، وهذا الأمر بحاجة إلى وقفة مع الذات لمراجعة ما يجري داخل النادي من أخطاء وقد شعر الجميع أن البعض في الإدارة همهم (البروظة وفلاش العدسات) والبعض الآخر هدفهم السياحة والسفر.
بدأ الوحدة موسمه الكروي تحت قيادة المدرب الصربي سينسيا دوبرا موفيتش، وأقيل المدرب قبل انطلاق الدوري وضاع حقه بين إدارتين ومشكلته اليوم في محاكم الفيفا الدولية، إدارة النادي عينت بعدها زياد شعبو فخاض مع الفريق مباراتي ربع نهائي الكأس مع تشرين فتعادل في الأولى 1/1 وخسر الثانية صفر/1، وفي الدوري خسر أمام الوثبة صفر/2 وأقيل بعد مباراة واحدة في الدوري على اعتبار أن مباراة الجزيرة لم تلعب عملياً وألغيت نتيجتها فيما بعد، بعد الشعبو تعاقدت إدارة النادي مع المدرب عمار الشمالي بدءاً من الأسبوع الثالث وخاض مع الفريق ست مباريات فخسر أمام أهلي حلب 1/2 وأمام الكرامة وتشرين بهدف وفاز على المجد 1/صفر وتعادل مع الفتوة صفر/صفر ومع الجيش 1/1.
عمار الشمالي انتقل إلى نادي الفتوة لأسباب غامضة غير معلنة بشكل صريح، لكن ما تم تداوله في وسائل الإعلام أن سبب المغادرة مالي وإداري فالوضع الحالي في النادي غير ملائم للبقاء، بعد الشمالي عينت إدارة النادي وليد الشريف الذي خاض ثلاث مباريات ففاز على الطليعة 1/صفر وتعادل مع حطين 1/1 وخسر أمام جبلة صفر/3.
سجل الوحدة خمسة أهداف منها هدفين لطارق هنداوي وهدف وحيد لمحمد معتوق ومحمد عثمان ولؤي الشريف، له ركلة جزاء واحدة سجل من خلالها طارق هنداوي هدف الفوز على الطليعة في الدقيقة 94، وعليه ركلتين واحدة أضاعها أيمن عكيل من حطين والثانية سجلها محمود البحر من جبلة، وفي سجل المعاقبين هناك بطاقة حمراء واحدة على أنس بلحوس بلقاء أهلي حلب مع توقيف لمدة أربع مباريات وعقوبة الإيقاف لحارس المرمى خالد إبراهيم لست مباريات في المباراة المذكورة.