خامنئي: قضية تسمّم الطلاب جريمة كبيرة يجب معاقبة مرتكبيها
طهران – سانا:
أكّد قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي أن قضية تسمّم الطلاب في بعض المحافظات الإيرانية “جريمة كبيرة لا تغتفر، ويجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة بشدة”.
من جانبه أوعز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بتشكيل فريق تحقيق وتقييم حول الأحداث الأخيرة التي طالت السلامة الصحية لعدد من تلامذة المدارس في البلاد، بينما أكّد رئيس السلطة القضائية في إيران الشيخ غلام حسين محسني إيجئي أن على السلطة القضائية وضع متابعة الأمر في نصب أولوياتها، وفي حال الكشف والقبض على أي شخص قد يثبت تورّطه بأي نحو كان في هذه الجريمة فسيتم إنزال أشدّ أنواع العقوبة به.
ولفت إيجئي إلى أن ظاهرة تسميم طلبة المدارس تؤدّي في بادئ الأمر إلى المخاطرة بأرواح الناس، وتلقي الخوف في قلوب المواطنين، واصفاً هذا التحرّك بأنه ممنهج ويقف وراءه أعداء ينتفعون منه.
وأضاف رئيس السلطة القضائية: إن هذه الظاهرة تصبّ في محاولات الأجهزة والمؤسسات المناوئة للثورة الإسلامية زعزعة الاستقرار، وإثارة الفوضى في البلاد.
بدورها أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان أنه “حسب المعلومات التي قدّمها المحافظون المتعلقة بالموضوع وسائر القضايا ذات الصلة تبيّن أن أكثر من 90 بالمئة من الطلاب كانت حالاتهم ناجمة عن القلق والمخاوف التي سادت الفصول الدراسية وبيئة المدرسة بعد الحادثة”.
وأوضح نائب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني سعيد كريمي أن المادة الباعثة على تسمّم طلبة بعض المدارس في البلاد ليست من النوع الخطير، مشيراً في تصريح له إلى أنه “بناءً على الإيعاز الصادر من وزير الصحة بتشكيل لجنة علمية، والتحقيق في هذا الأمر تم تشكيل لجنة علمية تضم 30 من أفضل العلماء والاختصاصيين في علم السموم وصحة البيئة وعلم الأحياء الدقيقة والعدوى والتخصصات المختلفة مجتمعة في هذا المجال، حيث درست هذه اللجنة القضية خلال عدة اجتماعات”.
وأضاف كريمي: نتعامل مع ثلاث مجموعات من الطلاب بعضهم تعرّض للمواد الباعثة على التسمّم، وهي بالأساس عبارة عن مستنشقات، وهذا القسم جزء من مجموع الطلاب الذين ذهبوا أو تم نقلهم إلى غرف الطوارئ والمراكز الطبية، ومجموعة أخرى كانوا بجانب المسمومين، وتأثروا بالتوتر والقلق، والمجموعة الثالثة لم يكونوا أساساً بمدارس تعرّضت لهذه المواد وتأثروا بالأخبار والقلق، موضحاً أن “الأطفال الذين تعرّضوا لهذه المواد لمدة 10 إلى 15 دقيقة أصيبوا بعد استنشاقهم روائح مختلفة ناتجة عنها بأعراض تهيج في الجهاز التنفسي”، ومشيراً إلى أن معظم هؤلاء الأطفال خرجوا في غضون 6 ساعات بعد دخولهم المستشفى.
وتواصل السلطات الإيرانية تحقيقاتها لكشف الغموض المحيط بقضية تسمّم عدد من طلاب المدارس في بعض المحافظات الإيرانية وسط اهتمام رسمي وشعبي بهذه القضية.
إلى ذلك، طلب الرئيس الإيراني من أجهزة الأمن الإيرانية أن تكون جاهزة للتعامل مع كل التهديدات الأمنية، بما في ذلك التهديدات التي تواجه الصحة العامة في المدارس.
وقال رئيسي خلال لقائه اليوم مع منتسبي وزارة الأمن: تدور حرب اليوم على أساس وسائل الإعلام والفضاء الافتراضي، لذلك يجب أن تلعب قوات وزارة الامن دوراً مهماً في هذا المجال، مشيراً إلى أن امتلاك رؤية ثورية للمعرفة والمعلومات الحالية إلى جانب فهم طبيعة هذه التهديدات هو أحد ضروريات مواجهة العدو في ميدان الحرب الأخيرة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية اعتقال بعض الأشخاص في خمس محافظات للتحقيق معهم حول قضية تسمم طالبات المدارس.
وقالت الوزارة في بيان اليوم: إنه يتم التعاون بين وزارة الأمن واستخبارات الحرس الثوري والشرطة، إضافة إلى وزارتي التربية والتعليم والصحة في قضية تسمم الفتيات وعلى مدار الساعة.
وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: إن إيران تلتزم بمسار الاستقلال السياسي والعلاقات المتوازنة مع الغرب والشرق وضمن الحفاظ على مصالح شعبها، مشدداً على أن بلاده تسير في المسار الصحيح في الدبلوماسية الخارجية والدفاع عن سيادة إيران.
وحول مفاوضات فيينا أوضح عبد اللهيان أنه في حال احترام أمريكا لخطوط إيران الحمراء ورعاية مصالح إيران الوطنية، فإن طهران لن تغادر طاولة المفاوضات، حيث أثبتت ذلك في أصعب أوقات الفتنة الأخيرة التي واجهتها البلاد.