صحيفة البعثمحافظات

الأبنية الآيلة للسقوط تشكل تحدياً للمعنيين في اللاذقية

اللاذقية- مروان حويجة

لا تزال الأبنية الآيلة للسقوط والفاقدة لشروط السلامة البالغ عددها إلى ٩٦٧ مبنى، في محافظة اللاذقية تشكّل أهم التحديات الجسيمة المطروحة اليوم على الأجندة المستعجلة لعمليات الاستجابة لتداعيات الزلزال بعد الانتهاء من مرحلة الإنقاذ والإسعاف، وذلك ضمن مرحلة الإغاثة والاستجابة المستديمة. وتكمن حساسيّة وصعوبة إزالة هذه الأبنية في عدم توفر المعدات والآليات الهندسية المتخصصة، جراء الحصار والعقوبات الجائرة المفروضة التي حالت دون تأمين وتوريد مثل هذه المعدات، علماً أن تلك الأبنية تبثّ الخوف والرعب في محيطها وجوارها وجميع العابرين والمارّين بجوارها.

عضو المكتب التنفيذي المختص المهندس ناجي حميدوش أوضح أن أعمال الإزالة للمباني شملت الأبنية المنهارة بإزالة وترحيل الأنقاض كمرحلة أولى بالنسبة للأبنية التي سقطت، إضافة إلى التعامل مع الأبنية الآيلة للسقوط بعدة إجراءات ومراحل، حيث هناك لجنة للكشف الهندسي الأولي، وهناك لجنة السلامة العامة كمرحلة ثانية، مبيناً أنه في حال أقرّت اللجنة بأنّ المبنى آيل للسقوط فإنّ هناك لجنة عليا تضمّ دكاترة أساتذة في الهندسة من الجامعة تبتّ بالهدم وتعطي قرارها عندما لا تكون هناك أية جدوى للتدعيم والترميم وتبني قرارها على معطيات وحيثيات وأسس دقيقة حول نسبة ودرجة الخطورة.

ولفت حميدوش إلى أنّ عملية الهدم من حيث الخطورة والدقة ليست سهلة بالمطلق، وهي عملية أصعب من الإنشاء، كما تحتاج إلى آلات ومعدات هندسية خاصة ومتخصصة كالقاضمات، وهذه الأخيرة تكاد تكون غير متوفرة تقريباً، وذلك رغم أهميتها الكبيرة في عملية الهدم بأقل خطورة وعلى نحو أفضل من غيرها.

وبيّن حميدوش أنّه تمّ توزيع أعضاء المكتب التنفيذي بموجب قرار من المحافظ على المناطق المتضررة لمتابعة إزالة وترحيل الأنقاض واتخاذ الإجراءات المطلوبة لإزالة الأبنية الآيلة للسقوط من خلال الوحدات الإدارية، علماً أنّ الأبنية الملاصقة للبناء الآيل للسقوط تكون أمام تأثير محتمل من عملية إزالة المبنى الملتصقة به، وكذلك بالنسبة للأبنية المحيطة، ولذلك يتمّ إيلاء السلامة العامة الأولوية المطلقة في عملية الإزالة.

ولفت حميدوش إلى إزالة الأبنية المتضررة في مدينة جبلة، إذ تمّ إزالة مبنيين طابقيين في قرية العمرونية بريف منطقة اللاذقية بتعاون المجتمع المحلي.

رئيس مجلس مدينة جبلة المهندس أحمد قناديل أوضح أنّ هناك عدة كتل أبنية طابقية آيلة للسقوط في مدينة جبلة، وذلك بعد أن تمّ الكشف عليها من لجنة السلامة العامة وتمّ البدء بالهدم من خلال التعاقد مع شركة إنشائية، علماً أن الكشف الهندسي والفنّي مستمر على المباني حرصاً على السلامة العامة.

وهنا تجدر الإشارة إلى تأكيد المحافظة على المباشرة بهدم الأبنية التي تشكّل خطراً على السلامة العامة في محيطها، على أن تتولّى الوحدة الإدارية أعمال الهدم بالتنسيق مع شركات متخصّصة أو توفير احتياجاتها من الآليات اللازمة.