أخبارصحيفة البعث

الاتحاد الأوروبي لديه خطة مستقلّة

تقرير إخباري

من خلال المضي قدماً في خطّته لإنشاء عمليته البحرية الخاصة لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر، أظهر الاتحاد الأوروبي أنه يريد الحفاظ على الاستقلال الاستراتيجي وعدم التصرّف تحت راية الولايات المتحدة.

ووفقاً للتقارير فإن إسبانيا التي عارضت الخطط السابقة لن تمنع الخطة الأخيرة، ما يمهّد الطريق لوضع التفاصيل. وهناك الآن مسعى للحصول على الموافقة النهائية على الخطة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 22 كانون الثاني، حيث قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني: “الفكرة هي أن تكون هناك بعثة أوروبية يمكن أن تبدأ عملياتها في أقرب وقت ممكن”.

إن الانضمام إلى عملية تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر لحماية الشحن البحري يعني في المقام الأول الخضوع لقرارات الولايات المتحدة بشأن الإجراءات التي يتعيّن اتخاذها، وبالتالي التحوّل إلى أدوات لتحقيق أجندتها الأوسع في المنطقة.

إن مصالح الولايات المتحدة في الأزمة لا تتوافق بالضرورة مع الأولويات التي حدّدها الاتحاد الأوروبي. علاوة على ذلك ورداً على الضربات الجوية المكثفة التي تقودها الولايات المتحدة ردّت اللجان الشعبية اليمنية بشراسة من خلال التعهّد بأن جميع السفن الأمريكية والبريطانية هي أهداف مشروعة. وقال المتحدث باسمها: “ليس من الضروري أن تكون السفينة متجهة إلى “إسرائيل” حتى نستهدفها”.

لقد وضعت المملكة المتحدة بالفعل سابقة غير ذكية في جعل السفن التي ترفع علمها أهدافاً متبعةً قيادة الولايات المتحدة، ومن الحكمة أن يتجنّب الاتحاد الأوروبي القيام بالشيء نفسه.

لدى الاتحاد الأوروبي بالفعل عملية أمنية بحرية مستقلة، وهي مهمة أتالانتا بقيادة إسبانيا في شمال غرب المحيط الهندي، التي تم إطلاقها رداً على القرصنة قبالة الساحل الصومالي. ومن خلال عدم الانضمام إلى العمليات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر فإن الاتحاد الأوروبي سوف يعمل أيضاً على تعزيز إمكانية تخفيف التوترات في البحر الأحمر التي تشكل تأثيراً غير مباشر للصراع في غزة، وذلك من خلال السبل السياسية السلمية. إن الحل الرئيسي لمشكلة البحر الأحمر يكمن في إنهاء هذا الصراع.

في حين أن أهمية البحر الأحمر كممر عالمي لتجارة السلع والطاقة ليست موضع شك والحاجة إلى حماية الشحن التجاري أمر حتمي، إلا إن استخدام الولايات المتحدة للقوة لا يؤدّي إلا إلى تزايد المخاطر ولا يعالج السبب الجذري وهو رفضها كبح العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

يظهر الاتحاد الأوروبي حسن التقدير في عدم رغبته في أن يكون طرفاً في أجندة الولايات المتحدة الغامضة الأنانية في المنطقة. لقد حان الوقت لكي ينتصر العقل وعدم دعم التصرّفات غير المعقولة التي تتخذها الولايات المتحدة حتى يتسنى بذل جهود متضافرة لإنهاء الصراع في غزة. هذه هي الطريقة الأفضل لإطفاء حريق البحر الأحمر.

هناء شروف