انحباس الأمطار والإجراءات القاصرة ينذران بموسم قمح غير جيد بدرعا
درعا- دعاء الرفاعي
تسبب تراجع الهطولات المطرية خلال شهري كانون الأول والثاني الماضيَين، بخروج مساحات زراعية شاسعة في محافظة درعا كان مأمولاً أن تكون جزء فاعلاً في إنتاج القمح للموسم الحالي، لكن الظروف الجوية لم تكن مساعدة خلال تلك الفترة، ما أدى إلى توقف مساحات كبيرة من محصول القمح البعلي وعدم الوصول إلى مرحلة الإنتاج الذي لم ينبت معظمه فضلاً وأكل الطيور الكثير من البذار، ما أدى لخسائر مادية للفلاحين كثمن بذار وأجور فلاحة، وذلك وفقاً لما أكده عشرات الفلاحين وخاصة من أبناء المنطقتين الشرقية والشمالية بالمحافظة إذ تلف معظم محصولهم لعدم حصوله على كميات مطرية كافية.
حاول المزارعون في ريف درعا الشمالي وصف قلة إنتاج هذا العام من محصول القمح في أراضيهم باستخدام مصطلح الأرض “أمحلت” وهو التعبير المحلي المتداول بين سكان المنطقة.
وكشف مزاعرون عن اضطراهم لري المحصول بواسطة جر المياه من الآبار لإنقاذ الموسم، وذلك نتيجة انحباس الأمطار في الوقت المناسب لإنبات البذار، وهذا الأمر رتب على الفلاحين مصاريف عالية، كثمن محروقات وأنابيب ري وأجور عمال.
على الرغم من هطل الأمطار بدرعا في بداية شهر شباط بكميات محدودة، لكنها وحسب المزارعين أنفسهم جاءت متأخرة لإنقاذ القمح البعل والشعير والبقوليات، وبالتالي لم يتم تنفيذ سوى الثلث من المساحات المخططة للقمح البعل.
وتعادل مساحة الزراعة البعلية من القمح أضعاف محصول القمح المروي، بحسب تقديرات مديرية الزراعة درعا، وبالتالي أصبحت معظم مساحات القمح البعلي خارج الحسابات الإنتاجية لهذا العام، كونها تعتمد على الأمطار.
رئيس دائرة الإنتاج الزراعي المهندس وائل الأحمد بين أن أن المخطط زراعته من القمح المروي هو ١٠,٥٠٠ هكتاراً نفذ منها ١١,١٣٠ هكتاراً بنسبة تنفيذ ١٠٦٪ وهي نسبة جيدة.
أما بالنسبة للقمح البعلي أوضح الأحمد أن المخطط زراعة ٨٢,٨٨٧ هكتاراً تم تنفيذ ٦٩,٦٢٥ هكتار بنسبة ٨٤٪، مؤكداً تأثر الزراعة البعلية بشكل كبير بسبب تأخر الهطولات المطرية وانحباسها خلال شهري كانون الأول وكانون الثاني التي تعتبر فترة زراعة القمح.
ولفت الأحمد إلى أن المديرية قامت بالتعاون مع مؤسسة إكثار البذار وفرع المصرف الزراعي ولجنة المحروقات الفرعية في المحافظة بتقديم كل ما يمكن تقديمه حسب الإمكانات المتاحة من تأمين البذار المعقمة والأسمدة والمحروقات من خلال تقديم الدعم لمزراعي القمح المروي بكمية ثلاثة ليترات مازوت لسقاية القمح في الأراضي المروية وليترين للشعير، وكذلك حصر الآبار التي تعمل على الكهرباء وزيادة مخصصاتها لهذه الغاية وتوفير “ريات” عاجلة للقمح البعل.
ومع كميات المازوت المخصصة من المديرية والقليلة جداً لم يبد المزارعون تفاؤلاً على مستوى تحسن واقع الزراعة لاسيما أن ساعة التشغيل الواحدة للديزل تحتاج إلى ما يقارب ثمانية ليترات من المازوت، وسعر الليتر وصل إلى 7500 ليرة بالسوق السوداء، مطالبين بزيادة كميات مازوت الزراعة للقمح والمحاصيل الشتوية لريها والحفاظ على ما تبقى من الموسم.
يشار إلى أن نسبة الأمطار الهاطلة في المحافظة بلغت منذ بداية الموسم وحتى بداية شهر شباط ٢٠٪ فقط من معدل الأمطار السنوي.