هايكة فيبر في معرضها الجديد.. “لأننا بحاجة إلى الأمل والحب والألوان”
ملده شويكاني
تشكيلات واسعة من التطريز الفني السوري بإشراف الباحثة والعارضة الألمانية هايكة فيبرو المقيمة في دمشق في المعرض الجديد الذي يُفتتح مساء اليوم في صالة زوايا، لمناسبة شهر المرأة، والاحتفال بعيد الأم.
ويأتي المعرض الجديد ضمن مسار مشروع “عناة” الذي اشتغلت عليه فيبر، إلا إنه أكثر اتساعاً وشمولاً من معارضها السابقة، فهو لا يقتصر على معروضات نساء قرى جبل الحص في شمال حلب، اللواتي رسمن بأسلوب تعبيري معالم البيئة المحيطة بهن بتحوير بسيط، وجسدن قباب المنازل الطينية و طبيعة المنطقة بألوان وهاجة مشرقة مغايرة للواقع، تعبّر عن رؤيتهن وإحساسهن بالحياة، كما وثّقن هجوم الإرهابيين على قراهن، بغرزة تعرف باسم الخياط على قماش قطني، ففي هذا المعرض تشارك نساء إدلب والسويداء وحمص ودمشق للتطريز الفني السوري، ليس فقط بأعمال مؤطرة باللوحة، وإنما بنقل التطريز الذي يعد جزءاً من التراث الشعبي إلى مستلزمات معاصرة.
وحفل المعرض بتنوع للحقائب والجزادين وأكياس الهدايا التي تم التطريز عليها بألوان متناغمة لرسومات هندسية وأشكال فنية وزخارف نباتية، إضافة إلى القلادات وقطع الإكسسوارات ومنمنمات الزينة. أما المشاركة الأجمل فكانت بالتطريز على الثياب والعباءات السوداء بألوان مبهجة. وزاد من جمالية المعروضات طريقة نسيق وترتيب العرض في صالة زوايا المؤلفة من غرف عدة مفتوحة على الصالة الأساسية.
التطريز والتراث الشعبي
ومن عنوان المعرض الذي يوحي بجماليات الحياة “لأننا بحاجة إلى الأمل والحب والألوان”، بدأت فيبر حديثها لـ “البعث” معترفة بأنها كانت مترددة بإقامة هذا المعرض بعد الزلزال المدمر الذي أصاب سورية، إلا أن الحياة يجب أن تستمر. وفي هذا الوقت نحن بحاجة ماسة إلى الحب والأمل والتفاؤل الذي تعكسه الألوان المتوهجة. وتابعت بأن النساء المشاركات بحاجة إلى العمل والبيع والتسويق، ومن الممكن أن يكون المعرض بداية لانطلاقة جديدة رغم أن إمكانات البيع قليلة حالياً بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكن نأمل بهذا الشهر الذي نحتفل به بعيد الأم وتتبعه الأعياد القادمة للمسلمين والمسيحيين بأن نسوّق المعروضات المستمدة من التراث.
الترابط الاجتماعي
وعقبت فيبر بأن الشعب السوري يتميز بشغفه بالتراث الشعبي وبالأصالة وبالتمسك بجذوره وبكل الفنون التابعة لها، لاسيما أن عدداً كبيراً من أبناء الشعب السوري مغتربون، ويعتزون بتراث بلدهم سورية فيحبون أن يشتروا أثناء زيارتهم الوطن هدايا تذكارية مطرزة برسومات وأشكال فنية تظهر خصوصية التطريز السوري الغني بثقافات مختلفة.
وترى هايكة فيبر أن الترابط بين السوريين في الداخل والخارج يتعلق بزاوية ما بالتراث الشعبي وبالطقوس الاجتماعية المتوارثة بالاحتفال بالأعياد، فالمعرض يؤكد على أهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه.