صحيفة البعثمحليات

ثوان للحياة…!!

وائل علي

لا شكّ أن الكل يأمل ويرجو ويريد لتلك الثواني، لحظة تبدأ الأرض زلزالها واهتزازها، أن تكون ثواني للحياة والنجاة لا أن تكون ثواني للموت والجحيم.. لكن كيف؟.

ولا شك أن الكل لا يريد لتلك الفواجع أن تعود أو تصيب أحداً بمآسيها وويلاتها.. لكن كيف؟!.

فالاهتزازات الزلزالية الارتدادية المتفاوتة الشدة تمكنت من تحويل بيوتنا، التي كانت حتى بدء هبوب رياح العواصف الزلزالية، بيت أماننا، فجعلتها تهتز وتتراقص وترتجف، ومعها قلوبنا وأعصابنا، على وقع أمواجها التي لا تنقطع ولا تهدأ ولا تستكين!.

وإصلاح نهج البناء والعمار الإنشائي “القاتل” المعمول به منذ عقود طويلة كان يتطلب التواؤم والتماهي مع حقيقة أن بلادنا تقع ضمن نطاق الحزام الزلزالي الثاني من حيث الشدة، بعد الحزام الأول المعروف بحزام النار، وهو أمر ليس بهذه السهولة والبساطة، لأنها الحقيقة الوحيدة القادرة على حماية الأرواح التي تقطن هاتيك البيوت لتظل آمنة، بدل أن تتحول -في لحظة لا قدر الله- لقبور جماعية لأصحابها الذين بنوها وسكنوها بدم قلوبهم، كما يقال؛ وهذا يحتاج لإعادة نظر عميقة وشاملة بالسياسات الإنشائية والمعمارية وأنظمة ضابطة البناء السائدة.

لكن، وبعد أن “سبق السيف العذل”، فإننا نعتقد أن الإجراء القابل للتنفيذ على وجه السرعة يتمثل في المباشرة الفورية في إقامة مجمعات “احترازية” لمن يرغب في المناطق المحتمل تعرضها لهزات إضافية بحكم قربها الجغرافي من البؤر الناشطة، فيتم تجهيزها وتخديمها بالمرافق الأساسية من كهرباء وماء وإنارة وحراسة.. إلخ، لتكون في جهوزية كاملة لحين تمر وتهدأ العاصفة وترتاح الفوالق الأرضية والصفائح التكتونية من الإجهاد الذي تتعرّض له الأرض، يضاف لكل ذلك الإكثار من الرسائل التوجيهية والتطمينية عبر الموبايل، وهذا من شأنه أن يهدئ من روع الناس التي تلوكها الميديا وتستهدفها وتتاجر متلاعبة بمشاعرها وأحاسيسها!.

بعدها يمكننا الالتفات لأعمال الترميم والتدعيم وإعادة دراسة كود ونظام ضابطة البناء على غرار الدول التي تتعامل وتتعايش مع واقعها الزلزالي الذي تخرج منه بأقل الخسائر عادة.

وبطبيعة الحال، فإن ذلك لا يجب أن يؤخرنا أو يثنينا عن فتح أبواب التحقيق والمساءلة والمحاكمة القضائية على مصراعيها وملاحقة كلّ من قصر وتهاون وتورط في التعامي عن تجاوز هنا أو هناك.

ALFENEK1961@YAHOO.COM