رياضةصحيفة البعث

منتخبنا الكروي الأول بين الرضا وانتقاد أسلوب كوبر الدفاعي

ناصر النجار

بعد مباراتين في كأس آسيا مازال النقاد والجمهور مختلفين حول منتخبنا الأول لكرة القدم لجهة الأداء والنتائج، هناك مجموعة من المدرّبين والمتابعين ينتقدون المنتخب، والمدرّب هيكتور كوبر خاصة حول الأسلوب الدفاعي الذي ينتهجه، وقد طالبوا كوبر بفاعلية هجومية أكبر، ودليلهم على ذلك أن منتخبنا عندما هاجم المنتخب الأسترالي ثلاث مرات في الشوط الأول شكل خطراً على المرمى الأسترالي، فردّ القائم كرة مناسبة للتسجيل، وهدّدت كرتا الرمضان والصباغ المرمى الأسترالي، ولو أحسن اللاعبان التصرف لكان لنا نصيب من التسجيل وهزّ الشباك، وهذا يؤكد أن منتخبنا كان بإمكانه أن يحقق نتيجة إيجابية لو سلك طريق الهجوم دون مبالغة مع الحرص الدفاعي، وها هو منتخب العراق استطاع الفوز على اليابان الذي لم يخسر منذ عام وهزم كبار المنتخبات العالمية، وصار المرشّح الأول لنيل اللقب الآسيوي لأنه اعتمد أسلوباً متوازناً بين الدفاع والهجوم.

المراقبون يعتقدون أن المنتخب العراقي لو انتهج الأسلوب الدفاعي الصرف مع اليابان لما استطاع تحقيق الفوز، لكن أهم من هذا وذاك أن الخوف من اليابان زال، وأن العراقيين كان لديهم تصميم كبير فكسروا عقدة الخوف وفازوا، ومثلهم كان المنتخب الأردني الذي فرض التعادل على الكوريين الجنوبيين، وهذا ما كان ينقص منتخبنا باللقاءين مع أوزبكستان وأستراليا، وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلاً فإن منتخبنا بمدربينا الوطنيين وتشكيلته المحلية الممزوجة بمحترفي الخليج لم يخسر أمام أستراليا إلا بفارق هدف كما كوبر، لذلك رأى أنصار هؤلاء أن كوبر لم يضف الجديد على منتخبنا.

على الطرف الآخر فإن الآخرين يعتقدون أن منتخبنا يسير في الطريق الصحيح، وأن كوبر لا يمتلك العصا السحرية ليذيب الفوارق التي تبعدنا عن أوزبكستان وأستراليا بهذه السرعة وبلمسة ساحر، المهمّ أن منتخبنا بدأ يصنع لنفسه شخصية تتطلّب الكثير من الصبر لتتبلور، وصحيح أن منتخبنا دافع في المباراتين السابقتين، لكن كوبر قدّم لنا نموذجاً للدفاع المنظم المنضبط، وعليه أن يبدأ بتطوير العمل في الصفوف الأخرى.

ما زال أمام منتخبنا مباراة الهند ليقدّم لنا فيها نهجاً متوازناً بين الدفاع والهجوم، مع العلم أن المباراة لن تكون سهلة المنال وتحتاج إلى تكتيك خاص وتوفيق.
على العموم علينا أن ندرك أن من أهم سيئات كرتنا عدم الاستقرار الفني، وحتى تتمكّن كرتنا من الخروج من قصة التبديل والتغيير المستمرين للمدرّبين والكوادر عليها الحفاظ على طاقم المنتخب الحالي، وهو الأفضل لكرتنا، سواء رضي المنتقدون لكوبر أم لم يرضوا.