أخطاء المسح تخرج آلاف الأسر الفقيرة في ريف دمشق من قوائم المنظمات
ارتكبت لجان المسح الاجتماعي، التابعة للمنظمات والجمعيات، أخطاء كبيرة في عمليات التقييم التي جرت في مناطق وقرى ريف دمشق، وذلك باستبعادها آلاف العائلات التي تستحق الإعانات، مقابل تصدّر أسماء أسر ميسورة، وأصحاب عقارات وأملاك، قوائم المستفيدين من هذه الإعانات والسلل الغذائية وفق تأكيدات الأهالي والجهات المعنية في المجالس المحلية.
ويؤكد مواطنون أن نتائج المسح العشوائي وغير المنظّم أوجد حالة استياء من الجميع، إضافة إلى خلافات واتهامات للجمعيات الخيرية في كلّ منطقة وقرية، محملين المسؤولية لتلك الجمعيات، خاصة وأنها المعنيّ الأساسي بعمليات التوزيع واعتماد قوائم العائلات المستحقة.
أهل مكة أدرى..
ومع نفي أغلب رؤساء الجمعيات الخيرية تدخلهم بعملية المسح، يتساءل كثيرون: كيف تمّت عملية المسح من دون أخذ رأي الفعاليات الأهلية والمجالس المحلية، فكما يُقال “أهل مكة أدرى بشعابها”، ولاسيما أن لجان المسح دخلت المناطق والقرى وقامت بجولات على بعض المنازل فقط، في حين لم تدرج عائلات في عملية المسح، إذ أرسلت رسائل على “الجوالات” لأسر لا تستحق الإعانات بشهادة المعنيين والمقربين من تلك الأسر!!
وعبّر الأهالي عن الأمل أن يكون هناك إشراف حقيقي ومتابعة من المحافظة لعمل تلك اللجان لوصول الحق لأصحابه لاسيما في ظل تلك الظروف المعيشية الصعبة وجود عائلات تجد من تلك السلل الغذائية سداً لرمق العيش كما يقال “بحصة تسند جرة”.
تشكيل لجنة
محافظ ريف دمشق المحامي صفوان أبو سعدى وجّه بتشكيل لجان على مستوى الوحدات الإدارية في المحافظة، على أن تتألف اللجنة في كل بلدية من “رئيس المجلس المحلي وممثل عن مديرية الأوقاف في الوحدة الإدارية ومندوب من المنظمة أو الهلال أو الجمعية المعنية وممثل عن الحزب والمختار مع وجه اجتماعي”، وذلك لدراسة الأسماء الواردة في قوائم المستفيدين والإشراف على الأعمال الإغاثية ورفع تقرير إلى اللجنة الفرعية في المحافظة.
اللافت أن اللجنة طلبت دراسة الأسماء المستفيدة فقط مما أشكل الأمر عند بعض رؤساء الوحدات الإدارية الذين تساءلوا عن مصير الأسماء التي لم ترد في القوائم وكون أغلبها يستحق؟!.
مدير الشؤون الاجتماعية بالريف شوقي عون أوضح أن اللجنة عليها إجراء دراسة شاملة ورفع مقترحها بعد إدراج جميع الأسماء التي تستحق.
وهذا ما أكد عليه مدير الإغاثة بالمحافظة أسامة الخياط الذي بيّن أن المحافظة طلبت القوائم من المنظمات والهلال والجمعيات التي أجرت المسح، والتأكيد على إعادة المسح من قبل اللجنة المشكلة وموافاة المحافظة بالمقترحات والأسماء التي تستحق الاستفادة لكي يتمّ الموافقة عليها أصولاً.
المنظمات تتمنع
ولم يخفِ الخياط تمنّع بعض المنظمات عن إرسال القوائم كونهم ينظرون للأمر على أنه من خصوصية عمل المنظمات، إلا أن الخياط أكد أنه سيتمّ التواصل مرة جديدة مع كافة المنظمات والجمعيات المعنية للإسراع بإرسال الأسماء ودراستها مع اللجان المشكلة على مستوى الوحدات الإدارية.
بدورها عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق آلاء الشيخ استغربت طريقة عمليات المسح التي جرت بشكل متفرد من قبل تلك المنظمات، مما أدى لحصول أخطاء، معتبرة أن المحافظة أخذت بعين الاعتبار عند تشكيل اللجان التعاون والتنسيق مع كافة المعنيين بالموضوع، وذلك لاستدراك النواقص والدقة بعملية المسح، فاللجنة مشكّلة من الجهات المعنية والفعاليات والمجتمع المحلي.
علي حسون